عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو بعد أن خذلها في خطاب الكونغرس: أزمة ثقة تتطلب توضيح

25 يوليو 2024
مسيرة لعائلات الأسرى الإسرائيليين في تل أبيب قبيل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، 24 يوليو 202
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **هجوم عائلات الأسرى على نتنياهو**: انتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو لتأجيل مغادرة وفد التفاوض إلى الدوحة وعدم إعلان اتفاق لتبادل الأسرى مع حماس، مطالبةً بعقد اجتماع عاجل مع فريق التفاوض.

- **اتهامات المعارضة وعائلات الأسرى**: تتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بوضع عراقيل أمام الاتفاق لتجنب انهيار حكومته، معتبرةً تأجيل مغادرة الوفد تخريباً متعمداً لفرصة استعادة الأسرى.

- **تشكيك في نية نتنياهو**: شكك المحلل رونين بيرغمان في نية نتنياهو إرسال وفد إلى الدوحة، مشيراً إلى مطالب إسرائيلية جديدة تؤخر المفاوضات، بينما تصر حماس على إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي.

شنت عائلات الأسرى الإسرائيليين، هجوماً على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطلبت عقد اجتماع عاجل مع فريق التفاوض المعني بصفقة التبادل، بعد تأجيل مغادرته إلى الدوحة، اليوم الخميس. وكانت العائلات تأمل أن يعلن نتنياهو في خطابه بالكونغرس الأميركي مساء الأربعاء، موافقته على اتفاق لتبادل أسرى مع حركة حماس، لكنه لم يفعل، بل وأعلن مكتبه تأجيل مغادرة الوفد المفاوض إلى الأسبوع المقبل. وأثار امتناع نتنياهو عن إعلان بقبوله باتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى، استياء عائلات الأسرى والمعارضة، التي تدعو منذ أشهر إلى رحيل حكومة نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة.

وقالت العائلات في بيان على منصة "إكس"، الخميس: "نطالب باجتماع عاجل مع فريق التفاوض هذا الصباح. هناك أزمة ثقة تتطلب توضيح". وتابعت: "منذ أسبوعين، يمتنع رئيس الوزراء عن إرسال إشارة إلى الوسطاء بشأن تنفيذ الصفقة"، في إشارة إلى مقترح اتفاق معروض حاليا.

وتقدر تل أبيب وجود 115 أسيرا إسرائيليا محتجزين لدى الفصائل الفلسطينية بغزة، أعلنت حماس مقتل أكثر من 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز بسجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني. وتتهم المعارضة وعائلات الأسرى نتنياهو بوضع عراقيل أمام مقترح الاتفاق؛ للحيلولة دون انهيار حكومته وفقدان منصبه؛ إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب على غزة.

والأربعاء، أعلن مكتب نتنياهو أن مغادرة وفد التفاوض إلى الدوحة التي كانت مقررة الخميس، تأجلت إلى الأسبوع القادم، بانتظار نتائج اجتماع نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض مساء الخميس. لكن عائلات الأسرى قالت إن هذا "التراجع هو تخريب متعمد لفرصة استعادة أحبائنا وانحراف للمفاوضات ويشير إلى الافتقار إلى القيم".

ودعت قادة الأجهزة الأمنية إلى توجيه أصابع الاتهام صراحة إلى الطرف الذي يعرقل المفاوضات، في إشارة إلى نتنياهو. وتابعت: "يتحمل رؤساء القوى الأمنية المسؤولية الشخصية والمباشرة عن إعادة المختطفين، ومن واجبكم (...) تقديم تقرير موثوق للجمهور الإسرائيلي حول مَن يعرقل الصفقة ولماذا".

وبوساطة مصر وقطر ومشاركة الولايات المتحدة، تجري إسرائيل وحركة حماس منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة متعثرة لإبرام اتفاق. وتقول الفصائل الفلسطينية إن إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة لا ترغبان في إنهاء الحرب حاليا، وتحاولان كسب وقت عبر المفاوضات، على أمل أن يحقق نتنياهو مكاسب في القتال.

تشكيك في عزم نتنياهو إرسال وفد التفاوض إلى الدوحة

المحلل بموقع "واينت" الإسرائيلي رونين بيرغمان شكك في أن نتنياهو كان يعتزم إرسال وفد إلى الدوحة الخميس، ورجح أنه لم يكن هناك اجتماع مقرر بالأساس. وأردف: "مغادرة الوفد لم تكن مقررة اليوم ولا في أي يوم آخر، وبالتالي لا يمكن تأجيلها".

وأضاف: "حسب مسؤولين كبار في الدول الوسيطة، فإن أولئك الذين كان من المفترض أن يجتمعوا بالوفد الإسرائيلي ليس لديهم أي فكرة عما يجري الحديث عنه (وجود اجتماع)، ولم يتلقوا طلبا من إسرائيل باستئناف المحادثات الخميس".

ولفت بيرغمان إلى طرح إسرائيل مطالب لم تكون موجودة أصلا في مقترح الاتفاق الراهن، بينها آلية لمنع تنقل مقاتلين فلسطينيين من جنوب قطاع غزة إلى شماله. وأوضح أن هذا يعني الإبقاء على الجيش الإسرائيلي في ممر نتساريم، الذي يقّسم قطاع غزة إلى قسمين، وذلك ضمن مطالب إسرائيلية أخرى.

وشدد على أن "هذه المطالب تعني تأخيرا كبيرا جدا في المفاوضات، وانخفاضا أكبر في فرص أن تسفر عن شيء". و"يعتقد البعض أن هذه هي طريقته (نتنياهو) في التفاوض حتى لا تنجح" المفاوضات، حسب بيرغمان.

وبينما يتمسك نتنياهو بأي صفقة مع إمكانية استئناف الحرب، تُصر حماس على إنهائها وانسحاب الجيش الإسرائيلي وحرية عودة النازحين إلى مناطقهم وإعادة إعمار قطاع غزة.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت تشن إسرائيل بدعم أمريكي مطلق حربا على غزة خلفت أكثر من 129 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.

وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، ولتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة. كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.

(الأناضول)