وقال تبون، في خطاب ألقاه الليلة بعد إعلان فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، "أمدّ يدي للحراك، وأنا مستعد للحوار مع الحراك وممثليه، وأنا أعد الشباب بدولة مطهرة من الفساد".
وشدد على أنه لن يكون استمراراً لنظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، أو عهدة خامسة له، وقال "على المشاركين في الحراك أن يتيقنوا أنه لا استمرار للعهدة الخامسة".
ولمّح تبون إلى إمكانية اتخاذه إجراءات وتدابير تهدئة، على غرار الإفراج عن الناشطين المسجونين، وقال "بالنسبة لمن دخلوا السجون بسبب السياسة سأعمل بالتشاور من أجل إيجاد حلول"، في إشارة منه إلى نشطاء الحراك، لكنه رفض أي عفو عن رجال الأعمال والوزراء المسجونين، وقال "لا يمكن التعامل مع الفاسدين إلا بالقضاء، والفساد لا يقبل العفو الرئاسي". وتابع قائلاً "من أولوياتي رفع الظلم عمن ظلموا من طرف العصابة".
ولم ينس تبون تثمين جهود وثبات قائد أركان الجيش، الفريق أحمد قايد صالح، وصبره على وصفه بـ"الشتيمة والسب".
وفيما وعد باسترجاع ما قال إنها "أموال الدولة المنهوبة من الداخل والخارج"، أوضح أنه ليست من نيته "تشكيل حزب سياسي، وأصعب مهمة هي تعيين الحكومة".
وفي هذا الصدد، أعلن أنه ستكون هناك مفاجآت سارة في الحكومة، بتعيين شبان وشابات كوزراء، متعهداً بالفصل نهائياً بين المال والسياسة والانتخابات.
وقال كذلك إنه لن يردّ على الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وإنه لن يعترف سوى بالشعب الجزائري، وسيجري تغييراً جذرياً في الدستور وقانون الانتخابات. وكان ماكرون قد قال خلال مؤتمر صحافي في بروكسل "أخذت علماً بالإعلان الرسمي عن فوز السيد تبون في الانتخابات الرئاسية الجزائرية من الجولة الأولى"، داعياً إلى "بدء حوار بين السلطات والشعب".
واعتبر الرئيس الجزائري الجديد أن شرعيته لن تتأثر بنسبة التصويت المتدنية، التي لم تتجاوز 40 في المائة، وقال "الانتخابات انتهت، من صوّت ومن لم يصوّت كلهم جزائريون، والجزائر تسع الجميع دون إقصاء".
ووجّه تبون رسالة إلى سكان منطقة القبائل التي شهدت مقاطعة تاريخية للانتخابات "بالنسبة لمنطقة القبائل أتحدث عنها بشعور خاص، أنا منهم، وأقسم بالله متشوق لزيارة تيزي وزو وبجاية إن سمحت الظروف وتسهل الأمور ونزورها".
وتعهد تبون بتكريس أقصى حد ممكن بالنسبة إلى حرية الصحافة، وقال "أنا مع الحرية لأقصى حد، وأحارب كل الأمراض التي تدخل في حرية التعبير".
وكان تبون قد حسم الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الخميس لصالحه بعد حصوله على أكثر من 58 في المائة من أصوات الناخبين.
وفي وقت سابق، كتب الرئيس الجزائري المنتخب في تغريدة على "تويتر": "بالتغيير ملتزمون وعليه قادرون.. أشكر جميع الجزائريين على الثقة الغالية التي وضعوها في شخصي، وأدعوكم جميعاً إلى اليقظة والتجند لنبني معاً الجزائر الجديدة".
Twitter Post
|
من جانب آخر، أقرّ المرشحان عبد القادر بن قرينة وعلي بن فليس بنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس الخميس واعترفا بفوز تبون.
ورغم إعلان حملته الانتخابية الليلة الماضية تأهله إلى الدور الثاني للانتخابات، قال بن قرينة، في مؤتمر صحافي عقده مساء اليوم، "سوف أتعامل مع الواقع الجديد كما هو دون طعن في النتائج"، معلناً طلب إعفائه من مهامه كرئيس لـ"حركة البناء" بعد هذه النتيجة.
وثمّن جهود هيئة الانتخابات في أول تجربة انتخابية لها، ودعا إلى توسيع وجودها على كل البلديات لضمان نزاهة الاستحقاقات المقبلة التي تعزز الشرعية الجديدة. وذكر بن قرينة أن "نتائج الاستحقاق أسفرت على نتائج صنفتنا كقوة سياسية أولى في البلاد، وهذه النتيجة تحملنا مسؤولية كيف نسعى إلى ترسيخ مشروع نوفمبر بدولة ديمقراطية".
وعلى الرغم من تهنئته لباقي المتنافسين على ما بذلوه لمصلحة الوطن والانتصار للحل الدستور، إلا أن بن قرينة اشتكى من وجود ممارسات مشينة في الانتخابات. وقال إن "المنافسة الانتخابية كانت خارج التنافس الحقيقي بين المترشحين، ومنافستنا كانت ضد منظومة متكاملة وفي ظرف خاص لا يزال مهدداً بفقدان الثقة". واتهم أطرافاً في السلطة بـ"اللجوء مرة أخرى إلى استنساخ تجارب قديمة"، في إشارة إلى محاولات تزوير.
كذلك أقرّ بن فليس بالهزيمة في الانتخابات بعد حصوله على نسبة 10.55 بالمائة من الأصوات المعبر عنها، وقال في تصريح صحافي "لن نتقدم بأي طعن في نتائج رئاسيات 12 ديسمبر، استقرار الجزائر هو مبتغانا وهدفنا وليس الحكم، نتمنّى في ظل الوضع السياسي الراهن لمّ شمل كل الجزائريين في كنف جزائر موحدة".
وأوضح بن فليس أن ترشحه كان استجابة للواجب "أنا ابن الواجب الوطني وترشحي كان مبنياً على إحساس بثقل أزمة البلاد". وبشأن حزبه "طلائع الحريات" ومستقبله السياسي أكّد أنه سيتشاور مع هياكل الحزب لتقييم آفاق الحزب ومستقبله في غضون أيام، وتعهد بتسليم المشعل إلى الشباب، في إشارة إلى إمكانية انسحابه من الساحة السياسية.
وثمّن بن فليس جهود السلطة العليا المستقلة للانتخابات لما بذلته لإنجاح انتخابات الخميس، وشكر أنصاره "الذين ناصروني وأيّدوني في الداخل والخارج، وكل من آمن بمشروعي وبرنامجي الرئاسي".
وتعدّ انتخابات 12 ديسمبر الثالثة التي يخوضها بن فليس، بعد انتخابات 2004 ضد الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، وحصل فيها على نسبة 11 في المائة، وانتخابات 2014 التي حصل فيها على 14 في المائة.