الديمقراطيون يطرحون مشروع قرار لإصلاح الشرطة الأميركية... وترامب يصف عناصرها بـ"العظماء"

09 يونيو 2020
من التظاهرات في واشنطن تنديداً بمقتل فلويد (العربي الجديد)
+ الخط -
كشف النواب الديمقراطيون، الاثنين، النقاب عن مشروع قرار يهدف إلى إدخال إصلاحات واسعة على عمل الشرطة الأميركية، بعد حادثة مقتل المواطن الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد اختناقاً تحت ركبة شرطي في 25 مايو/ أيار الماضي، في حادثة هزّت الرأي العام العالمي، وأدّت لاندلاع احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة الأميركية. 
مشروع القرار هذا علّق عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متعهداً بالمحافظة على التمويل المخصص لإدارات الشرطة في الولايات المتحدة، وسط دعوات متزايدة تطالب بتخفيضات هائلة لميزانيات قوات إنفاذ القانون.
ويفسح غضب المحتجين على وفاة فلويد (46 عاماً) في 25 مايو/ أيار، الطريق لتحرك متنام لجعل قضية فلويد نقطة تحول في العلاقات العرقية والشرطة، فيما يدعو بعض المحتجين وبعض الديمقراطيين المتحررين إلى خفض ميزانيات الشرطة. لكن الديمقراطيين المعتدلين نأوا بأنفسهم عن الاقتراح، ومن بينهم جو بايدن المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة.

سلوك الشرطة يطبع الحملات الانتخابية

ويبدو أن الجدل حول الشرطة وعدم المساواة العرقية بدآ بتحديد شكل السباق الرئاسي بين ترامب والمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة جو بايدن، اللذين يتبنيان موقفين مختلفين بشكل صارخ. واستغل ترامب شعار خفض ميزانيات الشرطة الذي أطلقه محتجون وبعض الديمقراطيين، في محاولة لإظهار ضعفهم إزاء الجريمة. وغرّد عبر "تويتر"، الاثنين، قائلاً إن "الديمقراطيين اليساريين الراديكاليين يريدون قطع التمويل والتخلي عن الشرطة. عذراً، أريد القانون والنظام".


لكنّ التشريع الذي طرحه الديمقراطيون لم يتطرّق إلى قضية التمويل، وفق ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست". وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في هذا السياق إن قضية التمويل لم تكن مشكلة بالنسبة إلى الكونغرس، مشيرة إلى أن هذا القرار محلي، وعلى مستوى محلي، مستدركة: "لكن هذا لا يعني أننا سنجمع المزيد من الأموال من أجل المزيد من عسكرة الشرطة".
بدوره، أكد المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية جو بايدن، لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، الاثنين، أنه لا يؤيد خفض ميزانيات أقسام الشرطة.

وتعهد ترامب بالمحافظة على التمويل المخصص لإدارات الشرطة في الولايات المتحدة، قائلاً في اجتماع لمسؤولي وكالات إنفاذ القانون الفدرالية والمحلية في البيت الأبيض، الاثنين، وفق ما أوردته "رويترز"، إنه "لن يكون هناك خفض للتمويل، ولن يكون هناك تفكيك لشرطتنا". وتابع: "نريد التأكد من أنه لا يوجد أي أعضاء سيئين هناك، لكن 99% منهم عظماء".

ومن المقرّر أن يتخذ مشروع القانون الذي طرحه الديمقراطيون خطوات كبيرة، تشمل السماح لضحايا سوء سلوك الشرطة بمقاضاتها للحصول على تعويضات، وحظر تكبيل المعتقل مع الضغط على رقبته، وإلزام أفراد قوة إنفاذ القانون باستخدام كاميرات تثبّت بملابسهم، وفرض قيود على استخدام القوة المميتة، كما يسهّل إجراء تحقيقات مستقلة مع مراكز الشرطة التي يرتكب أفرادها أنماطاً من سوء السلوك، وفق ما ذكرته "رويترز".
وبحسب "واشنطن بوست"، فسيحظر مشروع القانون التنميط العنصري في تطبيق القانون، كما سيفرض تدريباً إضافياً لأفراد الشرطة، فضلاً عن تغييره معايير الحصانة، ما يسهّل من مقاضاة ضباط الشرطة.


وقبيل كشفهم عن التشريع، جثا الديمقراطيون على ركبهم صامتين لمدة 8 دقائق و46 ثانية، في تحية لفلويد ترمز إلى الوقت الذي أمضاه الشرطي ديريك تشوفين راكعاً على رقبته قبل أن يلفظ أنفاسه.


قاتل فلويد أمام المحكمة

ومثل تشوفين، الشرطي السابق في مينيابوليس، أمس الاثنين، أمام المحكمة للمرة الأولى في قضية قتل فلويد عبر تقنية الفيديو. وحُدّدت كفالة تشوفين، المتهم بالقتل الخطأ من الدرجة الثانية والقتل من الدرجة الثانية، بمليون دولار كحدّ أدنى، وقد تصل عقوبة سجنه إلى 40 عاماً.
وتشترط المحكمة على تشوفين، من أجل الاستفادة من الكفالة، تسليم كلّ أسلحته، والبقاء في الولاية، وعدم العمل مع سلطات إنفاذ القانون، أو التواصل مع عائلة فلويد. وستُعقد جلسة المحاكمة المقبلة في 29 يونيو/ حزيران الجاري.


لا محاكمات لمنتهكي حظر التجول بلوس أنجليس
إلى ذلك، أعلن المدّعي العام لمدينة لوس أنجليس الأميركية، الاثنين، أنّه لن يحيل إلى المحاكمة آلاف المتظاهرين الذين اعتقلوا في الأيام الأخيرة بسبب انتهاكهم حظر التجوّل المفروض في المدينة، بشرط ألا يكونوا متورطين بأعمال عنف أو نهب أو تخريب.
وقال المدّعي العام مايك فيوير، في بيان، إنّ مكتبه اعتمد "مقاربة غير عقابية خارج المحاكم" للتعامل مع الجنح المتعلقة بالاحتجاجات الأخيرة على مقتل فلويد. ولفت البيان، وفق "فرانس برس"، إلى أنّ المدّعي العام لن يحيل إلى المحاكمة مرتكبي "كلّ الانتهاكات الناشئة عن الاحتجاجات الأخيرة والتي لا تنطوي على عنف أو نهب أو تخريب، بشكل رئيسي انتهاكات حظر التجوّل ورفض الامتثال لأوامر التفرّق، وعدم اتّباع أوامر قانونية، بعد القتل الشنيع لجورج فلويد".
وشدّد المدّعي العام في بيانه على أنّ "الاحتجاج السلمي مهمّ للغاية، وقد أعادت هذه التظاهرات إحياء جهود طال انتظارها لتغيير القلوب والعقول والمؤسّسات. لا يمكننا أن ندع هذه اللحظة تمرّ كما فعلنا مرّات عديدة من قبل".

تشييع فلويد
وتستعد مدينة هيوستن في تكساس لتشييع فلويد، وقد تم، أمس الاثنين، تكريم ذكرى الرجل الأسود البالغ من العمر 46 عاماً في هذه المدينة التي عاش فيها فترة طويلة، قبل الانتقال إلى مينيابوليس، وتسببت وفاته بإطلاق شرارة غضب وتظاهرات لم تشهدها الولايات المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي والتحرك للحقوق المدنية. 

وتجمع أكثر من ستة آلاف شخص أمام كنيسة "فاونتن أوف برايز" لوداعه قبل جنازته الثلاثاء، التي ستشارك فيها عائلته فقط بحسب منظم. وستبدأ جنازته عند قرابة الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي. وبحسب محامي الأسرة بن كرامب، سيتولى القس والزعيم الأميركي للحقوق المدنية آل شاربتون التأبين الجنائزي. وبعد الجنازة، سيُوارى جثمان فلويد الثرى قرب جثمان والدته، في مقبرة في بورتلاند.