أعلن موقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت، مساء الثلاثاء، أنه رصد ملايين الشواكل، للمرة الأولى، لتغيير وتكثيف منظومة تدريبات قواته البرية. وذكرت الصحف الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، أن ضباطاً رفيعي المستوى اشتكوا من عدم جاهزية جنود جيش الاحتلال لمواجهة حرب جديدة، بفعل التقليص الذي حصل على ميزانية التدريبات العسكرية للجنود النظاميين وجنود الاحتياط على حد سواء.
وفي السياق، قال موقع "إسرائيل ديفينس" إن مشروع التدريبات الجديد والميزانية المخصصة له بدأ هذا العام (2014) ويتوقع أن يستمر في العام المقبل أيضاً. ويقضي برنامج التدريبات الجديد بانتقال جنود الوحدات البرية، وفق ترتيب معين، إلى معسكر تدريب قريب من مكان خدمتها، لإجراء تدريبات مكثفة لتعزيز القدرات القتالية.
ونقل موقع جيش الاحتلال عن ضابط الإرشاد والتدريبات في سلاح البرية والمسؤول عن تدريب وحدة "جولاني"، العقيد تمير شالوم، أن منظومة التدريب الجديدة تفيد قائد الوحدة كما تحسن التدريبات العسكرية، وخصوصاً أنها لا تجري بمعزل عن نشاط العمليات الميدانية للوحدات. ويرى أن تدريب الوحدات البرية النظامية لا يكلف كثيراً لأنه لا يلزِم استدعاء فرق الاحتياط، ويكون نقل أفراد الوحدة من موقع خدمتهم ونشاطهم الميداني إلى مراكز التدريب هو التكلفة الوحيدة.
واعترف شالوم، أن النظام الجديد هو نتاج رصد ميزانيات جديدة في الجيش الإسرائيلي لمواجهة مشكلة انخفاض جاهزية جنوده، وهي مشكلة يواجهها القادة العسكريون، وتتم معالجتها ضمن عمليات الترشيد الجديدة.
في غضون ذلك، كشف شالوم، أن الجيش قرر، في ضوء التقليصات في الميزانيات، عدم إشراك جنود الاحتياط في العمليات الميدانية والاستعاضة عن ذلك بمعسكرات التدريب، مما يضطر الجنود النظاميين إلى الحلول مكانهم، ما زاد بشكل كبير الوقت المخصص لعمليات الحراسة والأمن الجارية عند الحدود.
وبحسب موقع "إسرائيل ديفنس" فإن الميزانيات الجديدة تمكِّن القيادة العسكرية من توزيع الميزانيات وفق درجة الجاهزية العسكرية والقتالية للوحدات، وتحديد الوحدات التي تحتاج إلى كم أكبر من التدريبات، وسبل رفع القدرات القتالية ومستوى التدريبات. ويعني هذا عدم تحديد التدريبات من أسبوع إلى آخر بصورة غير منظمة، وإنما جدولة هذه التدريبات بشكل مسبق، بحسب شالوم.
واعتبر أن التدريبات خلال سير العمليات القتالية والنشاطات العملانية الجارية، تشكل حلاً "خلاقاً"، لكنه يبقى مركّزاً في مدة التدريبات الأساسية المهنية المطلوبة للجنود ولغاية رفع مستوى الوحدة، ولا يشكل بديلاً للتدريبات الجادة التي تستمر أشهرا وتعدّ الجنود للحرب.
وتأتي هذه التغييرات بعدما كشفت كل من صحيفتي "هآرتس" و"معاريف"، في الأسابيع الأخيرة، عن تذمر في صفوف الجنود والضباط الكبار من تدني مستوى الجنود وجاهزيتهم القتالية بسبب النقص في أيام التدريبات العسكرية، وانخفاض كفاءات الجنود الإسرائيليين، لدرجة وصف حالتهم العامة بأنها تراجع وعودة إلى الوضع الذي ساد جنود الجيش الإسرائيلي عشية الحرب الثانية على لبنان 2006.
وتأتي هذه التغييرات في ظل رسم الجيش الإسرائيلي لخريطة التهديدات الجديدة النابعة من تداعيات الثورات العربية. وسبق أن حذر رئيس سلاح الاستخبارات السابق، أفيف كوخافي، الذي عُين، هذا الأسبوع، قائداً للمنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، خلال المؤتمر السنوي لمجلس أبحاث الأمن القومي في فبراير/شباط الماضي، من أن الواقع الاستراتيجي الإسرائيلي في تغير متواصل.
وحذّر كوخافي، في المؤتمر نفسه، من أن التهديدات الجديدة تشمل تعرض إسرائيل في حال نشوب حرب جديدة، إلى هجمات صاروخية من سورية ولبنان، إذ ستُمطر الدولة العبرية بمئات آلاف الصواريخ، بينها صواريخ متطورة، من لبنان وسورية إلى جانب زخات مشابهة في الجنوب (غزة).
وأشار في هذا السياق، إلى حقيقة اكتساب مقاتلي حزب الله اللبناني والتنظيمات الجهادية في سورية، خبرات قتالية كبيرة، بما في ذلك خلال الحرب داخل المدن المأهولة، وعمليات القتال والمواجهة المباشرة.
في المقابل، كشف تقريرين نشرتهما "معاريف" و"هآرتس"، مطلع الأسبوع الحالي، تراجع جاهزية الجنود الإسرائيليين وكفاءتهم القتالية لقلة التدريبات العسكرية، بفعل النقص في الميزانيات، إضافة إلى انغماسهم في عمليات الحراسة للمستوطنين والانتشار على الحواجز العسكرية في مدن الضفة الغربية المحتلة، وانتشارهم على الحدود مع سورية ولبنان وغزة، وهو ما زاد من إحباط الجنود وتراجع قدراتهم القتالية.