انتهت الاجتماعات والمناقشات العراقيّة إزاء تحديد الموقف الرسمي من "التحالف الإسلامي" الذي أعلنت المملكة العربيّة السعودية عن تشكيله، ليفصح رئيس الحكومة حيدر العبادي عن قراره تجاه التحالف، وينتقده بشدّة، مؤكّدا عدم انضمام العراق إليه.
ولم يختلف الموقف العراقي الجديد، تجاه التحالف الإسلامي، عن موقفه إزاء التحالف العربي الذي شكّل لدعم الحكومة اليمنيّة، وتجاه أي حلف أو تكتّل عربي؛ فكانت الأعذار نفسها "لم تتم استشارتنا"، الأمر الذي أثار استهجان مختصين وخبراء سياسيين، إذ أكّدوا أنّ الدبلوماسيّة العراقيّة تستخدم المصطلحات نفسها تجاه أيّ حلف عربي، ولا تكلّف نفسها انتقاء مصطلحات جديدة، فقط تغيّر اسم التحالف أو التشكيل الجديد عن بياناتها السابقة.
وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي، في بيان صحافي، إنّ "العراق فوجئ بتشكيل التحالف الإسلامي، دون استشارته، وأنّ معظم الدول المشاركة فيه تفتقد إلى القدرات".
وأضاف أنّ "الخطأ الجوهري بتشكيل التحالف هو عدم إعلامنا به إلّا بعد إعلانه، وخاصة أنّ العراق يحارب داعش على الأرض"، متسائلا "كيف ينشأ تحالف ضد الإرهاب ويستثنى منه العراق؟ ولا يتم التعامل مع سورية؟ وكيف يشكّل من دول معظمها لا تملك إمكانات وقدرات على مواجهة الإرهاب؟".
وأكّد العبادي "الحاجة إلى مشروع حقيقي لمحاربة داعش، إسنادا ودعما من هذه الدول التي لم تقدّم مساعدة حقيقيّة للعراق في مواجهة الإرهاب، الذي هو من أوائل الدول الداعية إلى محاربة الإرهاب وداعش، في وقت اعتقدت فيه الكثير من دول العالم أنّها في منأى عن هذا الخطر الذي يستهدف الجميع".
من جهته، رأى الخبير السياسي فراس العيثاوي، أنّ "موقف العراق ورفضه للتحالف الإسلامي غير مستغرب، إذ إنّ الارتباطات العراقيّة – الإيرانيّة تتعارض مع أهداف وتشكيل هذا التحالف، وأنّ العراق لا يستطيع أن يخالف الإرادة الإيرانية مطلقا".
وقال العيثاوي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراق منذ عدّة أيّام عقد العديد من الاجتماعات التي حاول من خلالها إيجاد ثغرة في التحالف الجديد، لتكون عذرا له لعدم الانضمام، ولم يجد أيّ عذر، لذا لجأ إلى عباراته المعتادة نفسها إزاء أي تكتل أو حلف عربي (لم تتم استشارتنا)، وهي العبارة المفضّلة لدى وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، والتي أطلقها ليعلن رفض التحالف العربي السابق".
وأشار إلى أنّ "الدبلوماسيّة العراقيّة تغالط نفسها، متناسية أنّ العراق أخفى انضمامه إلى التحالف الرباعي، الذي ضم سورية وإيران وروسيا، حتى عن شعبه وعن البرلمان العراقي وعن الكتل المشاركة في العمليّة السياسيّة".
وأكّد أنّ "الحكومة العراقيّة ليست واضحة مع شعبها، وأنّ سياساتها هذه ستعزل العراق مجدّدا عن محيطه العربي، في وقت تسعى فيه الدول العربيّة لترطيب علاقاتها معه".
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجيّة العراقيّة، قد أكّد في وقت سابق لـ"العربي الجديد"، أنّ الوزارة عقدت العديد من الاجتماعات لتحديد موقف العراق تجاه التحالف السعودي، وعرضت ملف التحالف أمام المجتمعين الذين بحثوا عن خللٍ فيه ليكون حجّة لرفض العراق الانضمام إليه.
وكان وزير الخارجيّة السعودي عادل الجبير، قد أكّد أنّ التحالف الجديد ليس تحالفاً سنياً ولا شيعياً، بل هو تحالف موجّه ضد الإرهاب والتطرف، لافتاً إلى أنّ التنسيق ممكن مع الحكومة العراقية "إن أرادت مساعدة التحالف لها ضد الإرهاب".
اقرأ أيضا: غموض "التحالف الرباعي" في العراق: اجتماعات سريّة وصفقات أسلحة