الدزيريات: كعك الجزائريات الأصليات

07 مارس 2015
ممزوجة بالعسل واللوز (العربي الجديد)
+ الخط -
تزخر الجزائر بعدد كبير من الأطعمة والحلوى التي لا يعرف العالم العربي عنها شيئاً. ولعلّ أحد أهم هذه الأصناف هي حلوى "الدزيريات"، وهو اسم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجزائر. فكلمة دزيريات جاءت من كلمة "دزاير" وهي تعني "الجزائر العاصمة" في اللهجة المحلية، وبهذا يكون اسم هذا الكعك باللغة العربية "الجزائريات"، وهو إيحاء لقدرتهن الفائقة على صناعته.

لا توجد هناك فرضية واضحة تتحدث عن نشأة هذا الصنف اللذيذ، إذ يميل بعضهم إلى الاعتقاد أنه صُنع من مزج الثقافات التي مرت في تاريخ الجزائر، وبشكل خاص التركية والفرنسية. لكن هناك فرضية أخرى تتحدث عن كونها جزءاً من المطبخ الجزائري الأصيل، مستندة إلى دلالتها الاسمية واختلافها من حيث المكونات عن بقية الحلويات القادمة من بلاد الأتراك.

تصنع "الدزيريات" من عجينة قليلة السكر، يغلف بها حشو من اللوز المطحون الممزوج بالعسل والقطر والمنكّه بالليمون. وتُشكّل بطريقة تجعلها مفتوحة من الأعلى مثل الوردة. وتعتبر مرآة تعكس مدى أناقة وإبداع صانعتها، خصوصاً لدى نساء العاصمة.

ومع مرور الزمن، تطورت طرق هذه الصناعة، فقد أصبح هناك من يفضلها محشوة بالفستق أو البندق، أو الفول السوداني. وأُضيفت نكهات أخرى لها مثل الشوكولا وجوز الهند. وصارت تصنع على شكل مربعات، بعد أن كانت بشكل دائري فقط. وتمت إضافة مواد للتزيين لم تكن موجودة من قبل، مثل أشكال الورد والفراشات، بعد أن كان يوضع على وجهها حبة لوز فقط.

وتقدم الدزيريات مع الشاي أو القهوة، ومع العصير أو المشروبات الباردة، ويمكن الاحتفاظ بها بضعة أيام في درجة حرارة معتدلة، ويفضل أن يكون ذلك في الثلاجة، خاصة في فصل الصيف. وهي قابلة للتخزين طويلاً ليس فقط في علب المطبخ، إنّما أيضاً في الذاكرة الجزائرية التي تليق باسمها وطعمها الفاخر.
دلالات
المساهمون