الحرس الثوري الإيراني: نملك صاروخين "سرّيين للغاية" بإمكانهما إغراق السفن الأميركية

25 مايو 2019
إيران: حضور السفن الأميركية يخضع بالكامل لسيطرتنا (فرانس برس)
+ الخط -
وسط التوتر بين طهران وواشنطن، أعلن الحرس الثوري الإيراني، امتلاكه صاروخين جديدين "سريين للغاية"، بإمكانهما إغراق السفن الحربية الأميركية في المنطقة، "في حال ارتكبت أي حماقة"، فيما أكدت الخارجية لقاء الوزير محمد جواد ظريف بالسيناتور الأميركية ديان فاينستاين، خلال زيارته لنيويورك.

وقلّل مرتضى قرباني، المستشار الأعلى للقائد العام للحرس الثوري الإيراني، من أهمية إرسال واشنطن سفناً حربية وآليات عسكرية إلى المنطقة، وقال إنّه "في حال ارتكبت حاملات الطائرات الأميركية أي حماقة صغيرة، فإنّ إيران تمتلك صاروخين جديدين سريين للغاية، يلقيان بهذه الحاملات إلى قاع البحر بطواقمها وطائراتها".

واستبعد قرباني وقوع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أنّ الهدف من طرح "احتمال حرب أميركية على إيران" هو "ترهيب الشعب الإيراني بغية فصله عن نظام الجمهورية الإسلامية".

وأضاف في هذا الصدد أنّ "الصهاينة والأميركيين والبريطانيين يقومون بترهيب الإيرانيين عبر الترويج لمسألة الحرب"، مؤكداً "أننا لم ولن نكون دعاة الحرب، لكننا سنرد بقوة هائلة على أي اعتداء".

من جهته، قلل نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، اليوم السبت، من أهمية وجود حاملات الطائرات والسفن الأميركية الحربية في المياه الإقليمية، قائلاً إنّ "مسألة حضور السفن الأميركية في الوقت الراهن ليست مهمة، وليست عملياتية وتخضع بالكامل لسيطرة القوات العملياتية للجيش والحرس (الإيرانيين)".

وأضاف سلامي، وفقاً لما أورده "نادي المراسلين الشباب" الإيراني، أنّ المنطقة "تشهد اليوم أقل وجود لحاملات الطائرات والسفن الحربية الأميركية وحلفائها في الخليج، بينما كان يوجد سابقاً أكثر من 300 طراد، و5 حاملات للطائرات من أصل 9 حاملات للطائرات الأميركية في المياه الإقليمية".

وأوضح: "جميع السفن التي تدخل المنطقة لديها ناطقون باللغة الفارسية"، واصفاً ذلك بأنّه "دليل على اقتدار إيران".

وفي معرض رده على سؤال بشأن المناورات العسكرية الإيرانية، خلال العام الإيراني الحالي (بدأ في 21 مارس/ آذار)، قال إنّ "القوات المسلحة (الإيرانية) تقوم بالتخطيط لمناورات مختلفة في كل عام وإجرائها"، من دون أن يكشف موعدها.

وتعبر السفن والقطع البحرية بشكل يومي من المياه الإيرانية في مضيق هرمز، والتي هي الأكثر عمقاً من مياه الجانب العماني من المضيق. وتخضع هذه المياه لإشراف عسكري وأمني للحرس الثوري الإيراني الذي يوجه أسئلة اعتيادية لهذه السفن قبل عبورها المياه الإيرانية.

وبحسب المصادر العسكرية الإيرانية، فإنّ السفن الأميركية لا تزال تتعاون مع القوات البحرية للحرس، وتردّ على الأسئلة الاعتيادية حين العبور من الجانب الإيراني من مضيق هرمز، ولم يطرأ أي تغيير على سلوك السفن الأميركية، بعد تصنيف واشنطن الحرس الثوري الإيراني "جماعة إرهابية"، الشهر الماضي.


"حرب نفسية
"

إلى ذلك، قال حشمت الله فلاحت بيشه رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، اليوم السبت، إنّ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرسال 1500 جندي إضافي إلى المنطقة "يأتي في سياق الحرب النفسية التي تشنها إدارته ضد إيران".

وأضاف فلاحت بيشه، في تصريح لوكالة "خانه ملت" التابعة للبرلمان الإيراني، أنّ دولاً في المنطقة لم يسمها "ربما هي طلبت إرسال هذه القوات".

وأوضح أنّه "بعدما سحب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما القوات الأميركية من المنطقة عام 2011 انتقدت حينها عدد من الدول القرار، لعدم وجود قوات أميركية لتنفيذ اتفاقيات أمنية".

وأضاف أنّ هذه الدول "كانت قد طلبت من قبل إرسال العدد الأكبر من القوات الأميركية إلى المنطقة".

وشدد على أنّ بلاده "لديها الاستعداد الكافي لمواجهة حرب حقيقية لكن السياسة الأميركية هي شنّ الحرب النفسية"، واصفاً اتهامات الجيش الأميركي لإيران بتنفيذ تفجيرات الفجيرة، والإعلان عن إرسال قوات إضافية إلى المنطقة بأنّها "مجرد مزاعم في إطار الحرب النفسية".

ووسط تصاعد التوتر مع إيران، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أنّه سيرسل نحو 1500 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، كما كشف وزير خارجيته مايك بومبيو عن مبيعات أسلحة بقيمة 8.1 مليارات دولار لكل من السعودية والإمارات والأردن، تهدف إلى "ردع العدوان الإيراني".

وفي وقت سابق من الشهر، أعلنت الإدارة الأميركية نشر حاملة طائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، وقوة من قاذفات "B52"، وسفن بحرية في المياه الإقليمية، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لانسحابها من الاتفاق النووي المبرم في يوليو/ تموز 2015، بين إيران والمجموعة السداسية الدولية.

وأكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، اليوم السبت، أنّ التهديدات الاستخباراتية بشأن إيران "جدية وعميقة"، متهماً طهران بالوقوف خلف الهجمات الأخيرة في الخليج على ناقلات وأنابيب النفط.

واعتبر بولتون الذي يعدّ من الصقور في إدارة ترامب أنّ "الاعتداءات الأخيرة لإيران ووكلائها في الشرق الأوسط مدعاة للقلق"، واصفاً معلومات الاستخبارات بشأن تهديد النظام الإيراني بأنّها "عميقة وخطيرة".

وتبنّت جماعة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن الهجمات الأخيرة لطائرات بدون طيار على محطتي أنابيب نفط في السعودية، بينما تنفي الجماعة أي صلات لها بإيران.

أما "أعمال التخريب" التي وقعت ضد أربع ناقلات نفط في الخليج بميناء الفجيرة بالإمارات، والصاروخ الذي سقط داخل مجمع "المنطقة الخضراء" في بغداد التي تضم السفارة الأميركية والمباني الحكومية الأخرى، فلم يعلن أي طرف المسؤولية عنها.

لقاء ظريف بسيناتور أميركية

في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، لقاء وزير الخارجية محمد جواد ظريف، بالسيناتور الأميركية ديان فاينستاين، خلال زيارته إلى نيويورك، الشهر الماضي، قائلاً إنّه "منذ أكثر من عقدين، تحصل مثل هذه اللقاءات مع النخبة السياسية الأميركية غير الحكومية؛ من بينهم أعضاء الكونغرس، لشرح سياسات ومواقف إيران".

وأضاف موسوي: "هؤلاء الأشخاص ليسوا مسؤولين حكوميين، ولا يملكون صلاحية للتفاوض، والمسؤولون الإيرانيون لا يتفاوضون معهم".

وأكد أنّ "اللقاء يهدف إلى الحيلولة دون تأثير مجموعات ضغط مثل مجموعة (ب) على الشريحة السياسية والرأي العام في أميركا، ولهذا السبب، تواجه هذه اللقاءات ردود فعل عنيفة وغاضبة للمتطرفين".

وتقصد إيران بالمجموعة "ب"، مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

وكان موقع صحيفة "بوليتيكو" الأميركية قد أورد خبر لقاء ظريف بالسيناتور الأميركية، الخميس، مشيراً إلى أنّ مكتب فاينستاين أكد، في بيان، أنّها التقت بظريف في "اجتماع غير معلن تخلله عشاء عمل".

وأوضح البيان أنّ اللقاء تم بعد التشاور مع الخارجية الأميركية، لكن لم يتطرّق إلى تفاصيل ما دار بين المسؤول الإيراني والسيناتور الأميركية.


وأثار اللقاء انتقادات من المشرعين الإيرانيين المحافظين، إذ قال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمد حسين نقوي حسيني، إنّ البرلمان "سيستوضح من السيد ظريف حول اللقاء مع السيناتور الأميركية"، وفقاً لما نقلت عنه وكالة "فارس" الإيرانية.

وطالب حسيني ظريف بشرح أسباب هذا اللقاء وما دار فيه، متسائلاً: "من أعطى الإذن لوزير الخارجية بعقد لقاء مع السيناتور الأميركية؟ يجب أن يتم الكشف عن فحوى المحادثات وإبلاغ السلطات بها".

وتابع البرلماني الأصولي أنّ "أسوأ قرار للجمهورية الإسلامية في الظروف الراهنة هو التفاوض مجدداً مع الأميركيين، وطرح مسألة التفاوض خطأ فادح"، مضيفاً أنّ الإدارة الأميركية تسعى من خلال "سياسة العصا والجزرة إلى جرّ المسؤولين الإيرانيين إلى طاولة التفاوض".

وأعرب ترامب نفسه عن أنّه لا يريد حرباً مع إيران، ومثله فعل المرشد الإيراني علي خامنئي وغيره من كبار المسؤولين الإيرانيين، بينما رفض الجانبان حتى الآن إجراء محادثات، إذ دعا ترامب الزعماء الإيرانيين إلى الاتصال به أولاً، فيما رفض الإيرانيون أي دبلوماسية تحت الإكراه، ولا سيما مع البيت الأبيض الذي تخلّى بشكل أحادي عن اتفاق دولي سابق.