الجمهوريون يلتفّون حول بوش ويقمعون ترامب

11 يوليو 2015
جيب بوش خلال حملاته الانتخابية (Getty)
+ الخط -
بدأ الجمهوريون حراكهم الالتفافي حول المرشح الرئاسي جيب بوش، في انتظار أن يُبرز قدراته الانتخابية في الأشهر المقبلة، بموازاة استيلادهم إجماعاً جمهورياً يقضي بإنهاء انتفاضة المرشح الرئاسي ورجل الأعمال دونالد ترامب، والذي يقود منذ أسابيع خطاباً متشدداً حول الهجرة وحماية الحدود الأميركية مع المكسيك.

مؤشر بداية الالتفاف حول جيب بوش، جاء من أثرياء الحزب الجمهوري، فقد تمكنت لجنة العمل السياسي الداعمة له من جمع مبلغ 103 ملايين دولار خلال الأشهر الست الأخيرة. وهذا الاحتياط المالي ستُبقيه اللجنة في جعبتها لاستخدامه نهاية العام على الأرجح، بغية استهداف أي منافس جمهوري لا يزال في السباق. والأهم من ذلك، شنّ حملة سياسية على المرشح الديمقراطي المقابل، لا سيما إذا كان هيلاري كلينتون.

وتُعدّ لجنة العمل الذراع السياسي لحملة المرشحين، فالقانون الأميركي لا يسمح بالتنسيق بين الحملة، المحكومة بضوابط سياسية ومالية، وبين لجنة العمل، والتي لا سقف محدداً لآلية تمويلها، إلا أن هناك تنسيقاً دائماً ومبطّناً بين الحملة واللجنة، يعمل وفقاً لمزاج الحملة وتوقيتها.

ويبني جيب بوش على رصيد غير مسبوق من الارتباطات العائلية مع النافذين والأثرياء في الحزب الجمهوري، وتمكن من جمع 9900 متبرّع للجنة العمل. كما أعلنت حملته أنها تمكّنت من جمع تبرّعات بقيمة 11.4 مليون دولار خلال 16 يوماً فقط من انطلاقها.

اقرأ أيضاً الجمهوريون في السباق الرئاسي الأميركي: عودة إلى التدخل الخارجي

مع العلم أن هيلاري كلينتون، تمكنت أخيراً من جمع مبلغ 45 مليون دولار لحملتها خلال ثلاثة أشهر، ولم تبدأ لجنة العمل التابعة لها بجمع التبرّعات جديّاً، لأن المرشحة الديمقراطية متوجسة من ترسيخ الصورة النمطية عنها على أنها "مقرّبة من الأثرياء". لكنها مع نهاية العام، قد تحتاج لكل مساعدة لوقف الحملات عليها، المُتوقع أن تكون شرسة مع تقدّم مراحل السباق الرئاسي.

وتأتي هذه الأخبار الإيجابية لحملة جيب بوش في توقيت مناسب، بعد التخبّط التي عانته في الأيام الأخيرة، بعدما صرّح خلال إحدى حملاته أن "على الأميركيين العمل ساعات أطول"، ما تسبّب بامتعاض الناخبين، إلى درجة اضطرت معه الحملة إلى التوضيح أكثر من مرة، أن "ما قصده مرشحها هو أن على العاملين بدوام جزئي، زيادة ساعات عملهم".

التقطت هيلاري الفرصة وغرّدت على حسابها على موقع "تويتر"، أن "أي شخص يعتقد أن الأميركيين لا يعملون بجهدٍ لم يقابل ما يكفي من العمال الأميركيين". وما ساعد جيب بوش على تجاوز هذا التعثّر الانتخابي، هو توجه كل الأنظار إلى ترامب هذه الفترة، بعد تصريحاته التي هاجم فيها المكسيكيين. واعتبر ترامب أنهم "يعبرون الحدود بطريقة غير شرعية، ويساهمون في أعمال العنف ويأخذون الأموال من الاقتصاد الأميركي".
وأثار هذا الكلام قلق قيادات الحزب الجمهوري، والتي تسعى جاهدة لكسب الصوت اللاتيني، والذي كان من أحد العوامل الرئيسية لخسارة المرشح الجمهوري ميت رومني أمام الرئيس باراك أوباما خلال الانتخابات الرئاسية عام 2012.

كذلك دفعت تصريحات ترامب رئيس الحزب الجمهوري رينس بريبوس، إلى الاتصال به طالباً منه تخفيف حدة الخطاب، في محاولة لاستيعابه، لا سيما أن استطلاعات الرأي تُشير إلى أنه في المركز الثاني خلف جيب بوش.

مع ذلك، بدأ كل المرشحين الجمهوريين استهداف ترامب، باستثناء السيناتور عن ولاية تكساس تيد كروز، بهدف إزاحته واحتلال المركز الثاني بعد بوش، لا سيما قبل أول مناظرة رئاسية عند الجمهوريين الشهر المقبل. وتكمن معضلة الحزب الجمهوري في التعامل مع ترامب، بما أنه لا يحتاج إلى تبرّعات مالية وليست عليه أي ضوابط ولديه دعم القاعدة المحافظة. لكن على الرغم من إصرار ترامب على أنه لا يخسر أموالاً كثيرة خلال حملته الرئاسية، إلا أن أعماله التجارية تعرّضت لنكسات متتالية، بعد تخلي شركاء عنه نتيجة تصريحاته حول المكسيك، لكن حتى الساعة لم تطاول هذه النكسات المصدر الرئيسي لثروته: العقارات.