في تجمّع الخان الأحمر البدوي الفلسطيني شرق مدينة القدس المحتلة، تقف مجموعة من النشطاء الفلسطينيين والأجانب، تترقبهم أعين الأهالي الذين يعيشون في التجمّع، لاعتراض جرافة إسرائيلية ضخمة في طريقها لشق طرق بغرض هدم المساكن هناك، فيما قوات كبيرة من جيش الاحتلال التي تحاصر التجمّع منذ أيام، ترافق الجرافة وتحاول تأمين الحماية لها، وتقمع الفلسطينيين الذين أصيب عدد منهم بعد تعرضهم للضرب والسحل من قبل الجنود الذين أفرطوا في القوة المستخدمة بحقهم.
هكذا كان المشهد يوم أمس الأربعاء، في التجمّع الذي بدأ الاحتلال بهدمه لترحيل سكانه وإبعادهم من حدود مدينة القدس المحتلة، مستخدماً تعزيزات كبيرة من الجنود الذي اعتدوا بالضرب على النشطاء والمتضامنين والأهالي، بمن فيهم رئيس هيئة مقاومة الجدار وليد عساف، وكذلك محافظ القدس عدنان الحسيني، بحسب ما أفاد به الناشط في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، إبراهيم أبو هاشم، الذي أشار إلى وقوع نحو 15 إصابة في صفوف النشطاء والأهالي، بينما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في وقت لاحق بأن طواقمه تعاملت مع 35 إصابة، نُقل منهم 4 إصابات إلى المستشفيات، فيما جرى علاج باقي الإصابات ميدانياً.
45 مسكناً فلسطينياً بدأت قوات الاحتلال أمس بهدمها بعد قرار قضائي إسرائيلي في 25 مايو/أيار الماضي، خوّلها بذلك. ويعيش 250 بدوياً في تلك المساكن المترامية على سفح جبل قاحل، فيما منعت سياسات الاحتلال البدو هناك من زراعة الأشجار أو إضافة أي منشأة يمكنها بعث الحياة في ذلك الجبل، أو حتى بناء المنازل، ما جعلهم يعيشون في بيوت من صفائح الحديد التي تكاد لا تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء.
ولكن الاحتلال المصرّ على ترحيل البدو من المنطقة، أصدر منذ ليل الثلاثاء، أمراً بوضع اليد على كل الطرق المؤدية إلى تجمّع الخان الأحمر، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة. وعند ساعات الصباح الباكر أمس، سادت أجواء من التوتر الشديد في التجمّع والمناطق المحيطة به، قبل أن تبدأ قوات الاحتلال بهدم التجمّع بعد حشد جنودها وعناصر شرطتها، وآلياتها، جرافات وحافلات ودوريات عسكرية. وخلال ذلك، دارت مناوشات بين جنود الاحتلال والنشطاء والمتضامنين وأهالي التجمّع، فيما قامت القوات الإسرائيلية باعتقال بعض النشطاء، ورصدت هيئة مقاومة الجدار اعتقال خمسة ناشطين، عُرف منهم، الناشطان مراد اشتوي، ورامي خوالدة.
اقــرأ أيضاً
وسكان تجمّع الخان الأحمر، هم من القبائل البدوية التي هجّرها الاحتلال في العام 1948 من منطقة تل عراد في صحراء النقب، وخرجوا تحت تهديد السلاح وتجمّعوا في المنطقة الشرقية لمدينة القدس، ويعيشون حياة البدو الرحل، ويعتمدون في طبيعة حياتهم على تربية المواشي ورعيها، ويستقرون في بيوت مبنية من صفائح الحديد، ويتأقلمون مع ظروف الحياة الصعبة حتى تلك التي يفرضها الاحتلال.
قبيل التحرك الإسرائيلي أمس، كان نشطاء فلسطينيون متضامنون مع أهل التجّمع، أمضوا لياليَ عدة في خيم وبيوت البدو الفلسطينيين هناك بغرض تعزيز صمودهم، ومساندتهم في سياسة رفض قرارات الاحتلال بطردهم من مساكنهم، وهدمها وضمّها بعد ذلك لحدود مدينة القدس. وفي كل ليلة كان النشطاء الفلسطينيون يبيتون في المضارب البدوية تلك، ويرددون الأغاني الوطنية الفلسطينية، وينشدون ضد الاحتلال وتهديداته بالتهجير، ويقدّمون لأنفسهم دفعة معنوية للبقاء وتحدي تلك الظروف في ظل غياب مقوّمات الحياة الأساسية بسبب منع الاحتلال أصحابَ الأرض من تنفيذ أي مشاريع للبنية التحتية وحتى شق الطرق.
وخلال تلك الفترة، كان عشرات الأطفال في التجمّع، يراقبون عن كثب جنود الاحتلال الذين يحاصرون بيوتهم البدائية منذ أيام، وسط حالة من القلق التي تظهر على وجوههم ووجوه عائلاتهم، على الرغم من ذلك يرددون هتافات البقاء التي يرددها النشطاء الذين جاؤوا لمساندتهم. يقول محمود أبو داهوك، أحد سكان التجمّع ومتحدث باسم الأهالي هناك، لـ"العربي الجديد"، إن الأطفال والنساء يعيشون حالة قلق وخوف دائمة لكنهم يشكلون حالة من رسالة الصمود والتحدي التي يعيشها تجمّع الخان الأحمر هناك.
يحمل الأطفال الأعلام الفلسطينية، ويتنقلون بين حظائر الأغنام، بينما تبقى النساء داخل البيوت البدائية يترقّبن ما يحدث في الخارج وسط حالة من القلق والخوف على رجالهن وأطفالهن. المشهد يلخص الإصرار على البقاء، ويقول أبو داهوك: "سنجلس فوق البيوت ولو هدمت، وإن تم ترحيلنا بالقوة سنعود"، مؤكداً أنها رسالة واحدة لكل البدو الذين يعيشون في 24 تجمّعاً حول مدينة القدس.
اقــرأ أيضاً
45 مسكناً فلسطينياً بدأت قوات الاحتلال أمس بهدمها بعد قرار قضائي إسرائيلي في 25 مايو/أيار الماضي، خوّلها بذلك. ويعيش 250 بدوياً في تلك المساكن المترامية على سفح جبل قاحل، فيما منعت سياسات الاحتلال البدو هناك من زراعة الأشجار أو إضافة أي منشأة يمكنها بعث الحياة في ذلك الجبل، أو حتى بناء المنازل، ما جعلهم يعيشون في بيوت من صفائح الحديد التي تكاد لا تحميهم من حر الصيف وبرد الشتاء.
ولكن الاحتلال المصرّ على ترحيل البدو من المنطقة، أصدر منذ ليل الثلاثاء، أمراً بوضع اليد على كل الطرق المؤدية إلى تجمّع الخان الأحمر، وأعلنها منطقة عسكرية مغلقة. وعند ساعات الصباح الباكر أمس، سادت أجواء من التوتر الشديد في التجمّع والمناطق المحيطة به، قبل أن تبدأ قوات الاحتلال بهدم التجمّع بعد حشد جنودها وعناصر شرطتها، وآلياتها، جرافات وحافلات ودوريات عسكرية. وخلال ذلك، دارت مناوشات بين جنود الاحتلال والنشطاء والمتضامنين وأهالي التجمّع، فيما قامت القوات الإسرائيلية باعتقال بعض النشطاء، ورصدت هيئة مقاومة الجدار اعتقال خمسة ناشطين، عُرف منهم، الناشطان مراد اشتوي، ورامي خوالدة.
وسكان تجمّع الخان الأحمر، هم من القبائل البدوية التي هجّرها الاحتلال في العام 1948 من منطقة تل عراد في صحراء النقب، وخرجوا تحت تهديد السلاح وتجمّعوا في المنطقة الشرقية لمدينة القدس، ويعيشون حياة البدو الرحل، ويعتمدون في طبيعة حياتهم على تربية المواشي ورعيها، ويستقرون في بيوت مبنية من صفائح الحديد، ويتأقلمون مع ظروف الحياة الصعبة حتى تلك التي يفرضها الاحتلال.
وخلال تلك الفترة، كان عشرات الأطفال في التجمّع، يراقبون عن كثب جنود الاحتلال الذين يحاصرون بيوتهم البدائية منذ أيام، وسط حالة من القلق التي تظهر على وجوههم ووجوه عائلاتهم، على الرغم من ذلك يرددون هتافات البقاء التي يرددها النشطاء الذين جاؤوا لمساندتهم. يقول محمود أبو داهوك، أحد سكان التجمّع ومتحدث باسم الأهالي هناك، لـ"العربي الجديد"، إن الأطفال والنساء يعيشون حالة قلق وخوف دائمة لكنهم يشكلون حالة من رسالة الصمود والتحدي التي يعيشها تجمّع الخان الأحمر هناك.
يحمل الأطفال الأعلام الفلسطينية، ويتنقلون بين حظائر الأغنام، بينما تبقى النساء داخل البيوت البدائية يترقّبن ما يحدث في الخارج وسط حالة من القلق والخوف على رجالهن وأطفالهن. المشهد يلخص الإصرار على البقاء، ويقول أبو داهوك: "سنجلس فوق البيوت ولو هدمت، وإن تم ترحيلنا بالقوة سنعود"، مؤكداً أنها رسالة واحدة لكل البدو الذين يعيشون في 24 تجمّعاً حول مدينة القدس.