قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، اليوم الإثنين، إن بلاده ستزيد الإنتاج قريبا إلى 11 مليون برميل يوميا من 10.7 ملايين حاليا، مضيفا أن الرياض تستطيع زيادة الإنتاج إلى 12 مليون برميل يوميا وأن حليفتها الإمارات تستطيع إضافة 0.2 مليون برميل يوميا، مضيفا أن بلاده "لا يمكنها تعويض السوق حال فقدانها 3 ملايين برميل يوميا".
وتابع: "لدينا عقوبات على إيران، ولا أحد يعلم كيف ستكون الصادرات الإيرانية. ثانيا، هناك تراجعات محتملة في دول شتى مثل ليبيا ونيجيريا والمكسيك وفنزويلا."، مضيفا أنه "إذا اختفى ثلاثة ملايين برميل يوميا، فلا يمكننا تغطية هذا الحجم. لذا علينا استخدام الاحتياطيات النفطية".
وأضاف الفالح، في حوار مع وكالة تاس الروسية، اليوم الإثنين، وفقا لوكالة "رويترز" قائلا إنه "لا يمكنني أن أعطيكم ضمانا، لأنه لا يمكنني التنبؤ بما سيحدث للموردين الآخرين". وذلك عندما سئل إن كان بوسع العالم تحاشي العودة إلى سعر 100 دولار للبرميل.
وأكد الفالح أنه "لدينا طاقات فائضة محدودة نسبيا ونستخدم جزءا كبيرا منها". مشيرا إلى أن المعروض العالمي قد يتدعم العام المقبل بإمدادات من البرازيل وكازاخستان والولايات المتحدة.
وقال الفالح: "لكن إذا تراجعت دول أخرى إضافة إلى التطبيق الكامل لعقوبات إيران، فسنكون مستغلين لجميع الطاقات الفائضة"، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط قد يكبح الاقتصاد العالمي ويوقد شرارة ركود، لكنه أضاف أنه في ظل دخول العقوبات المفروضة على إيران حيز التنفيذ بشكل كامل الشهر القادم فلا يوجد ما يضمن عدم ارتفاع أسعار النفط.
وشدد الفالح على أنه لا نية لدى السعودية لفرض حظر نفطي على المستهلكين الغربيين على غرار ما حدث في 1973، وأنها ستفصل النفط عن السياسة وذلك وسط أزمة متفاقمة بشأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وصبّ مشرعون أميركيون بارزون جام غضبهم على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس الأحد، وقالوا إنهم يعتقدون أنه أمر بقتل خاشقجي، لكن إدارة الرئيس دونالد ترامب اتخذت موقفا أكثر حذرا، وقال الفالح إن "هذا الحادث سيمر. لكن السعودية دولة مسؤولة جدا ونستخدم منذ عقود سياستنا النفطية كوسيلة اقتصادية تتسم بالمسؤولية ونفصلها عن السياسة".
وأضاف: "دوري كوزير للطاقة هو وضع دور حكومتي البنّاء والمسؤول موضع التنفيذ وتحقيق استقرار سوق الطاقة العالمية وفقا لذلك، بما يسهم في النمو الاقتصادي العالمي".
واتفقت روسيا والسعودية على زيادة الإنتاج قبيل الاجتماع الأخير لـ(أوبك) الذي عقد في الجزائر العاصمة، مع توقعات بأن يصل الإنتاج السعودي إلى مستوى قياسي يبلغ 11 مليون برميل في اليوم بنهاية عام 2018.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ، في وقت سابق من الشهر الجاري، إن المملكة أوفت بوعدها لواشنطن بتعويض إمدادات النفط الإيرانية المفقودة بسبب العقوبات الأميركية، التي أعيد فرضها عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم بين طهران وست قوى عالمية.
(رويترز، العربي الجديد)