هل يمكن أن يؤخذ الرجل جدياً، إذا ما اشتكى من تحرش امرأة جنسياً به، خصوصاً من جهة رئيسته في العمل؟
يعرض موقع صحيفة "نيويورك بوست" في تقرير له شكوى قدمها أحد قرائه الأميركيين بهذا الخصوص. يقول فيها إنّ رئيسته في العمل تتصرف كديكتاتورة وتخلق بيئة عمل عدائية، كما لا تتوانى عن التحرش بمن تريد من موظفيها، خصوصاً عن طريق الألفاظ الجنسية والشتائم والإشارات الجنسية. كذلك تصطنع جواً من الخوف والتهويل بالصراخ مراراً وتكراراً أنّها "الأكثر رجولة في الشركة".
يشير التقرير إلى أنّ المتعارف عليه غالباً أن تكون شكوى التحرش والإعتداء الجنسي، صادرة عن امرأة ضد رجل لا العكس. ولا يمكن أن يعترف كثير من الناس بتحرش امرأة برجل، بل سيعتبره معظم الرجال لهواً إضافياً جيداً ومفيداً للرجل الذي يتعرض له. بل قد يتمنى بعضهم أن يكون في مثل هذا الموقف "المثير".
ويتابع التقرير أنّ التحرش الجنسي بمختلف أشكاله، قد يكون من عناصر بيئة العمل العدائية. ومع ذلك، فإنّ تلك البيئة لا تعني بالضرورة وجود التحرش الجنسي فيها. فتلك البيئة فيها أنواع عديدة من التضييق على قدرة الموظف على أداء عمله كما يجب.
من جهتهم، يندر أن يشتكي الرجال من تعرضهم للتحرش الجنسي. فبينما يرحب البعض بذلك، يعارض آخرون، خصوصاً إذا لم تكن لديهم أيّ رغبة أو ميل إلى المرأة المتحرشة. لكنّهم مع ذلك، يخجلون من رفع صوتهم تجاه التحرش، ويكتفون بعدم التجاوب مع المتحرشة، نزولاً عند أعراف اجتماعية وقوالب نمطية تعرّف المتحرَّش به على أنّه أنثى غالباً.
ومع ذلك، يرفع بعض الرجال صوتهم من حين إلى آخر، رغم عدم التجاوب الكبير معهم اجتماعياً وحقوقياً. وقد شهدت السنوات الأخيرة تأسيس أكثر من جمعية وحملة خصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي ضد "التحرش الجنسي بالرجال". لكنّ نصيب تلك الحملات كان السخرية في معظم الأحيان، أو اللامبالاة في أفضلها.