20 سبتمبر 2015
الدب الروسي وأضغاث أحلامه
ساهر اسكاف (سورية)
يعمل الدب الروسي فلاديمير بوتين، على قدم وساق، للحفاظ على حليفه بشار الأسد من السقوط، ولو على حساب الدم السوري المستنزف، ونشر الفوضى وتهجير آلاف السوريين، وتدمير ما تبقى من أطلال سورية، وإحداث بؤرة من الصراع المستعر، وذلك كله في سبيل مصالح بلاده، وليس حباً بزرقة عيون بشار الأسد، فروسيا سعت، ومازالت، منذ زمن الديكتاتور الأب حافظ الأسد، إلى بناء مرتع لها في الشرق الأوسط، عبر التراب السوري، ليكون صهوةً تمتطيها وتنطلق عبرها نحو التوسع في العالم العربي. دع عنك أهدافها الاقتصادية والجيوسياسية التي تضمن لها الظهور بمظهر الدولة القوية، وكبح جماح السياسات الغربية، خصوصاً في ظل احتلالها شبه جزيرة القرم في أوكرانيا، وهو ما عارضته دول غربية.
حاول الدب الروسي إخفاء دعمه العسكري المباشر لحليفه بشار الأسد، منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، إلا أنه اليوم بات يطبل ويزمر لإرسال شحنات عسكرية متقدمة، وتعزيز دفاعات جيش الأسد، بإرسال قاذفات صواريخ حديثة من نوع متطور، وناقلات جند مدرعة، بالإضافة إلى تصدير جنود وسفن بحرية، لتعزيز قواعد بلاده العسكرية في طرطوس في الساحل السوري، ناهيك عن استخدام الأجواء الإقليمية، بإرسال طائرات تحمل إعانات غذائية ومعدات طبية لجنود الأسد المنهكة.
ويأتي الدعم الروسي اللامحدود ضمن إطار زمني مدروس، فبعد أن بدأ جيش الأسد بالتآكل والانهيار، باعتراف بشار الأسد في خطاب متلفز، راحت روسيا تلعب على المكشوف، معلنة أنها طرف أساسي في الصراع السوري، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في 10 سبتمبر/أيلول، إذ قال إن بلاده أرسلت عتاداً عسكرياً وخبراء للمساعدة في تدريب جيش الأسد على استخدامه، "من أجل محاربة الإرهاب"، فأضحت هذه حجة واهية، وقناعاً يرتديه كل من يريد محاربة أحلام السوريين الذين طالبوا بالحرية والكرامة.
تريد روسيا التي بررت تدخلها في سورية بمحاربة الإرهاب الحفاظ على نظام الأسد، لأنه لو رحل، ستخسر قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط، وسيبدو ذلك ضربة قاصمة لها، لأنها موطئ القدم الوحيدة لها في الشرق الأوسط. وفي سبيل تحقيق الأحلام الروسية، حزم الدب الروسي فلاديمير بوتين أمره، للخوض في حرب باردة مع واشنطن، بعد أن عارض الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الحشد العسكري الذي قدمته روسيا إلى سورية، إلا أن أوباما لم يعارض التنسيق مع موسكو في محاربة الإرهاب، شريطة عدم دعم الأسد، وهي نقطة يلتقي فيها الطرفان في خيط رفيع، بيد أن روسيا ستقطع الخيط، فهي في الحقيقة لم ولن تتنازل عن دعم الأسد.
تسعى موسكو التي لا تنفك عن إرسال دعوات إلى جميع الأطراف، من أجل الجلوس على طاولة الحوار مع قاتل الأطفال ومشرد الملايين، إلى تعبيد جسر أحلامها بجثث السوريين، إلا أن المعطيات على الأرض تقف سداً منيعاً بوجه تلك السياسات الرامية إلى إحداث شروخ في المجتمع السوري، فعلى الرغم من الدعم المتطور الذي تلّقاه الأسد، إلا أن ذلك لم يقلب موازين القوى العسكرية على الأرض، كما أن كتائب المعارضة تحقق كل يوم تقدماً جديداً، وترغم الأسد على وقف إطلاق النار في بعض المناطق، ما بدا جلياً بعد أن جعل الثوار منطقتي كفريا والفوعة تستنجد بملالي طهران، فسارعت إيران إلى التوسل من أجل وقف إطلاق النار، في مقابل الضغط على الأسد لوقف القصف والاشتباكات في منطقتي الزبداني ومضايا، كما سبق تلك المرحلة سيطرة المعارضة السورية على مطار أبو الظهور العسكري، ثاني أكبر المطارات في سورية، وغيره مناطق كثيرة.
يبدو للقاصي قبل الداني أن العمليات العسكرية هي التي ستحدد مصير سورية، فالثوار المرابطون على ثغور الجبهات لم تردعهم طائرات روسيا والأسد، ولا أموال إيران وجنودها القادمون من أفغانستان، كما لم يثنهم عن التقدم شح الدعم المسيس، إيماناً منهم بأن أحلام روسيا وغيرها زائلة عند إرادة السوريين.
حاول الدب الروسي إخفاء دعمه العسكري المباشر لحليفه بشار الأسد، منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، إلا أنه اليوم بات يطبل ويزمر لإرسال شحنات عسكرية متقدمة، وتعزيز دفاعات جيش الأسد، بإرسال قاذفات صواريخ حديثة من نوع متطور، وناقلات جند مدرعة، بالإضافة إلى تصدير جنود وسفن بحرية، لتعزيز قواعد بلاده العسكرية في طرطوس في الساحل السوري، ناهيك عن استخدام الأجواء الإقليمية، بإرسال طائرات تحمل إعانات غذائية ومعدات طبية لجنود الأسد المنهكة.
ويأتي الدعم الروسي اللامحدود ضمن إطار زمني مدروس، فبعد أن بدأ جيش الأسد بالتآكل والانهيار، باعتراف بشار الأسد في خطاب متلفز، راحت روسيا تلعب على المكشوف، معلنة أنها طرف أساسي في الصراع السوري، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في 10 سبتمبر/أيلول، إذ قال إن بلاده أرسلت عتاداً عسكرياً وخبراء للمساعدة في تدريب جيش الأسد على استخدامه، "من أجل محاربة الإرهاب"، فأضحت هذه حجة واهية، وقناعاً يرتديه كل من يريد محاربة أحلام السوريين الذين طالبوا بالحرية والكرامة.
تريد روسيا التي بررت تدخلها في سورية بمحاربة الإرهاب الحفاظ على نظام الأسد، لأنه لو رحل، ستخسر قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط، وسيبدو ذلك ضربة قاصمة لها، لأنها موطئ القدم الوحيدة لها في الشرق الأوسط. وفي سبيل تحقيق الأحلام الروسية، حزم الدب الروسي فلاديمير بوتين أمره، للخوض في حرب باردة مع واشنطن، بعد أن عارض الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الحشد العسكري الذي قدمته روسيا إلى سورية، إلا أن أوباما لم يعارض التنسيق مع موسكو في محاربة الإرهاب، شريطة عدم دعم الأسد، وهي نقطة يلتقي فيها الطرفان في خيط رفيع، بيد أن روسيا ستقطع الخيط، فهي في الحقيقة لم ولن تتنازل عن دعم الأسد.
تسعى موسكو التي لا تنفك عن إرسال دعوات إلى جميع الأطراف، من أجل الجلوس على طاولة الحوار مع قاتل الأطفال ومشرد الملايين، إلى تعبيد جسر أحلامها بجثث السوريين، إلا أن المعطيات على الأرض تقف سداً منيعاً بوجه تلك السياسات الرامية إلى إحداث شروخ في المجتمع السوري، فعلى الرغم من الدعم المتطور الذي تلّقاه الأسد، إلا أن ذلك لم يقلب موازين القوى العسكرية على الأرض، كما أن كتائب المعارضة تحقق كل يوم تقدماً جديداً، وترغم الأسد على وقف إطلاق النار في بعض المناطق، ما بدا جلياً بعد أن جعل الثوار منطقتي كفريا والفوعة تستنجد بملالي طهران، فسارعت إيران إلى التوسل من أجل وقف إطلاق النار، في مقابل الضغط على الأسد لوقف القصف والاشتباكات في منطقتي الزبداني ومضايا، كما سبق تلك المرحلة سيطرة المعارضة السورية على مطار أبو الظهور العسكري، ثاني أكبر المطارات في سورية، وغيره مناطق كثيرة.
يبدو للقاصي قبل الداني أن العمليات العسكرية هي التي ستحدد مصير سورية، فالثوار المرابطون على ثغور الجبهات لم تردعهم طائرات روسيا والأسد، ولا أموال إيران وجنودها القادمون من أفغانستان، كما لم يثنهم عن التقدم شح الدعم المسيس، إيماناً منهم بأن أحلام روسيا وغيرها زائلة عند إرادة السوريين.