أكد رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، أن الجزائر تأمل في أن تنعكس نتائج الاجتماع الأخير بين العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تعديل الأسعار النفطية في الأسواق العالمية.
وقال أويحيى في مؤتمر مشترك عقده مع رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف الذي يزور الجزائر: "نحن نعول على نتيجة هذا الحوار، الذي جرى منذ فترة في موسكو، بين الرئيس بوتين والعاهل السعودي. والمواقف حيال عدد من الملفات والقضايا السياسية والاقتصادية الدولية متقاربة، بما في ذلك ملف أزمة أسعار النفط".
وتعاني الجزائر من أزمة مالية خانقة اضطرتها إلى اتخاذ قرار طبع إضافي للأوراق المالية، بسبب تراجع احتياطات الصرف وإفلاس صندوق ضبط الإيرادات. وفي وقت سابق قال أويحيى إن الحكومة تواجه صعوبة كبيرة في تدبير أجور الموظفين.
وأكد أويحيى خلال المؤتمر الصحافي المشترك، أن تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد يمر عبر تجند الشعب الجزائري، وتعبئة كل الطاقات لأجل عبور المرحلة.
بدوره، قال ميدفيدف "مواقفنا متقاربة حول المسائل المرتبطة بتقليص حجم إنتاج النفط"، مشيرا إلى أن "أسعار النفط تقع حاليا ضمن مستويات معقولة، ونحن نرى أن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها ما زالت سارية، وهي تسمح بالحفاظ على أسعار النفط ضمن حدود معقولة، ونتيجة لذلك، تتوفر إمكانيات إضافية لنمو الاقتصادات".
وتوجت زيارة ميدفيدف إلى الجزائر، والتي تعد الأولى من نوعها لوزير أول روسي منذ عام 1971، بالتوقيع على خمس اتفاقيات تعاون في مجالات الصحة والتكوين المهني والمحروقات والصناعة، وكذلك المجال النووي المدني بين المحافظة الجزائرية للطاقة الذرية ونظيرتها الروسية.
كما أعلن رئيس الحكومة الجزائرية فتح مفاوضات مع روسيا حول مشاريع تخص قطاعات المناجم والصناعة والفلاحة والتعليم العالي، حيث سيتم إرسال وفد يضم رجال أعمال جزائريين يمثلون شركات عمومية وخاصة لمواصلة المباحثات مع الشركات الروسية.
أما رئيس الوزراء الروسي، فاعتبر أن الاتفاقيات الموقعة تفتح آفاقا واسعة للتعاون في مجالات الطاقة والصناعة، لا سيما صناعة الأدوية وقال إن "البلدين مطالبان بالتعاون لتنويع الاقتصاد، والاتفاقيات الموقعة بين البلدين، في ما يخص إنتاج الحافلات والقطارات وهيكل السيارات في المصانع الروسية والتي ستوجه لمصانع تركيب السيارات بالجزائر، هي اتفاقات هامة جداً".