هوى الريال الإيراني إلى مستوى قياسي منخفض جديد مقابل الدولار في السوق الحرة اليوم الأربعاء، بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق المتعلق بالبرنامج النووي لطهران، مما يغذي المخاوف من حدوث أزمة اقتصادية في إيران.
وعُرض الدولار وفقا لموقع "بونباست.كوم" الذي يرصد أسعار السوق الحرة بسعر يصل إلى 75 ألف ريال، مقارنة مع حوالي 65 ألف ريال، قبيل إعلان ترامب قراره مساء أمس الثلاثاء.
وعرض المتعاملون في طهران مستويات مماثلة اليوم، وفقا لما نقلته وكالة "رويترز"، عن اقتصادي إيراني مقيم خارج البلاد لكنه على اتصال بهم، وقال متعامل إن الريال سجل 78 ألفا للدولار، في حين قال آخر إنه أبرم عمليتي بيع للدولار بسعر 80 ألف ريال.
وتراجع سعر العملة الإيرانية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، مما حدا بالسلطات الإيرانية لإعلان توحيد سعر الصرف الرسمي وسعر السوق الحرة عند مستوى 42 ألفا، مع حظر أي تداولات بأسعار أخرى عن طريق وضع المتعاملين بها تحت طائلة الاحتجاز، لكن الخطوة لم تقض على السوق الحرة لأن المبالغ الضئيلة من العملة الصعبة التي توفرها السلطات عبر القنوات الرسمية لا تضاهي الطلب.
كما طالب مجلس الوزراء الإيراني في أبريل/نيسان الماضي جميع الوزارات والمنظمات والشركات الحكومية، باعتماد عملة اليورو الأوروبية في إعداد التقارير ونشر الإحصائيات والمعلومات المالية. كما كلف البنك المركزي بإدارة وإعلان سعر الريال مقابل اليورو بشكل متواصل.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري أنه "لا توجد مشاكل فيما يتعلق بتوفير العملة الصعبة للمواطنين الإيرانيين والشركات العاملة في البلاد".
وأضاف جهانغيري اليوم الأربعاء في جلسة لجنة تنظيم القضايا المصرفية وفقا لوكالة "مهر" الإيرانية أن "هناك برامج تقوم بها لجنة خاصة تابعة للبنك المركزي الايراني من أجل الوقوف على حجم الاحتياجات وتوفير العملات الصعبة، وليس هناك قلق في هذا الخصوص".
وطلب اسحاق جهانغيري من البنك المركزي وباقي المؤسسات المعنية بتوضيح السياسات والقرارات للرأي العام الإيراني، لكيلا يبقى أي غموض فيما يتعلق بتوفير العملات الصعبة للإيرانيين.
(العربي الجديد)