تهدد مواسم الجفاف المستمرة، وزحف الأمراض النباتية في المغرب، بانهيار إنتاج عسل النحل، ما يؤدي إلى عدم تحقيق الأهداف التي وضعتها الحكومة قبل نحو 10 سنوات لتعزيز الإنتاج وتقليص الاستيراد.
ويتوقع منتجو العسل تراجعاً حاداً للإنتاج في العام الحالي، بسبب ضعف تساقط الأمطار، الذي أثر على النباتات التي يرعى فيها النحل، فيما تؤدي الحرارة المرتفعة في الصيف إلى تبخر الرحيق الذي يسعى وراءه النحالون في بعض المناطق.
يترقب حسن بلحاج، الذي يتولى تربية النحل بمنطقة الحوز وسط المملكة، تراجع إنتاج العسل في تلك المنطقة بحوالي 70 في المائة مقارنة بالعام الماضي.
ويشير النحال رشيد الفكيكي من منطقة الشرق، إلى أن المنتجين، يواجهون صعوبات كبيرة في تغذية النحل على النباتات في المنطقة، ما يفرض عليهم التنقل بين العديد من المناطق في المملكة من أجل العثور على مزارع تتوفر على نباتات يمكن أن يرعى عليها.
ويضيف أنه تنقل بمعية شركائه إلى عدة مناطق في شمال وجنوب المغرب، غير أنهم عادوا خائبين، حيث اكتشفوا، كما نحالين آخرين، أن الجفاف الذي شهدته تلك المناطق لم يساعد على توفير النبات التي يسعون إليها.
وينتج المغرب أنواعا مختلفة من العسل مثل الزقوم والزعتر والليمون والخروب والسدرة والحرمل، ما يدفع المربين إلى التنقل بين عدة مناطق بحثا عن الرحيق، غير أن مسعى العديد من المربين خاب في العام الحالي.
وما زال المغرب بعيداً عن بلوغ هدف إنتاج 16 ألف طن من العسل في أفق 2020، كما توقع المخطط الأخضر الذي يشير إلى السياسة الزراعية المتبعة منذ 12 عاما، فقد تجاوز الإنتاج في العام الماضي 7400 طن.
ولم يتطور الإنتاج في السنوات الأخيرة في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الخلايا إلى 500 ألف خلية في العشرة أعوام الأخيرة، بعدما كان في حدود 160 ألف خلية، حيث لم يكن إنتاج العسل يتعدى 4400 طن.
ولا يتعدى إنتاج الخلية ما بين 10 و15 كيلوغراماً، حيث يظل دون المستوى المسجل في بعض البلدان، حيث يتعدى 25 كيلوغراما.
وسعت الدولة عبر اتفاقية موقعة مع الفيدرالية المهنية المغربية لتربية النحل، إلى رصد أكثر من 165 مليون دولار بهدف تطوير قطاع تربية النحل وإنتاج العسل، حيث كان يفترض أن تساهم الفيدرالية بحوالي 90 في المائة في ذلك المبلغ.
ويبلغ الاستهلاك الفردي من العسل بالمغرب نحو 250 غراما في العام الواحد، حيث ما زال ضعيفا، خاصة بسبب ارتفاع الأسعار، قياسا بالقدرة الشرائية للأسر. ولا يغطي الإنتاج، حسب وزارة الزراعة والصيد البحري سوى 63 في المائة من الطلب المحلي.
ويقول الفني في القطاع الزراعي، ياسين أيت عدي، إن الصعوبات أمام بلوغ الهدف المحدد في 2020، تعود إلى التغيرات المناخية وتوالي مواسم الجفاف، وتقليص مساحة الغابة، وتعويض الأشجار المنتجة للعسل بأشجار منتجة للخشب، ناهيك عن الأمراض التي لا يتحكم فيها المربون.
ويعاني المربون، حسب أيت عدي، من الأمراض التي تعصف بالخلايا، مثل مرض "الفاروا"، حيث يتوقعون، في العام الحالي، الحصول من المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية على الأدوية التي تتيح محاصرة ذلك المرض الفتاك.