كذلك شهد العام التاسع للثورة محاولة روسية لحسم الأمور عسكرياً، مع استغلال تراجع المواقف الدولية، وعدم الجدية في المضي بالعملية السياسية، فانقلبت موسكو على كل اتفاقياتها مع تركيا، وقادت النظام للقيام بعملية واسعة مكّنته خلالها من الاستيلاء على كل ريف إدلب الجنوبي ومعظم ريف حلب الغربي. وبسط النظام بذلك هيمنته على كل المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة وتقع شرقي الطريق الدولي حلب - دمشق، بالإضافة إلى بسط سيطرته على معظم المناطق التي كانت محسوبة على نفوذ المعارضة جنوبي الطريق الدولي حلب - اللاذقية.
واستغلت موسكو تخلي شركاء تركيا عنها في حلف شمال الأطلسي، وعدم اتخاذهم موقفاً جدياً إلى جانبها في مواجهة الانقلاب الروسي عليها، والذي وصل حدّ الإيعاز لقوات النظام بضرب نقطة تركية وقتل عناصرها، الأمر الذي سمح للروس بفرض اتفاق وقف إطلاق نار مبهم مع أنقرة، مكّنوا خلاله قوات النظام من الحفاظ على المناطق التي استولت عليها، على الرغم من الحشود العسكرية التركية الضخمة في إدلب، وكل التهديدات التركية للنظام بالانسحاب إلى حدود المناطق التي تقدّم منها.
ولكن على الرغم من كل التقدّم العسكري الميداني الذي قادت روسيا النظام لتحقيقه، إلا أن موسكو لم تتمكّن حتى الآن من الحسم النهائي من خلال القوة العسكرية، إذ لا تزال القضية السورية في انتظار تحرك دولي جدي، يفرض حلاً سياسياً وفق قرارات الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي لا يزال غير واضح في المدى المنظور.