الجثث المجهولة تعود إلى بغداد وبراميل متفجرة فوق الفلوجة

17 يوليو 2014
جرائم الكراهية تحصد أرواح 16 عراقياً (كريم صاحب/Getty)
+ الخط -

عادت ظاهرة الجثث مجهولة الهوية، والملقاة في أحياء وشوارع العاصمة العراقية، إلى الواجهة مجدداً، مع إعلان مصادر طبية وأمنية عراقية، اليوم الخميس، عن العثور على 16 جثة في مناطق متفرقة من بغداد، قتلت رمياً بالرصاص، وألقيت في مكبات للنفايات وساحات عامة، من بينها جثة إمام وخطيب جامع، وثلاثة طلاب في جامعة بغداد.

وقال مسؤول أمني رفيع في الشرطة العراقية، رفض نشر اسمه، إن "ست جثث وجدت في حي أور في مدينة الصدر، بدت عليها علامات تعذيب وإطلاق رصاص في الرأس، فيما عثر على سبعة في منطقة الشعلة شمال غرب بغداد، بينهم إمام وخطيب جامع، يدعى محمد العبيدي، ومؤذن الجامع، وثلاثة طلاب جامعيين، اعتقلوا خلال توجههم لتسلم نتائج امتحانات نهاية السنة".

وأضاف أن "ثلاث جثث أخرى وجدت في حي العامل وسط بغداد، لشبان يدّعي ذووهم أنهم اعتقلوا من قبل الجيش، قبل يومين، خلال عملية دهم نفذت في نفس المنطقة".

وفي السياق، قال الطبيب في مستشفى الكاظمية العام في بغداد، حسين فالح، إن الجثث بدت عليها علامات تعذيب واضحة، وكانت معصوبة الأعين، ومكبلة.

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن المستشفى بات يستقبل، بشكل شبه يومي، جثثاً مجهولة، يتم التعرف عليها من قبل أهالي الضحايا، أو االشرطة.

من جهته، اتهم رئيس "منظمة السلام" المعنية بحقوق الإنسان، محمد علي، مليشيات منظمة، تحظى بدعم حكومي، بالوقوف وراء ظاهرة الجثث المجهولة.

وقال علي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الظاهرة القديمة ـ الجديدة، عادت بقوة بعد إطلاق الحكومة يد المليشيات في بغداد، ومن بينها "حزب الله" العراقي، و"عصائب أهل الحق"، ومليشيا "المهدي"، كون الجثث ترمى في مناطق تعتبر معاقل لها.

بدروه، قال القيادي في "التحالف الوطني"، جعفر الموسوي، إن "الحكومة الحالية مطالبة بفتح تحقيق في الموضوع، ولا سيما أن عدد الجثث في تصاعد". وأشار الموسوي إلى أن "التحالف الوطني" يستنكر هذه الجرائم، ويقف مع الضحايا وذويهم.

من جهته، اتهم القيادي في "تحالف متحدون"، خالد الدليمي، حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، بالتستر على تلك المليشيات ودعمها، من أجل إحداث تغيير ديمغرافي في بغداد، على أساس مذهبي.

وأوضح الدليمي، لـ"العربي الجديد"، أن "تحالف متحدون" قدّم معلومات للسفارة الأميركية، وبعثة الاتحاد الأوروبي، الموجودة حالياً في بغداد، حول تورط الحكومة بمساعدة مليشيات طائفية تقتل عراقيين على الهوية.

في هذه الأثناء، قتل 18 عراقياً، وأصيب 38، في تجدد القصف الحكومي على مدينة الفلوجة، بواسطة البراميل المتفجرة.

وقال رئيس الأطباء المقيمين في مشفى الفلوجة، أحمد الشامي، إن طائرات حكومية ألقت أربعة براميل متفجرة على أحياء الوحدة، المعلمين، الجولان، والضباط، وسط وشرق الفلوجة، ما أسفر عن مقتل 18 عراقياً، غالبيتهم نساء وأطفال.

بدوره، قال عضو المجلس المؤقت لإدارة مدينة الفلوجة، خالد الصالح، لـ"العربي الجديد"، إن جميع الضحايا مدنيون، ومن بين القتلى الثمانية عشر، سبعة أطفال وأربع نساء. وأوضح الصالح أن "المالكي بات يستخدم البراميل بشكل علني، على عكس الأسابيع الماضية، ونستعد لمقاضاته كمجرم حرب".