السودان: الإعلام الجديد يكسر حاجز الخوف

15 يوليو 2014
هل الصحافة السودانية في خطر؟ (أشرف شاذلي/الفرنسية/GETTY)
+ الخط -

مع تطوّر الأزمة التي يعاني منها الإعلام التقليدي في السودان، وجد القراء مصدر معلومات مختلف، أي مواقع التواصل الاجتماعي.

وذهب بعض الشباب أبعد من ذلك، فقرروا تحدّي الرقابة على الإعلام، وصوّروا بأنفسهم فيديوهات وصور، يتحدّثون فيها عن المعاناة الحقيقية للمواطن السوداني وانتهاكات حقوق الإنسان، ونشروها على هذه المواقع، في ظل إقبال كبير جداً على مشاهدتها.
وما ساهم في انتشار "صحافة المواطن" هذه، هو ارتفاع نسبة استخدام الهواتف الذكية، إذ صنّف السودان في المرتبة الثالثة عالميا بين الدول التي تستخدم الإنترنت عبر الهواتف.

الصحافة المكتوبة في خطر؟

تدرك الصحف السودانية التغيير الكبير الحاصل في المشهد، فيقول مدير تحرير صحيفة "الجريدة" أشرف عبد العزيز لـ"العربي الجديد ": "بات السودانيون في الفترة الأخيرة يتعاملون مع المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل المختلفة بصورة أكبر من الصحف الورقية الأمر الذي أثّر سلباً على توزيع الصحيفة".
ويضيف: "يصل عدد متابعي الصحيفة على صفحتها على فيسبوك 143 ألف شخص، فيما لا يتجاوز توزيعها الورقي تسعة آلاف نسخة". وفي موقف قلق يؤكد أن انتشار المواقع الإخبارية "يشكّل تهديداً على مستقبل الصحافة المطبوعة".

من جهته يرى الصحافي في صحيفة "التغيير" محمد سعيد أن المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي مرشّحة لأن تحلّ محل الإعلام التقليدي من حيث جذب أكبر أعداد القراء وسرعة نشر الأحداث. ويضيف "الآن عدد متصفحي الانترنت ستة ملايين شخص بحسب آخر إحصائيات أصدرتها هيئة الاتصالات وبالتالي نسبة انتشارها أكبر بكثر من الصحف المكتوبة".

تضييق أيضاً

اللافت في المشهد الإلكتروني هو أن أغلب المواقع تدار من سودانيين مقيمين في الخارج. وغالباً ما تلجأ الحكومة إلى حجبها، خصوصاً، عند نشر مواد تعتبر محرّمة كانتقاد الحكومة أو الإضاءة على الفساد والمشاكل الحقيقية في البلاد.

ويقول المشرف على موقع جريدة "الراكوبة"  إنهم يواجهون مضايقات حقيقة من الحكومة التي تعمد بإستمرار إلى إختراق الموقع "إضافة الي تجنيد عدد من الزوار للدخول إلى الموقع والتعليق على المواضيع بهدف تعكير أجواء الحوار الصحية. ويؤكّد أنّ "متوسط الزوار للموقع 900 ألف متصفح شهرياً".

من جهتها تشرح أستاذة الصحافة ناهد هذا التطوّر الإلكتروني في السودان فتقول إن المواقع "سهّلت الوصول للمعلومة فور حدوثها ولكن هذه السرعة قد تأتي بنتائج عكسية". لكنها تضيف: "لا يمكن  التعامل مع كل هذه المواقع كمصدر أساسي للمعلومات وانما كمصدر أولي"، مستبعدةً "انهيار أو تراجع الإعلام التقليدي". وهو الأمر الذي ترفضه ريم عباس الناشطة على "توتير" مؤكدة أن الإعلام الجديد نافس الإعلام التقليدي وأصبح عامل جذب للشباب.
المساهمون