الدواجن تحاصر جيوب الغزيين

12 سبتمبر 2014
انخفاض الإنتاج يرفع أسعار الدواجن في غزة(أرشيف/getty)
+ الخط -
بورقة وقلم يحصي الفلسطيني خالد عبد الغفور (41 عاماً) ما تبقى من راتبه الشهري ويوزعه على احتياجات منزله، ليمزق كل شيء بعد لحظات، فما يملكه من مال لا يكاد يكفي لأسبوعين في ظل ارتفاع أسعار الخضروات والدواجن.
ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 26 أغسطس/آب الماضي، ارتفعت أسعار الخضروات والدواجن بشكل لافت، وشَح وجودها في الأسواق.
ويقول عبد الغفور لـ"العربي الجديد" "لم يعد راتبي الشهري يكفيني لأسبوعين بعد ارتفاع أسعار الخضروات والدواجن بشكل كبير، فكمية الخضروات التي كنت أشتريها بمائة شيكل (30 دولاراً) أحتاج الآن إلى 200 شيكل لشرائها".
ويضيف: "حتى لحم الدواجن الذي كنا نستعيض به عن لحم الأبقار مرتفع الثمن، باتت أسعاره باهظة جدا، فالكيلوجرام منه وصل سعره إلى 16 شيكلاً (5 دولارات) بعد أن كان 10 شواكل فقط".
وسيحاول الفلسطيني عبد الغفور الذي يعمل مدرساً في إحدى المدارس الخاصة بمدينة غزة، ولديه أسرة مكونة من تسعة أفراد، الاكتفاء بنصف الكمية التي يحتاجها من الخضروات والدواجن لهذا الشهر، على أمل عودة الأسعار إلى وضعها الطبيعي.
من جانبه، يقول هشام السوافيري، وهو صاحب أكبر شركة لتوزيع وتربية الدواجن في قطاع غزة: "إن السبب الرئيس وراء ارتفاع أسعار الدجاج بنسبة 40% هو تدمير جيش الاحتلال لعدد كبير من مزارع الدجاج خلال حربه على غزة".
ويضيف السوافيري لـ"العربي الجديد": "أن أسواق الدجاج في غزة تعاني من ندرة المعروض بسبب انخفاض الإنتاج بعد تدمير إسرائيل نحو 500 مزرعة في أنحاء القطاع".
ويوضح السوافيري أن المزارع في القطاع لم تعد تنتج سوى 30 إلى 35 ألف دجاجة يوميا بعد الحرب.
ويحتاج قطاع غزة إلى نحو 70 ألف دجاجة يومياً، تنتجها قرابة 1400 مزرعة منتشرة في أنحاء القطاع، وفق السوافيري.
وفي السياق، يقول المزارع أشرف اشتيوي من مدينة رفح جنوبي القطاع، وهو يملك أرضا مزروعة بالخضروات تبلغ مساحتها 10 دونمات: "لم يكن باستطاعتي ري محصولي الزراعي طوال أيام العدوان الإسرائيلي على غزة، مما تسبب بتلف معظم المحصول".
ويوضح اشتيوي لـ"العربي الجديد" أنه تعرض لخسارة تقدر بألفي دولار بسبب تلف محاصيل الطماطم، والخيار، والباذنجان، والبقدونس، والملوخية، والفاصولياء، التي كانت مزروعة في أرضه.
وبالإضافة إلى الخسائر التي تكبدها بسبب تلف محصوله الزراعي، فإن قصف الطائرات الإسرائيلية لجزء من أرضه وتدمير كميات كبيرة من المبيدات الزراعية والأسمدة، تسبب له بخسائر تقدر بـ17 ألف دولار.
وينتج قطاع غزة نحو 300 ألف طن من الخضروات موسميا، يتم زراعتها في 50 ألف دونم موزعة على أنحاء القطاع، بحسب وزارة الزراعة.
ووفق وزارة الزراعة الفلسطينية فإن خسائر الإنتاج النباتي في غزة جراء الحرب بلغت 131 مليون دولار.
وقدرت وزارة الزراعة الفلسطينية خسائر قطاع الإنتاج الحيواني التي تسبب بها العدوان الإسرائيلي على غزة، بنحو 55 مليون دولار.
دلالات
المساهمون