اعتبر الرئيس الإسرائيلي روفين رفلين، أنّ "المجتمع الإسرائيلي مصاب بأمراض عدة، تتطلّب علاجاً سريعاً"، وفق ما نقلته عنه صحيفة "جيروزاليم بوست" في عددها الصادر أمس الأحد، خلال مؤتمر عقد بعنوان "من كراهية الغريب إلى قبول الآخر"، في الأكاديمية الإسرائيلية للعلوم والدراسات الإنسانية.
وقال رفلين: "أنا لا أتساءل إذا كانوا قد تناسوا كيف يكونون يهوداً، ولكن عمّا إذا تناسوا كيف يصبحون آدميين على مستوى من الرقي والتعامل الإنساني الرفيع؟". وتابع: "هل نسوا كيف يمكنهم أن يتحوّلوا إلى الأفضل؟". وأثنى على "الدور الهام والفاعل، الذي يمكن للأكاديمية المساهمة فيه للتقليل من حدّة العنف في المجتمع الإسرائيلي، إذ يناط بها تشجيع الحوار ونشر الدراسات المتعلقة بالثقافات المختلفة واللغات، بما يهدف إلى ترقية أواصر التفاهم المشتركة"، مشدداً على أهميّة "استئصال جذور العنف الذي ما برح يوصم صورة إسرائيل بالقبح الشديد". وكان كل من الرئيس الإسرائيلي ورئيسة الأكاديمية البروفيسورة روث آرنون قد تحدثا، وفق الصحيفة، عن "الصيف الدامي وما حدث فيه من عذاب مؤلم، نتج عنه تصاعد وتيرة الكراهية والحقد إلى أقصى قمّتهما بين العرب واليهود".
وقالت آرنون إنّ "اليهود الذين كانوا يعانون في الشتات وسبق لهم أن ذاقوا الأمرين من صنوف عداء السامية والاضطهاد العنصري، عليهم أن يتّسموا بحساسية أكثر تجاه الخطورة التي تنجم عن تأليب عداوة الآخرين"، قبل أن تتساءل: "ولكن هل نحن حقاً كذلك؟".
من جهته، أعرب وزير التعليم الإسرائيلي شاي بيرون عن ثقته، بأنه "يمكن تجاوز الفوارق الطبقيّة بسهولة"، موضحاً أنّ وزارته "اتخذت نهجاً ثقافياً جديداً يسمح بتدريس الطلاب اليهود والعرب على السواء، سواء أكانوا دينيين أو علمانيين، ثقافة بعضهم بعضاً وديانتهم جنباً إلى جنب".
وأوضح أستاذ دراسات "الهولوكوست" بالجامعة العبرية، يهودا باوير، أنّ "العنصريّة في إسرائيل تحدث عادة على أساس قومي"، معرباً عن قلقه "تجاه العنصرية الدينيّة وإثارة الكراهية التي يكون مصدرها عادةً غُلاة المتطرفين، لأنّهم الفئة الوحيدة في إسرائيل التي تتصف بالعنف والخطورة في التعامل مع الآخرين".