يكشف رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، في لقاءٍ مع "العربي الجديد" عن جملة من القضايا المستجدة على الساحة العراقية، من بينها مؤتمر لقوى معارضة فعّالة في بغداد الشهر المقبل، وهو الأول من نوعه برعاية أممية ودولية، فضلاً عن تناوله آثار الأزمة الخليجية على الوضع السياسي في العراق.
* هل كانت زيارتكم إلى قطر شخصية كما قيل؟ وما هو موقفكم من الأزمة الحالية في الخليج؟
لا على الإطلاق بل كانت ضمن دعوة رسمية للعراق وليس لقطر فقط بل لدول أخرى، لكن الزيارة تزامنت مع الأزمة الخليجية التي تعتبر مزعجة جداً وغير مناسبة، خصوصاً للعراق، فالأزمة انعكست بشكل غير محمود على الجميع لاندلاعها بوقت بدأ فيه المحيط العربي يتفهّم الملف العراقي ويهتم به بشكل إيجابي، في محاولة لمساعدة العراق وتعزيز وحدته بكل الطرق وبدأ حراك فعلاً، لكن الأزمة هذه أثرت على ذلك بالتأكيد.
* لماذا كل هذا الخوف مما بعد "داعش" وكأنها أخطر من هذه المرحلة؟
مرحلة الانتهاء من "داعش" بشكل كامل تحتاج إلى تضافر جهود الجميع من أجل وقف أسباب ظهور التنظيم، فضلاً عن تنفيذ برامج إعمار وتأهيل وإعادة النازحين لمدنهم وبسط الأمن وعدم تكرار الأخطاء التي كانت قبل هجوم "داعش" عام 2014.
* هل ستجري الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد العام المقبل؟
بالنسبة للانتخابات البرلمانية، ستجري في موعدها وليس لدينا نية لتأجيلها وسنعمل على إقرار قانون الانتخابات، لكن يجب علينا ألا نغفل أيضاً عن أن هناك مشاكل ما زالت قائمة، فلدينا مناطق غير محررة ولدينا مناطق محررة وأهلها لم يعودوا إليها. كما أن لدينا ملايين النازحين، وفي الوقت نفسه لدينا مشكلة أكبر وهي السلاح المستخدم بالعراق بشكل واسع خارج الدولة وحالة الإرهاب التي تحصل للسكان في بعض المناطق المحررة، بهدف الضغط عليهم لصالح جهات سياسية محددة، فضلاً عن حصول عمليات ترغيب وترهيب تؤثر على الانتخابات بشكل عام. وهذا كله يجب أن يزول حتى نكون بعدها مستعدين لإجراء انتخابات ديمقراطية حقيقية. وحالياً فإن المؤشرات الأولية تقول إن واقع الحال لم يعد ممكناً لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في سبتمبر/أيلول المقبل، ويمكن أن تحصل انتخابات بشكل مشترك للبرلمان ولمجالس المحافظات في يوم واحد مطلع العام المقبل.
* عقدت مؤتمرات كثيرة خارج العراق، هل في النية عقد مؤتمر في بغداد؟
أثمرت الحوارات مع الأطراف العراقية المتنوعة من ممثلي المناطق المحررة، والتي ستتحرر، عن توافق على ضرورة عقد مؤتمر جامع لهذه الشخصيات في بغداد. وبالفعل سيكون هناك مؤتمر منتصف يوليو/تموز المقبل وسيتم في هذا المؤتمر الإفصاح عن التوافق السياسي برعاية وعناية الدولة العراقية والأمم المتحدة والتفاهم الحاصل مع كل الشركاء والذين لا يمكن تجاهلهم. وهي المرة الاولى التي سيكون فيها مؤتمر جامع وفي بغداد، ومن يريد أن يعارض الحكومة عليه أن يتواجد في داخل العراق ويشارك في المؤتمر الجامع لممثلي المحافظات المحررة (الأنبار وبغداد ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى) في العاصمة بغداد منتصف الشهر المقبل، أو يعلن تأييده لمخرجات المؤتمر ببيان يصدره من داخل العراق أيضاً. ومن يرفض المشاركة تحت إطار الدولة لن يسمع منه أحد، وسيشارك في هذا المؤتمر رافع العيساوي وسعد البزاز وخميس الخنجر تحت رعاية الدولة وبمباركة إقليمية ودولية.
* بالنسبة للوضع العراقي مع واشنطن؟
سأزور الولايات المتحدة للقاء رئيس مجلس النواب الأميركي في النصف الثاني من الشهر المقبل، وسأحضر مؤتمر البرلمان الدولي الذي سيعقد في روسيا، ونحاول أن نوفق في علاقتنا مع الجميع، اليوم حاصلة ضمن أولوية المصلحة الوطنية.