الداخلية البريطانية: حزمة من الإجراءات لمواجهة التطرف

30 سبتمبر 2014
وزيرة الداخلية تقترح حظر المتطرفين من الظهورعلى الفضائيات (Getty)
+ الخط -

أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية، تيريزا ماي، عن حزمة من الإجراءات لمواجهة التطرف في بريطانيا، وذلك خلال المؤتمر السنوي لحزب "المحافظين" بزعامة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الذي يُعقد حالياً في مدينة برمنغهام في إنكلترا.

وتشمل هذه الإجراءات خطط لتعزيز قوانين منع المئات من الشباب المسلم في بريطانيا، من السفر إلى العراق وسورية بغية القتال مع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وأبلغت ماي الحاضرين، أنه "في حال أُعيد انتخاب حزب المحافظين، الذي تنتمي إليه، العام المقبل، فإن الحزب سيعرض المزيد من القوانين التي تعرقل محاولات نشر الكراهية المسمومة". وتعهدت بمنع "أصحاب الآراء المتطرفة من الظهور على التلفاز، أو نشر آرائهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وإن لم يخرقوا أي قوانين".

وانتقدت الوزيرة حزب "الأحرار الديمقراطيين"، الشريك في الحكومة، بسبب معارضته، قبل سنتين، إقرار مقترح ينصّ على فرض رقابة على بيانات البريطانيين، ومنع المتطرفين من استخدام شبكة الإنترنت، واصفة معارضته بـ"التصرف غير المسؤول".

ونقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية عن متحدث باسم حزب "الأحرار الديمقراطيين"، قوله إن "هناك بالفعل حزمة من القوانين التي تتعامل مع قضايا التحريض على العنف والكراهية العنصرية".

وكان الحزب قد انتقد في بيان له، في وقت سابق اليوم، خطط وزيرة الداخلية لحظر المتطرفين الذي لا يشكلون خطراً إرهابياً. وذكر البيان أن "تيريزا ماي فشلت بتقديم أي دليل على أن أوامر الحظر ستكون فعّالة في معالجة التطرف".

ويرى مراقبون، أن الإجراءات التي اقترحتها الوزيرة ضد الذين تتهمهم بالتطرف وإثارة الكراهية العنصرية، شبيه بتلك التي تم تطبيقها بحق زعيم حزب "شين فين" الإيرلندي، جيري آدمز. 

من جهة أخرى أوضحت ماي أن من بين سلطاتها "منع من يحملون جنسيات مزدوجة، أو الذين حصلوا على جنسية بريطانية عن طريق الإقامة في بريطانيا، من دخول البلاد، بل ونزع الجنسية عن أولئك الذين يثبت سفرهم إلى سورية والعراق". وكشفت الوزيرة أنها استخدمت هذه السلطات 25 مرة مع أشخاص سافروا إلى سورية.

وتابعت ماي خطابها قائلة، إن "هناك معركة تستعر في الشرق الأوسط، قلب وروح الإسلام". وأضافت "يتوجب علينا فعل أي شئ لهزيمة هذا الفكر، ومنع تطرف الشباب المسلم في بريطانيا". ووصفت قتل تنظيم "داعش لبريطانيين وأميركيين بـ"الوحشي" و"الجبان".

واستشهدت ماي بآيات قرآنية تحث على التقارب والتسامح. واستخدمت الآية القرآنية "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا..."، والآية الكريمة "لا إكراه في الدين"، للتأكيد على أن الإسلام دين سلام وليس دين عنف.

وعزت ماي انضمام بلدها للتحالف الدولي ضد "داعش"، إلى مجاهرته باستهداف الغرب، وطالبت بعدم "التأخر عن تدمير التنظيم".

وكان وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، قد أعلن، أمس، أن أكثر من 60 مقاتلاً تابعاً لتنظيم "داعش"، قد تم إلقاء القبض عليهم أثناء محاولتهم العودة إلى بريطانيا.

وقال فالون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إنه "ألقي القبض على أكثر من 60 مقاتلاً من تنظيم داعش، في إطار حملة الإجراءات المشددة على جوازات السفر ونظام المراقبة في المطارات والموانئ البحرية"، مؤكداً أن هؤلاء سيمثلون أمام القضاء البريطاني.

يذكر أن الحكومة البريطانية كانت قد أعلنت، في وقت سابق، أن أكثر من 500 بريطاني قد تركوا البلاد وتوجهوا للانضمام إلى الجماعات المسلحة التي تقاتل في سورية، مثل "داعش" و"جبهة النصرة". وأعربت الحكومة عن قلقها من احتمال أن يشن هؤلاء هجمات في البلاد، في حال عودتهم.

المساهمون