الرئيس التركي يطمئن المستثمرين الأجانب

02 اغسطس 2016
الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان (فرانس برس)
+ الخط -
استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، في العاصمة أنقرة، وفداً من المستثمرين الأجانب، لتقييم المناخ الاستثماري والوقوف على مطالبهم ومعاناتهم، وذلك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد، منتصف الشهر الماضي، وإعلان حالة الطوارئ مدة 3 أشهر.

وقال أردوغان، خلال لقائه المستثمرين: "على مدى 14 عاماً، كل من شاركنا الدرب في هذا البلد من المستثمرين الأجانب لم يخسر أبداً، إنما على العكس حقق أرباحاً، وسيستمر في تحقيق الأرباح بعد الآن".

وأشار إلى أن "الاقتصاد التركي بعيد محاولة الانقلاب عانى بشكل محدود من التقلبات، إلا أنه سرعان ما استعاد توازنه".

وأعرب أردوغان عن إيمانه أن بلاده ستحافظ، حتى نهاية السنة الجارية، على معدل النمو الذي بلغ في الربع الأول 4%، مؤكداً أن "الشعب التركي، بتصديه لمحاولة الانقلاب، لم يحافظ على استقلاله ومستقبله فحسب، وإنما حافظ على اقتصاده أيضاً".

وأوضح أن "المناقصات المتعلقة بقناة إسطنبول وجسر تشناق قلعة ستستمر"، ثم أضاف: "استمرار المناقصات ليس إلا دليلاً على الإصرار والعزم، وعندما نقوم بهذه المشاريع، لا نتنازل عن استقرارنا وضوابطنا المالية، ولن نتنازل".

وتعهد الرئيس التركي بتقديم كافة التسهيلات للمستثمرين، وتوعّد بـ"محاسبة كل من يصعّب المعاملات الخاصة بالمستثمرين،"، وطالب بـ"تقديم اسم أي جهة التي تتوانى عن القيام بمهامها إلى الجهات المتخصصة للقيام بما يترتب عن ذلك من محاسبة ومساءلة".

ويتوقع محللون أن تصدر تركيا حزمة قرارات وقوانين لطمأنة المستثمرين الأجانب بعد محاولة الانقلاب الفاشلة وإعلان حالة الطوارئ في البلاد، لا سيما بعد تراجع الاستثمار الأجنبي في تركيا خلال النصف الأول من العام الجاري.

وارتقت تركيا، خلال السنة الماضية، إلى المركز 22 عالمياً من حيث جذب الاستثمارات، حيث استقطبت استثمارات أجنبية بقيمة 16.5 مليار دولار، بزيادة سنوية ناهزت 32.4%.

ويرجح المراقبون أن تستهدف التسهيلات المرتقبة إعفاء العقارات الموجهة للاستثمار من الضرائب لمدة 5 أعوام، مع منح قروض بدون فوائد لتشييد هذه النوعية من العقارات، وتخفيضات وإعفاءات ضريبية للراغبين في تأسيس شركات، إضافة إلى الحصول على الجنسية والتمتع بحق التملك.

وقال المحلل التركي، جيواد غوك، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "اجتماع الرئيس التركي بالمستثمرين الأجانب يأتي بعد أن التقى رئيس الحكومة، بن علي يلدريم، المستثمرين الأتراك في ولاية غازي عنتاب، قبل أيام، لنقل ما يجري في تركيا على الصعيد السياسي وحملة التطهير ضمن بعض القطاعات، وفصل ذلك عن القطاع الاقتصادي".

وأكد المتحدث نفسه أن "بلاده مرت بظروف حساسة ستؤثر على نسبة النمو وحجم الاستثمارات والسياحة، لذا يلتقي المسؤولون بالمستثمرين، وربما لاحقاً مع شركات السياحة لتأكيد أن تركيا بخير، وعادت إلى ما قبل 15 يوليو/ تموز".

وأضاف غوك: "لا أتوقع تغييرات جذرية على الصعيد الاقتصادي قريباً، لأن البلاد مشغولة بالجانب السياسي واستئصال جماعة "الخدمة" التابعة لفتح الله غولن".

وتابع: "لكن على الصعيد المتوسط، وبعد الانتهاء من حالة الطوارئ، أعتقد أن تركيا ستعود أقوى مما كانت عليه، وستصدر قوانين وتسهيلات وتعود كـ"نمر اقتصادي" يحلم بمراتب أولى على الصعيد العالمي".

المساهمون