التنجيم التلفزيوني... مزاعم ومصادفات

21 اغسطس 2020
ماغي فرح دخلت اللعبة من خلال "علم الفلك" (LBCI)
+ الخط -

قراءة الطالع والكف والفنجان والتوقعات والأبراج، ممارسات باتت تستحوذ على اهتمام مجموعة كبيرة من الناس، نظراً لما تُثيره من اهتمام وفضول وسعي إلى معرفة الناس ما يخبئه المستقبل وعلم الغيب. على الرغم من الانتقادات الشديدة التي تواجه المنجمين في لبنان والعالم، تُصر المحطات التلفزيونية على استضافة هؤلاء مع كل حدث أمني أو سياسي.

قبل سنوات، عادت ظاهرة التنجيم واستقراء الطالع والمستقبل لتغزو الشاشات اللبنانية. وسيلة أخرى يستغلها أصحاب المحطات التلفزيونية لاستقطاب الجمهور وتحقيق أعلى نسبة مشاهدة، وسط منافسة حادة يسوقها أصحاب المحطات أنفسهم متسلحين بالإحصاءات التي تثبت أن الجمهور يتابع تلك البرامج.

مع الوقت، أصبح لكل محطة تلفزيونية في لبنان منجم خاص، منهم من يعمل يومياً، مثل مايك فغالي على "أو تي في" OTV، وسنوياً مثل ميشيل حايك على "أم تي في" MTV. عام 2010، استغلت ليلى عبد اللطيف الإعلام بعد مقابلة أجريت معها لصالح إحدى الإذاعات، وسؤالها عن بعض التوقعات. ومن وقتها، طابت الفكرة لعبد اللطيف التي استطاعت أن تقنع أصحاب الإذاعات وبعض الشاشات بضرورة استضافتها بشكل دوري لما تحمله توقعاتها من اهتمام للمشاهد.

إعلام وحريات
التحديثات الحية

عام 2015، قررت محطة "أل بي سي آي" LBCI اللبنانية تخصيص برنامج شهري لعبد اللطيف عنوانه "التاريخ يشهد". هدف البرنامج السعي والترويج لتوقعات ليلى عبد اللطيف التي تخضع حلقتها لعملية مونتاج متقنة. عامان وعبد اللطيف تظهر بشكل شهري على الهواء مباشرة، حتى استغنت المحطة عن توقعاتها، وأوقفت البرنامج، بعد انتقادات شديدة. في وقت لم تستغن باقي المحطات عن استضافتها، وهي تواصل حتى اليوم ظهورها للحديث عن توقعات تشكل مادة دسمة لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

ويستهلك شريط توقعات ميشيل حايك نفسه عبر المنصّات ومواقع التواصل الاجتماعي عند كل حدث كبير. أخيراً وُزع فيديو لا يتجاوز الدقيقة لحايك يقول فيه: "أم المعارك في مرفأ بيروت والنار تحت الرماد". ست مفردات كانت كافية لإقناع المتابعين بمصداقية حايك بعد ثمانية أشهر من "التوقع" وانفجار المرفأ في لبنان 4 آب/ أغسطس الحالي.

الإعلامية ماغي فرح لم توفر نفسها من الظهور في هذه المرحلة أيضاً لتثبت مصداقيتها، كون ما تناولته في كتابها حول توقعات الأبراج والأحداث 2020 تحقق مع انفجار المرفأ بعدما أقرت فرح بأن التاريخ الممتدد ما بين 31 يوليو/تموز، والثامن عشر من أغسطس/آب سيشهد خطورة ودقة استثنائية في العالم.

بحسب فرح، لا يمكن الجزم أين ستكمن الكارثة؛ فهي تعتمد على حسابات فلكية وحركة الكواكب، لكن انفجار مرفأ بيروت لم يكن حدثاً عادياً. لا يمكن أن يتعلق الاهتمام بعلم الغيب أو التوقعات بالمستوى العلمي أو الثقافي للمتابعين. لكن في لبنان تحوّل الأمر إلى ثقافة تلفزيونية تشاطر الأحداث المتسارعة، لاستقطاب الناس وتنامي الفضول المتبادل بين المحطات وبين الجمهور. عادات تبقى من دون مراعاة العوامل النفسية التي قد يتسبب بها "استلهام" أو توقع سلبي على المتابع.

المساهمون