التحريض ضد فهمي هويدي لوصفه مشروع قناة السويس بـ"التفريعة"

21 يوليو 2015
مصر تلجأ للتبرعات في افتتاح قناة السويس (أرشيف/Getty)
+ الخط -

شنّ مؤيدون لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حملةً على الكاتب الصحافي المعروف، فهمي هويدي، عقب وصفه مشروع قناة السويس الجديد المقرر افتتاحه يوم 6 أغسطس/آب بـ"التفريعة"، بل أن البعض طالب بمحاكمته وسجنه، في حين اعتبر آخرون مقال الكاتب مدفوع من قبل جماعة الإخوان المسلمين.

وكان الكاتب الصحافي قد وصف مشروع قناة السويس الجديد بـ" التفريعة"، وأيد عدد من الخبراء في تصريحات لـ"العربي الجديد" ما ذهب إليه هويدي بالقول إن مشروع قناة السويس عبارة عن "تفريعة" وليس قناة سويس جديدة كما يذكر الاعلام الرسمي على مدى عام كامل، وذلك لكون مساحتها لا تتعدى 32 كيلو متراً، في حين أن طول القناة الطبيعي يقترب من 200 كيلو متراً.

واعتبر فهمي في مقال صحافي، نشره أول أمس الأحد بعنوان :" الضجيج لا يحدث هيبة"، أن إقامة حفل أسطوري لافتتاح قناة السويس، ينال من هيبة الوطن، مضيفاً "يظل السؤال الصعب هو كيف يمكن أن يعطى الإنجاز حقه بحيث يحتفى به بالقدر الذى يستحقه من الاحترام والاحتشام.. علمًا بأن الضجيج لا يحدث هيبة، وأن التاريخ لا تكتبه ولا تخدعه مقالات الصحف أو تهويلات البرامج التليفزيونية، لأن العدل أساس الملك".

إلى ذلك، شنّ ناشطون مقربون من نظام السيسي على مواقع التواصل الاجتماعي حملة شديدة على هويدي، مطالبين بمحاكمته بسبب مقاله، في حين اعتبر آخرون أنّ هويدي مدفوع من جماعة الإخوان لكتابة المقال سالف الذكر.


وتبلغ تكلفة مشروع قناة السويس الجديد 8 مليارات دولار، وتم تمويله عبر شهادات استثمار تم طرحها على المصريين في اكتتاب عام.

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. ممدوح حمزة يفضح دولة الفساد العسكرية في مصر

وقارن هويدي في مقاله بين احتفالي كل من افتتاح قناة السويس في عهد الخديوي إسماعيل والسد العالي في عد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فيما قال إن إعلان نظام السيسي عن افتتاح قناة السويس الجديدة في السادس من أغسطس/آب القادم، يعد "إعلان عن افتتاح تفريعة".

وأضاف: "لا أعرف من الذى أفتى بأن هيبة مصر تقتضى إقامة حفل أسطورى لإبهار العالم فى مناسبة افتتاح تفريعة قناة السويس.. لكن الذى أفهمه أن الإسراف والبذخ فى هذه المناسبة فى الظروف التى تمر بها مصر، ينالان من الهيبة وينطبق عليه المثل القائل بأن كل ما زاد عن حده انقلب إلى ضده".

وتابع: "تقول مراجع التاريخ إن الخديوى إسماعيل حين تولى السلطة فى عام 1863 كانت ديون مصر 11 مليونا و160 ألف جنيه، وعندما عزل عام 1879 كانت قيمة الديون 126 مليونا و354 ألفا و360 جنيهاً.. وهو السفه الذي أراد به لمصر أن تصبح قطعة من أوروبا، التى تعلق بها منذ أمضى سنتين في فرنسا.. وبسبب بذخه فإنه أغرق البلاد في الديون التى انتهت بإخضاع مصر للوصاية المالية الغربية وباحتلالها من قبل بريطانيا عام 1882".

كما اعتبر هويدي أنّ "أمامنا نموذجين إذن، أن نحتذى حذو الخديوى أو نسلك درب عبدالناصر، رغم ان استكمال حفر التفريعة أكثر تواضعا من شق القناة أو إقامة السد.. وأخشى أن يكون ذلك الشعور هو الذى يدفع المعنيين بالأمر فى مصر إلى المبالغة فى تصوير الحدث سواء لإبهار الأجانب أو لإقناع المصريين بأن بلدهم ولد من جديد.. وللإنصاف فإن المبالغة إذا كانت محلا للاستنكار والاستهجان، فإن التهوين من شأن الحدث يظلمه ويبخسه حقه فى التقدير والانجاز".

وأعلنت السلطات المصرية حالة التأهب القصوى، على المستويين، الأمني والتنفيذي؛ استعدادًا لافتتاح قناة السويس الجديدة.

وكانت مصادر حكومية، قالت لـ"العربي الجديد"، إن وزارة المالية المصرية تواجه صعوبات في تدبير الموارد المالية لتنظيم حفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديد المحدد له يوم 6 أغسطس/آب المقبل، والذى سوف يتعدى 30 مليون دولار.

ودشنت الحكومة المصرية حسابا بعنوان "فرحة مصر" للمشاركة في تمويل حفل الافتتاح، إلا أن التبرعات لم تكن على المستوى المطلوب، حسب المصادر، ولم تحدد الحكومة حجم المبالغ التي تم التبرع بها.

وأعلن عدد من رجال الأعمال بالتبرع لحفل الافتتاح، منهم، ياسين منصور، الذى تبرع بمبلغ 25 مليون جنيه 3.2 ملايين دولار).

وأعلنت الحكومة المصرية، في سبتمبر/أيلول الماضي، عن طرح شهادات استثمار مدتها 5 سنوات بفائدة 12% سنوياً، لتمويل حفر تفريعة جديدة للقناة وتوسعة وتعميق المجرى الموجود بطول 72 كيلومتراً.

وجمعت الحكومة نحو 64 مليار جنيه (8.3 مليارات دولار)، لتنفيذ المشروع عبر طرح شهادات استثمار في المصارف أمام المواطنين في سبتمبر/أيلول 2014.

 
اقرأ أيضاً:
مصر تواجه صعوبات في تدبير نفقات افتتاح قناة السويس
قناة السويس.. وتساؤلات الساعة

المساهمون