وتعمل مجموعة "الخوذ البيضاء" التي تنفذ عمليات إنقاذ بشكل تطوعي، في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية، وتأسست في 2013.
وجاء الإعلان عن الفوز بالجائزة التي تقدمها مؤسسة "رايت لايلفليهود" السويدية في حفل أقيم في ستوكهولم، وقال المدير التنفيذي للمؤسسة السويدية، أولي فون أوكسكول: "الدفاع المدني السوري فاز بالجائزة بسبب نشاطه الشجاع والناجح بالمساعدة في إنقاذ الناس، الأمر الذي كثيراً ما يعرض أفراد المجموعة للخطر"، بحسب رويترز.
وقال "يأتون بعد سقوط القنابل وينقذون الناس من تحت الأنقاض وركام المنازل التي قصفت، كثيرون يظلون أحياء تحت هذه المنازل، والعمل الذي يقومون به ينطوي على خطر كبير عليهم بالطبع، لأن الطائرات كثيراً ما تعود وتقصف المبنى ذاته مرة أخرى".
وتابع "نعطيهم الجائزة ليس فقط لشجاعتهم والتزامهم الذي يمارسون به عملهم، لكن بسبب كفاءتهم ونجاحهم في المساعدة على الأرض".
بدوره، قال المسؤول الإعلامي في الدفاع المدني السوري "خالد خطيب" لـ "لعربي الجديد"، إنّ "الدفاع المدني فخور جدّاً بالحصول على هذه الجائزة"، مشيراً إلى أنّها موجّهة لكل الدفاع المدني في سورية.
وأكّد خطيب على أنّ الجائزة أكّدت للدفاع المدني أنه لا يزال هناك أشخاص في العالم مؤمنين بتحقيق السلام في سورية ويعملون على ذلك.
ولفت إلى أنّ الجائزة تبرز للعالم أنّ الحرب في سورية ليست بين النظام والإرهاب كما يسوّق لها في الإعلام الغربي، وستنوّه الجائزة إلى أنّ هناك في سورية مجرماً اسمه بشار الأسد يقوم بقتل شعبه، ويدّعي محاربة تنظيم داعش.
وعبّر خطيب عن، "أمل الدفاع المدني في أن يسهم عمله وشهادات رجاله في المحاكم الدولية بمحاكمة "بشار الأسد" محاكمة عادلة".
وأطلقت مجموعة "من أجل سورية"، قبل شهر، حملة لحشد الدعم الشعبي للمنظومة الإغاثية الأشهر في سورية لنيل الجائزة. وقالت المجموعة في حملتها إنه "في كل صباح، يستيقظ أبطال الدفاع المدني ليقوموا بعملهم في إنقاذ الأرواح، فيما يحاول بعضٌ إزهاق هذه الأرواح.
هذه المجموعة من عمال الإنقاذ المتطوعين أنقذت 60 ألف شخص في سورية، لذلك تتعرض لهجوم مستمر. بسبب عملها السلمي والحيادي".
ويعمل أصحاب "الخوذ البيضاء" خارج مناطق سيطرة النظام، ويمنحون الأمل للملايين. ودفعت المنظمة ثمناً باهظاً، حيث فقدت 132 متطوعاً، خلال تأديتهم عملهم، خصوصاً أن هؤلاء يعملون في معظم الأحيان تحت القصف.
ويقتسم الدفاع المدني السوري الجائزة مع مزن حسن، المدافعة المصرية عن حقوق الإنسان، والناشطة الحقوقية الروسية سفيتلانا جانوشكينا، وصحيفة "جمهوريت" التركية المستقلة.
وتأسست "جائزة رايت لايفليهود"، عام 1980 لتكريم ودعم من يقدمون أجوبة عملية ونموذجية، لأكثر التحديات التي تواجهنا اليوم.
والدفاع المدني السوري مرشح لنيل جائزة نوبل للسلام، وهي إحدى الجوائز الخمس التي أوصى بها مخترع الديناميت، ألفرد نوبل، وتمنح سنوياً في العاصمة النرويجية أوسلو في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، من معهد نوبل النرويجي، ومنحت لأول مرة سنة 1901، ويتم اختيار المترشحين للجائزة من هيئة يعينها البرلمان النرويجي، حسب وصية نوبل.