وتتوقّع مصادر عسكرية، أن يتم تعيين قائد القوات البرية، خلوصي أكار، رئيساً جديداً لهيئة الأركان، خلفاً للرئيس الحالي، الجنرال نجدت أوزال، الذي ينهي خدمته مع منتصف أغسطس/آب الحالي. وقد تكون هذه التعيينات حافزاً إضافياً لزيادة الدعم الأميركي لتركيا في حربها على الجماعات المتطرفة، إذ تشير المعلومات إلى أنّ الجنرال أكار يتمتع بشعبية أميركية كبيرة. كما تشير المصادر إلى أنّه سيتم اتخاذ قرارات بشأن الترفيعات الجديدة للضباط، وإحالة البعض على التقاعد، وأيضاً اتخاذ عقوبات بحق عدد من الضباط، إذ يمتلك المجلس صلاحيات واسعة بهذا الشأن، تصل إلى حد الطرد من الجيش.
وتلفت المصادر إلى أنّ الاجتماعات ستشهد أيضاً نهاية ولاية ثلاثة من كبار الضباط، وهم رئيس هيئة الأركان وقائد القوات الجوية وقائد قوات الجندرمة. وبينما يتوقع خبراء عسكريون تمديد ولاية قيادات القوات الجوية والجندرمة، أعلن أوزال بأنه سيسلم منصبه لخليفته بعد إعلان قرارات مجلس الشورى العسكري ولن ينتظر نهاية ولايته في منتصف الشهر الحالي. وكان أوزال قد بدأ بزياراته الوداعية البروتوكولية الخاصة في هذا الشأن، وكان أهمها، الزيارة التي قام بها إلى قيادة حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة، نهاية شهر يوليو/تموز الماضي.
كما تنتهي ولاية قائد القوات الجوية، الجنرال أوزتورك هذا العام أيضاً، وقد استلم منصبه عام 2013. وفي ظلّ الحملة الجوية التي يقودها الجنرال أوزتورك على كل من "العمال الكردستاني" و"داعش"، يتوقع الخبراء أن يتم التمديد له لمدة عام واحد، وإلّا فإنّ قائد قوات الدفاع الجوية في قاعدة إسكيشهير الجوية، الجنرال عابدين أونال، سيكون المرشح الأبرز لخلافته في المنصب.
وتعاني البحرية التركية من نقص واضح في تعداد الجنرالات ذوي الرتب العالية، خصوصاً بعد التسريحات التي طاولت عدداً كبيراً من الضباط في كل من قضيتي "الإرغنكون" و"المطرقة"، وكان معظمهم من القوات البحرية. لذلك تتوقّع مصادر مطلعة على الاجتماعات، أن يتم التمديد لقائد القوات البحرية الحالي لمدة عام واحد، بينما سيتم ترفيع نائب قائد البحرية، فيصل كوسيلي إلى رتبة إدميرال ليتسلم قيادة القوات البحرية العام المقبل.
وتشير المصادر إلى أنّ من بين أهم المواضيع التي ستتم مناقشتها خلال اليومين المقبلين، وضع القوات المسحلة التركية خلال العمليات التي تشنّها على "العمال الكردستاني"، والتنسيق مع القوات الأميركية خلال العمليات ضد "داعش"، والتي من المتوقع لها أن تتصاعد خلال الأيام المقبلة.
اقرأ أيضاً: تركيا تعلن مناطق أمنية في ولايات محاددة لسورية
وتلفت المصادر إلى أنّه سيتم خلال الاجتماعات تحديد مصير الضباط الكبار الذين تم اتهامهم وإدانتهم في قضيتي "الإرغنكون" و"المطرقة"، بعدما تمت تبرئتهم وإسقاط التهم الموجهة إليهم. لكن تمّ تعليق ترقيتهم، في وقت سابق، بناء على هاتين الدعوتين، ويبلغ عددهم 46 ضابطاً، معظمهم من القوات البحرية. وتشير التكهنات إلى أن اجتماعات هذا العام، ستشهد قرارات بطرد بعض الضباط من الجيش من المتهمين بالانتماء إلى الكيان الموازي أو حركة "الخدمة" بقيادة الداعي فتح الله غولان.
الجدير بالذكر، أنّ رئيس هيئة الأركان، نجدت أوزال (مواليد عام 1950)، تخرّج من كلية الحرب التركية عام 1980، ليتولى عددا من المهام والمناصب ضمن القوات الجوية، قبل أن يصبح الضابط المسؤول عن إدارة مكتب خطط العمليات في قوات حفظ السلام التركية في جزيرة قبرص. وأصبح بعدها قائداً لجيش إيجة بين عامي 2007 و2008، ومن ثم قائداً للجيش الثاني التركي بين 2008 و2010. وبعدها، تسلّم قيادة الجندرمة التركية لعام واحد، وانتقل إلى قيادة القوات البرية التركية لمدة خمسة أيام، قبل أن يتم ترفيعه لتولي رئاسة الأركان عام 2011.
وتعتبر عملية "شاه فرات" التي أجراها الجيش التركي في الأراضي السورية، من أهم العمليات التي قادها أوزال. كما تداولت أحاديث، في الفترة السابقة، عن معارضة أوزال الشديدة للتدخل التركي في الحرب الدائرة في سورية.
أمّا الجنرال خلوصي أكار (مواليد عام 1952)، فقد تخرّج من أكاديمية الحرب البرية التركية عام 1972. وتدرّج في مختلف المناصب العسكرية، ليتولى في أغسطس/آب 2013 قيادة القوات البرية. يتمتع أكار بعلاقات متينة مع القيادات العسكرية الأميركية، في ظل التنسيق التركي الأميركي، بعد اتفاق الطرفين على الحرب ضد "داعش".
بدت شدة علاقات أكار مع الأميركيين واضحة خلال الزيارة التي قام بها إلى واشنطن، بداية العام الحالي، بدعوة من وزارة الدفاع الأميركية لتكريمه من قبل قائد القوات البرية الأميركية، الجنرال راي أوديرنو. ومنحه أرفع الأوسمة الأميركية، وهو وسام الاستحقاق الأميركي، في حفل مهيب حضره أكثر من مائة جنرال أميركي من أعلى الرتب. ويعود التكريم إلى الدور الكبير الذي قامت به قيادة أكار العسكرية في المسرح السوري، والذي سمح بتعاون مكثف بين القوات التركية الخاصة والقوات الأميركية. وبذلك يصبح أكار الجنرال التركي الثاني الذي يتم منحه وسام الاستحقاق من قبل وزارة الدفاع الأميركية بعد الجنرال يشار بويوكانت عام 2005.
وإن تم تعيين أكار، فسيستمر في قيادة أركان الجيش التركي لمدة أربع سنوات أخرى. ويعتبر قائد جيش إيجة المسؤول عن القوات التركية في قبرص، الجنرال غالب ميندي، من أبرز المرشحين لخلافته في قيادة القوات البرية. كما يعد أكار أحد أهم الجنرالات المقربين والموثوقين بالنسبة للحكومة التركية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ولطالما تم انتداب أكار لحضور أهم الاجتماعات العليا على المستوى العسكري مع الحلفاء، وكان آخرها اجتماعات قيادات التحالف الدولي ضد "داعش"، التي جرت في الرياض.
كما يتمتع أكار بعلاقات جيدة ضمن الجيش التركي، بما في ذلك الجنرالات الذين تمت إدانتهم في قضية "المطرقة"، إذ كان أكار أول وأعلى رتبة عسكرية قامت بزيارة الضباط في سجن ماماك العسكري في العاصمة أنقرة، خلال عيد الفطر في أكتوبر/تشرين الأول 2013، أي بعد أيام من قبول المحكمة الدستورية العليا الطعون التي رفعها الضباط في الأحكام الموجهة ضدهم.
اقرأ أيضاً: المنطقة التركية "الخالية" تنتظر الدعم الأميركي