استمع إلى الملخص
- تركزت مطالب المتظاهرين على رفض إقالة غالانت، والدعوة إلى صفقة مع حماس لإعادة المحتجزين، وتشكيل لجنة تحقيق في هجوم 7 أكتوبر، وتبكير الانتخابات.
- أوضح غالانت أن الخلافات مع نتنياهو شملت قانون إعفاء الحريديم، وإعادة الأسرى، وتشكيل لجنة تحقيق، مما أدى لاحتجاجات واسعة واتهامات لنتنياهو بإدارة غير فعالة.
تظاهر آلاف الإسرائيليين أمام مبنى الكنيست (البرلمان) بمدينة القدس المحتلة، مساء الأربعاء، ثم توجهوا إلى منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رفضاً لإقالة وزير الأمن السابق يوآف غالانت.
ومساء أمس الثلاثاء، أقال نتنياهو غالانت وعيّن بدلاً منه يسرائيل كاتس، كما شمل القرار تعيين رئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر وزيراً للخارجية بدلاً من كاتس. وفجّر قرار نتنياهو حالة من الغضب في إسرائيل وسط اتهامات داخلية له بالتضحية بوزير أمن ذي خبرة من أجل الحفاظ على ائتلافه الحكومي.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "بعد يوم من الإقالة الدراماتيكية ليوآف غالانت من منصبه، نظم آلاف الإسرائيليين تظاهرة مساء اليوم (الأربعاء) في ساحة أغرانت بالقرب من مبنى الكنيست في القدس، ثم توجهوا إلى منزل نتنياهو". وحسب صحيفة هآرتس العبرية أيضاً، توجه آلاف الإسرائيليين، مساء الأربعاء، إلى منزل نتنياهو بالقدس احتجاجاً على إقالة غالانت.
وردد المحتجون هتافات مناهضة لإقالة غالانت، وتطالب بصفقة فورية مع حركة حماس، لإعادة المحتجزين الإسرائيليين بغزة، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في هجوم الحركة على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وتبكير موعد الانتخابات، وفق المصدر ذاته.
ونقلت الصحيفة عن وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، قوله خلال التظاهرة أمام الكنيست: "من كان يصدق أن رئيس وزراء سيبدل وزير دفاع ذا خبرة، بوزير عديم الخبرة خلال الحرب (الإبادة بغزة)، من أجل الحفاظ على الائتلاف". وتساءل أيضاً: "من كان يصدق أنه من أجل الحفاظ على الائتلاف، سيمنع رئيس وزراء تجنيد اليهود الحريديم، في حين أن الجيش ينقصه 20 ألف جندي مقاتل؟".
ومضى يعلون الذي شغل منصب وزير الأمن بين عامي 2013 و2016: "من كان يصدق أن رئيس وزراء سيخرب فرص التوصل إلى صفقات لإطلاق سراح المختطفين (المحتجزين)؟".
وفي أول ظهور له بعد إقالته، قال غالانت مساء الثلاثاء في كلمة متلفزة، إن نتنياهو أقاله نتيجة خلاف حول 3 قضايا، هي رفضه الموافقة على تمرير قانون إعفاء الحريديم من التجنيد، وإصراره على إعادة الأسرى في غزة أحياء، وتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر 2023.
وبعد فترة وجيزة من إعلان نتنياهو إقالة غالانت، بدأت وسائل التواصل الاجتماعي تعج بدعوات للخروج إلى تظاهرات في عدد من المواقع في جميع أنحاء إسرائيل. وكانت أكبر الاحتجاجات في تل أبيب، حيث تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، وأغلقوا شارع أيالون الرئيسي في الاتجاهين لنحو 4 ساعات، ورددوا شعارات منددة بنتنياهو.
ونقلت القناة 12 العبرية عن نتنياهو قوله عقب قرار الإقالة: "للأسف، خلال الأشهر القليلة الماضية، انكسرت الثقة بيني وبين وزير الدفاع (وزير الأمن يوآف غالانت). واكتُشفت ثغرات كبيرة في إدارة الحملة (الحرب)، وكانت هذه الثغرات مصحوبة بتصريحات وأفعال تتعارض مع قرارات الحكومة وقرارات مجلس الوزراء".
وادعى نتنياهو أنه قام "بمحاولات عديدة لسد هذه الفجوات، لكنها اتسعت. ووصلت إلى معرفة الجمهور بطريقة غير مقبولة، والأسوأ من ذلك، عرف بها العدو. وسعد أعداؤنا بذلك واستفادوا منه كثيراً". وأضاف: "أزمة الثقة التي اتّسعت بيني وبين وزير الأمن أصبحت معروفة للجميع، وهذه الأزمة لا تسمح باستمرار إدارة الحرب بشكل سليم". وكتب نتنياهو في الرسالة التي بعث بها إلى غالانت، أن ولاية الأخير وزيراً للأمن ستنتهي في غضون 48 ساعة.
وأمس الثلاثاء، احتج عشرات الآلاف من الأشخاص في مناطق مختلفة في جميع أنحاء إسرائيل على إقالة غالانت. وترددت تقارير عن احتجاجات في حيفا ونتانيا وبئر السبع وعند تقاطعات الطرق في جميع أنحاء البلاد، بالإضافة إلى تظاهرات كبرى في تل أبيب والقدس، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وجاءت الإقالة في وقت ترتكب فيه إسرائيل بدعم أميركي مطلق، إبادة جماعية بقطاع غزة منذ أكثر من عام، خلفت نحو 146 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
(الأناضول، العربي الجديد)