السعودية: تداعيات خطيرة لفشل "رؤية 2030"

02 نوفمبر 2017
خلال استعراض مشروع نيوم (فايز نور الدين/ فرانس برس)
+ الخط -
كشف تقرير صادر عن وكالة "بلومبيرغ" المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، اليوم الخميس، أن التغيير الذي يقوم به ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لن يتماشى مع القدرات الاقتصادية والبيئة الاجتماعية في المملكة.

وقال التقرير، الذي حمل عنوان "لماذا لا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تنجح في التغيير الحاصل؟": "إن رغبات ولي العهد وطموحاته في شتى المجالات، لإحداث تغيير في السعودية، لا يمكن أن تنجح، إذ لم يقم ولي العهد بأي توازن بين المفاهيم الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في السعودية، والخطط الطموحة التي يسعى إلى تنفيذها، وأبرزها رؤية 2030، لتنويع الاقتصاد".

وبحسب معدّي التقرير، فإن ما حصل في الآونة الأخيرة، من تغييرات اجتماعية، والمتمثلة في السماح للمرأة بالقيادة، والسماح بوضع الموسيقى في المطاعم، وتقييد دور الشرطة الدينية، لن ينجح في تحوّل السعودية من مجتمع منغلق إلى مجتمع منفتح.

ولفت معدو التقرير إلى أن الخطط الاقتصادية، وعلى رأسها رؤية 2030، والإعلان عن إنشاء مدينة نيوم النموذجية، ستصطدم بلا شك بواقع معقد، لا يمكن من خلاله تنفيذ هذه الطموحات.

ويرى التقرير أن غياب التوازن والدقة في إطلاق المشاريع العملاقة، سيؤدي إلى فشل هذه المشاريع. فولي العهد حاول، العام الماضي، إحداث تغيير اقتصادي، عبر الإعلان عن خصخصة العديد من القطاعات، بدءاً من المرافق الحيوية، وصولاً إلى التعليم وغيرها من القطاعات.

كما دعا إلى إشراك القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع ضخمة، لكنه لم ينتبه، وفق المحللين، لهيكلية اقتصاد بلاده، والتي لا تسمح بهذه التغييرات بشكل سريع. كما أن القطاع الخاص ليس مستعداً للدخول في المشاريع العملاقة.

وحذّر الخبراء من أن المجتمع السعودي لن يتقبل هذه التغييرات بهذه السرعة، ولذا سيصطدم ولي العهد بالشارع أولاً، وبالعائلة الحاكمة، التي ستسعى إلى معارضته للحد من نفوذه ثانياً.

ويقول لويد بلانكفين، الرئيس التنفيذي لمجموعة "غولدمان ساكس"، في منتدى الأعمال العالمي بلومبرغ في نيويورك، في سبتمبر/أيلول: "هناك تحد ضخم للبلاد، وله آثار كبيرة على العالم". ويضيف "بينما يجب أن تكون هناك حاجة ملحّة للتغيير الاقتصادي، إلا أن ذلك لا يعني عدم توخي الحذر".

وحذّر خبراء التقرير من فشل مشروع التحول الاقتصادي في السعودية وتداعيات ذلك الفشل المتوقع على التوازن الذي يحفظ الاستقرار في المملكة.

ويستهدف ولي العهد السعودي بمشروع التحول الاقتصادي، وحسب رؤية التحول الوطني، إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد غير نفطي في سنوات قليلة، وهو ما لا يتماشى مع التركيبة التجارية والمالية في السعودية، التي اعتمدت على بناء اقتصاد ريعي قائم على تحالف "التجار والأمراء".

وتوقع التقرير أن يقود مشروع ولي العهد السعودي إلى صدام بينه وبين أفراد العائلة المالكة الذين يعارضونه، وبين الحكومة والشارع السعودي الذي يرفض مصادرة امتيازاته.
(العربي الجديد)
المساهمون