الجيش اللبناني يعزز انتشاره في عرسال

10 سبتمبر 2014
لم يؤكد الجيش سيطرته على التلة أو محيطها(حسين بيضون)
+ الخط -

يتردد أنّ الجيش اللبناني استعاد "تلّة الحصن" في محيط عرسال عند الحدود الشرقية بين لبنان وسورية. تعدّ "الحصن" أكثر النقاط الجغرافية تقدماً شرقي عرسال، وكانت تمثل المعبر الشرعي الوحيد الذي يربط البلدة بالجرد الفاصل بين البلدين. منه تخرج المؤن والمساعدات للمجموعات المسلحة المتمركزة في الجرد، وعبره يدخل جرحاها لتلقي العلاج في المستشفيات الميدانية العرسالية.

أي أنّ من شأن وضع اليد على "الحصن" قطع طريق الإمداد بين المنطقتين، وعزل الجرد الشرقي، أو حتى عزل عرسال عن كل ما يحيط بها، أكان الحدود السورية أو البقاع اللبناني. ولو أنّ الجميع يعلم أنّ الكثير من الطرقات الترابية تربط عرسال بجردها، ويستخدمها المزارعون العرساليون بشكل يومي. ما يعني أيضاً أنه يستحيل عزل عرسال عن جردها، والعكس.

لم يصدر عن قيادة الجيش أو مديرية التوجيه فيه أيّ بيان رسمي يؤكد السيطرة على هذه التلة ومحيطها، أو تشرح فيه تفاصيل الانتشار وطبيعته والهدف منه. إلا أنّ مصدراً أمنياً يؤكد لـ"العربي الجديد"، أنّ "هذه الخطوة جاءت لاستكمال إعادة انتشار في كل النقاط الأمنية المحيطة بعرسال"، مشيراً إلى أنه تم استقدام الكثير من التعزيزات البشرية والآلية إلى المكان.

بالنسبة للقيادة العسكرية "باتت عرسال ممسوكة من كل صوب لا أكثر ولا أقلّ"، في ظل تأكيد عسكري على استكمال سياسة تعزيز الوجود العسكري في محيط البلدة. نفّذ الجيش هذا الانتشار على وقع غطاء ناري مكثّف أمّنته مدافع الجيش ودباباته المتركزة في محيط البلدة، في حين أشار أهالي عرسال إلى أنّ "تقدم الجيش لم يقابله أي ردّة فعل من قبل المسلحين الذين لم يكونوا موجودين أساساً في هذه النقطة".وبينما كانت وحدات الجيش تستعيد "تلة الحصن"، كان الشيخ مصطفى الحجيري يزور الجرد العرسالي وبرفقته أهل العسكري جورج خوري المخطوف لدى المجموعات المسلحة. وللتذكير فقط، الحجيري المعروف باسم "شيخ أبو طاقية"، مطلوب بمذكرات توقيف ومتّهم بتنفيذ اعتداءات على الجيش، وأوكل من قبل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم "داعش"، مهمة احتجاز جنود الجيش وعناصر قوى الأمن الداخلي في منزله أثناء المعارك الأخيرة مطلع آب /أغسطس الماضي.

تحرّك أبو طاقية باتجاه الجرد صعوداً ونزولاً، وبرفقته عائلة عسكري مخطوف التقت ابنها على يد الحجيري. لم يعترض الجيش طريقه أو لم يلحظه أساساً، مع العلم أنّ الحجيري أشار إلى "تعرّض الوفد لإطلاق نار في طريق العودة".

تمكّن موكب من ثلاث سيارات على الأقل من العبور والعودة سالماً إلى عرسال، فكيف يمكن عرقلة حركة الإمداد بالسيارات الفردية أو عن طريق الدراجات النارية؟

أمسك الجيش تلّة الحصن على حدود عرسال الشرقية إلا أنه لا يزال عاجزاً عن توقيف الحركة بين المنطقتين. فما ترجمة هذا الانتشار المستمر المطلوب في محيط عرسال، غير الانتصارات الصورية وعراضاتها الإعلامية؟

المساهمون