التونسيون يهاجمون "حياتو" على مواقع التواصل الاجتماعي

02 فبراير 2015
(Getty)
+ الخط -


عادةً ما تنشغل مواقع التواصل في تونس بالأمور السياسيّة، لكنّ قطب الاهتمام فيها في اليومين الماضيين كان الأحداث الرياضية والهجمات على الاتحاد الأفريقي لكرة القدم ورئيسه عيسى حياتو.

وإثر مقابلة الدور ربع النهائي لكأس الأمم الأفريقية؛ والتي جمعت المنتخب التونسي مع منتخب البلد المنظم غينيا الاستوائية، وضربة الجزاء الخيالية التي منحها الحكم الموريسي سيشورن للمنتخب المحلي في الوقت البديل، الأمر الذي حرم المنتخب التونسي من فرصة الترشح للدور نصف النهائي، شهدت مواقع التواصل في البلاد حملةً على رئيس الكنفدرالية الأفريقية لكرة القدم الذي اعتبرته الصفحات المسؤول الأول عن خروج المنتخب التونسي.

ودعا بعض المستخدمين إلى "ثورة داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم"، من شأنها الإطاحة بعيسى حياتو، والذي يتولى إدارة الكرة الأفريقية منذ ما يزيد على العشرين سنة، ووصل الأمر بالبعض إلى التبرؤ من الانتماء الأفريقي والدعوة إلى "غلق الأبواب أمام الأفارقة ومعاملتهم بمثل المعاملة السيئة التي عومل بها المنتخب التونسي".

ونشرت الصفحات صوراً لرئيس الاتحاد الأفريقي مع تعليقات ساخرة حول شخصه. لكن أخطرها كانت تلك التي تحضّ على العنصرية، وهو ما جعل البعض من الناشطين الإلكترونيين يدعون إلى عدم الانسياق وراء هذا التيار الخطير، نتيجة لقرار حكم أخطأ أو انحاز للبلد المستضيف للدورة.

هذا الأمر، أكده الإعلامي الرياضي التونسي المعروف منذر الجبنياني، عبر مشاركة على حسابه على "فيسبوك"، كتب فيها: "المقترح هو تخصيص عنوان يومي في كل صفحة وبرنامج رياضي: أقيلوا الفاشل عيسى حياتو... لكن لا تتركوا العنصرية تعمي القلوب. فنحن أفارقة، وأفريقيا لا يمكن حصرها في حكومات ظالمة وطبعا هياكل قارية تشبهها، وتحرِّكها مراكز قرار عالمية ولكم في علاقة بلاتر بعيسى حياتو خير دليل على ذلك".

وكتبت رجاء بن سلامة على صفحتها "منذ يومين كتبت عن العنصريّة ضدّ السود في تونس. هناك من اعتبرني مجنونة، إضافة طبعا إلى المواقف العنصريّة الصّريحة، اليوم تلاحظون أنّ تساؤلي كان في محلّه، عندما ترون انفلات هذه العنصريّة من عقالها بسبب مباراة كرة قدم، حتّى وإن كان الحكم في المباراة ظالما أو فاسدا".

هذا الضغط على الشبكات الاجتماعية دفع بعضوين من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم؛ وهما التونسيان وديع الجريء وشهاب بلغربية إلى الاستقالة من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، كما تفاعل معها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، الذي اتصل برئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وعبّر له عن غضبه تجاه ما حصل للمنتخب التونسي، معتبرًا ذلك مسًا من كرامة شعب بأكمله، وداعيًا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من أجل تتبع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم المسؤول الأول عن هذه المهزلة التحكيمية.

المساهمون