الركاب يفضلون السيارات المزودة بالإنترنت في بغداد

31 مارس 2015
عمل السائقين بدأ بالانتعاش مع توفر النت(علي الصعيدي/ا.ف.ب)
+ الخط -

لم يعد العراقيون يستقلون أي سيارة أجرة، وخصوصاً في بغداد، بل أصبحوا يفضلون تلك المزودة بخدمة الإنترنت (الواي فاي) لغرض الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي.

 ويقول أحد سائقي سيارات الأجرة في العاصمة بغداد، خليل جاسم الربيعي، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "التطور الحاصل في عموم قطاعات الحياة انعكس هو الآخر على مهنة النقل، إذ يبحث الراكب عن خدمات حديثة من حيث موديل السيارة والخدمات التي توفرها، وقبل أن أوفر خدمة الإنترنت الجوال (الواي فاي) كان العمل في تراجع مستمر؛ لأن أي مواطن يركب يطلب منك خدمة الإنترنت والرقم السري، وحين تقول له لا أملك هذه الخدمة، ينصرف باحثاً عن تاكسي آخر يملك خدمة الواي فاي".

 وأضاف "تراجع العمل دفعني إلى شراء جهاز صغير، ويكون مربوطاً بجهاز آخر صغير يبث النت إلى شبكات الهواتف الحديثة، وكتبت عبارة (تاكسي واي فاي خدمة مجانية للركاب)، والآن العمل ارتفع بشكل كبير والدخل المالي بفضل الله ثم الواي فاي".

ويشير الربيعي إلى أن الراكب حين يصعد إلى التاكسي "كأنه يجلس في البيت أو صالة عامة، يطلب منك خدمات كاملة المواصفات، ونحن حينها نمشي على أهواء الراكب، ونسمع منه ما يريد، والأسعار طبعاً ستفرق مع تواجد الخدمات وفي غالبها تتراوح بين 10 آلاف إلى 15 ألف دينار للتوصيلة الواحدة".

 ويؤكد أن "ما نسبته 20% من سائقي سيارات التاكسي بدؤوا في العاصمة بغداد يزودون سياراتهم بأجهزة الواي فاي لغرض جذب أكثر للعملاء"، مبيناً أن "عملنا بدأ بالانتعاش مع توفر النت والتصفح المجاني؛ وبعض الركاب يدفع أكثر حين يجد خدمة التدفئة والتبريد في السيارة مع النت، وهذا يتفاوت من شخص إلى آخر".

من جهته، يقول أحد سكان العاصمة بغداد، ويدعى أمجد قاسم، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "فكرة توفير خدمة الإنترنت في سيارات الأجرة باتت رائجة، ويقبل الكثير من الركاب على البحث عن هكذا خدمات، لأننا حين نكون في المنزل لدينا نت، ونحاول حين نكون في سيارة الأجرة أن تتوفر هذه الخدمة".

 ويلفت إلى أن "الإنترنت ليس مطلوباً في سيارات الأجرة فقط، بل حتى في المقاهي. ونسأل هل هناك خدمة؟ وما هي إلا لحظات حتى يأتيك اسم الشبكة والرقم السري لغرض الاتصال وبدء التصفح".

وعن توفر تلك الخدمة في سيارات الأجرة، يؤكد أن "الازدحام في شوارع العاصمة، والبقاء لفترات طويلة في السيارة يدفع سائقي السيارات إلى توفير خدمة النت لجذب الركاب والانفراد في توفير خدمات إضافية؛ فهي تعتبر خطوة ذكية من قبل سائق التاكسي لجذب المواطنين إلى سياراتهم".

من جانبها، تقول إحدى سائقات سيارات الأجرة، وتدعى حنان عبد الجبار؛ وهي من سكنة حي الكرادة في العاصمة بغداد في حديث لـ "العربي الجديد"، إن "فكرة العمل على سيارة أجرة راودتني بعد أن اطلعت على قصص العديد من النساء اللاتي يحاولن توفير لقمة العيش لعائلتهن".

وتشير إلى أن "أحد أصحاب شركات بيع السيارات باعني سيارة حديثة بالتقسيط؛ على أن أعطيه نحو 300 دولار في الشهر كقيمة السيارة، وبدأت العمل على تخصيص السيارة فقط لنقل النساء، مع توفير خدمة الإنترنت للزبائن، وقد نجحت في عملي والآن لدي زبائن لا يركبون في سيارة أجرة إلا معي، وأخذوا رقم هاتفي، وحين يحتاجونني يتصلون بي للذهاب إلى الأسواق أو إيصال بناتهم إلى الكليات والمدارس".

وتؤكد أن "عمل النساء على سيارة أجرة رغم صعوبته وعدم تقبل الكثير له، إلا إنني تحديت جميع الصعاب، وما زلت أعمل على السيارة التي توفر لي لقمة العيش ولعائلتي".

وعن مستوى الدخل المادي من عملها، تقول عبد الجبار إن "عملي يدر علي المال الكافي، فبعد الانتهاء من تسديد التقسيط الديون المترتبة على شراء السيارة، أجني في الشهر ما مقداره نحو 500 دولار وهذا فضل من الله، وأقوم بدفع جزء منه كقيمة بدل إيجار بمعدل 300 دولار، وأعيش بالباقي مع أفراد عائلتي المكونة من أربعة أبناء وبنت واحدة، وأعيلهم لأن زوجي خطف قبل سنتين ولا أعلم أي شيء عنه".

من جهته، يقول أستاذ الاقتصاد العراقي في جامعة بغداد علي المحمداوي إن "فكرة أن يقوم سائق التاكسي بتوفير خدمة الإنترنت فكرة جيدة، وتصب في صالح السائق؛ لأنهم عندها سيفرضون أجرة أكثر من المعمول به في شوارع العاصمة"، ويؤكد أن "الانترنت بات جزءاً مهماً من حياة أي شخص؛ لغرض الاطلاع على ما يجري من أحداث أو التصفح والحديث مع الأقارب؛ فهي باتت وسيلة الاتصال الأقل تكلفة في البلاد".


اقرأ أيضاً:
العراق: توقف المشاريع لعدم إقرار الموازنة

المساهمون