التحدي الكبير

07 ابريل 2015
البرنامج ببساطة، مسابقة مدرسية تلفزيونية (عن الإنترنت)
+ الخط -

عاد برنامج "التحدي الكبير" إلى الظهور مجدداً على شاشة تلفزيون لبنان (التلفزيون الرسمي) الصيف الماضي، بالترافق مع حركة التجديد في واحدة من القنوات العربية الرائدة.

لطالما عانى تلفزيون لبنان من تدخل السياسيين، خصوصاً خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وما بعدها. ودائماً كان التدخل بعد الحرب، لصالح الشاشات الأخرى التابعة للسياسيين. بينما حاول بعضهم الاستيلاء عليه في مراحل عديدة. فتقلصت حصصه الإعلانية وحقوقه الحصرية، وصولاً إلى إقفاله في فبراير/شباط 2001، وطرد موظفيه، وإعادة افتتاحه بعدها بأشهر، لكن بموازنة حكومية ضئيلة.

حركة التجديد الأخيرة تأتي في إطار إعادة التلفزيون إلى الواجهة. وبالرغم من أنّها تعتمد على الأرشيف الغني للتلفزيون، خصوصاً في مسلسلات الأبيض والأسود، فإنّ الإنتاج الخاص يعاود الظهور أيضاً. ومن ذلك برنامج "التحدي الكبير".

البرنامج ببساطة، مسابقة مدرسية تلفزيونية. فيها يتبارى تلاميذ وطلاب مدارس لبنان وثانوياتها ومعاهدها الفنية، في منافسات تشمل أسئلة علمية وثقافية في كافة المجالات المدرسية.

أما إجابات المتبارين الذين يتأهلون مع كلّ فوز إلى مرحلة متقدمة، فتستند إمّا إلى الحفظ أو التحليل، بالترافق مع سرعة البديهة والعمل الجماعي داخل كلّ فريق من خلال تشاور الأعضاء قبل الإجابة.

يكثر في لبنان منذ فترة طويلة، قد تعود إلى بداية التسعينيات، عرض البرامج التي تتطلب تفاعل المشاركين. ومنها برامج المواهب الغنائية. ويكثر المشاركون فيها حتى يخال لك أنّ لبنان يفتقر إلى هذا النمط من المغنين. وهم كثر جداً وما زالت البرامج تخرّج على شاكلتهم كلّ عام. وما زالت الشاشات اللبنانية تفرّخ أنماطاً جديدة من تلك البرامج.

ومن تلك البرامج التفاعلية أيضاً ما يستند إلى الاتصالات الهاتفية، فتعرض جوائز كبرى وتغرق المشاهدين في أحلام الحصول على سيارات ومجوهرات ومبالغ مالية. وتلقى تلك البرامج رواجاً، وتؤمّن للشاشة مصدرين للدخل، الأول من الاتصالات الهاتفية، والثاني من الإعلانات التي ترتفع أسعارها في بعضها.

ومن البرامج المعروفة أيضاً انتخاب ملكات الجمال. تلك المسابقات الاستهلاكية التي تتفانى القنوات في الترويج لها على أنّها "الوجه الحضاري للبنان".

الغريب أنّ برنامجاً مثل "التحدي الكبير" لا يحظى بدعاية تناسب أولويته كبرنامج علمي ثقافي يسعى لترسيخ مبادئ المواطنة.

ربما يحتاج البرنامج لتطوير بدوره. ويحتاج المشاركون فيه لتحضير أكبر. لكنّه مع ذلك يعكس وجهاً آخر بعيداً عن "مسخرة" البرامج السائدة.. وجه حضاري حقيقي.
المساهمون