السبسي ينجح "نظرياً" في فرنسا

09 ابريل 2015
فرنسا هي الشريك التجاري الأول لتونس (توماس سامسون/فرانس برس)
+ الخط -
اختتم الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، زيارته إلى فرنسا، والتي تُعتبر الأكثر أهمية في العرف الدبلوماسي الفرنسي. ولاقى السبسي استقبالاً حاراً من رئيس الجمهورية الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي ورئيس مجلس النواب كلود بارتولون ورئيس الوزراء مانويل فالس.

تمخضت المباحثات التونسية الفرنسية في قصر الإليزيه، عن توقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، وكان من أبرزها إلغاء مبلغ 66 مليون دولار من ديون تونس لفرنسا، على أن يتم استثمار هذا المبلغ في مشاريع إنمائية تتدارسها لاحقاً لجنة تونسية فرنسية مشتركة.

ووقّع الجانبان على أربع اتفاقيات "إعلان نوايا"، تتعلق بالتعاون الإقليمي وصندوق الدعم الطارئ والتعاون الثقافي. كما تم الاتفاق على أن تقدم فرنسا تمويلاً بقيمة 440 مليون دولار، لتمويل مشروع إنشاء صندوق خاص لدعم مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان وتحصين الديمقراطية التونسية الوليدة.

وتجاوبت باريس، على الرغم من الأزمة الاقتصادية، مع الطلب التونسي، في ظلّ سعي الحكم لإنقاذ الاقتصاد من دوامة الركود، في الوقت الذي تلقى فيه القطاع السياحي التونسي ضربة موجعة بفعل تصاعد الاعتداءات،

وتراجعت نسبة الحجوزات إلى 60 في المئة. مع العلم أن فرنسا هي الشريك التجاري الأول لتونس والمستثمر الخارجي الأول، وتُعدّ تونس الوجهة السياحية الأولى للسياح الفرنسيين.

اقرأ أيضاً: الخارجية التونسية من الارتباك إلى التخبّط

وبحث السبسي مع هولاند سبل تعزيز القدرات الدفاعية التونسية، من أجهزة وبرمجيات إلكترونية متطورة، من أجل مراقبة الحدود التونسية الليبية، لـ"منع تسلل العناصر الإرهابية ووقف تهريب الأسلحة". لكن الطرفين أحجما عن الخوض في تفاصيل هذه النقطة، التي لم تُتوّج بنتائج ملموسة.

ويُمكن الاستدلال بجمود موضوع "القدرات الدفاعية"، بردّ الرئيس التونسي عن سؤال حول صفقة الأسلحة الفرنسية لتونس، بتمويل من الإمارات، في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده بحضور هولاند. وقال السبسي: "لا يُمكن التحدث عن أمور لم تتحقق بعد، والمهم هو متانة العلاقة بين تونس وفرنسا".

وكان السبسي تطرّق إلى هذه النقطة في حديث أدلى به عشية الزيارة لصحيفة "لوموند"، قائلاً: "بمقدور فرنسا أن تساعد تونس في مجال الأمن ومراقبة الحدود مع ليبيا، وقد يتم تفعيل ذلك في إطار متعدد". ما يؤشر إلى أن الصفقة واردة لكن طريقة إخراجها لم تنضج بعد على الأقل.

وأجمعت تعليقات المراقبين على نجاح هذه الزيارة في تمتين العلاقات الفرنسية التونسية، وهو الأمر الذي حرص عليه هولاند شخصياً، والذي زار تونس ثلاث مرات منذ فوزه في الانتخابات الفرنسية، في العام 2012، في مسعى لطي التوتر الذي شاب العلاقات بين الطرفين، بسبب الدعم الكبير الذي قدمه الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.

وكانت آخر زيارة قام بها هولاند إلى تونس جاءت للمشاركة في المسيرة الضخمة التي نظّمتها البلاد في 29 مارس/ آذار الماضي، ضد الإرهاب وتنديداً بالاعتداء الذي استهدف متحف باردو في قلب العاصمة التونسية في 18 مارس، والذي سقط فيه أربعة مواطنين فرنسيين.

اقرأ أيضاً: السبسي في فرنسا: لماذا البرود تجاهنا؟