08 يونيو 2019
التأسيس لرأي شعبي عراقي
جاسم الشمري
حينما تتشابك الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، نتيجة السياسات الخاطئة، يحاول الأخيار البحث عن حلول منطقيةٍ وعقلانيةٍ للخروج من المأزق، والإمساك بخيوط الإنقاذ، حتى لو كانت ضعيفة، لأنهم ينظرون إلى الحياة نظرة شاملة، وحكيمة، ولا يسعون إلا لترميم الخراب وتدارك الفشل، وتصحيح المعوّج.
تزداد المشكلة العراقية المركبة اليوم تشابكاً وتعقيداً، حتى وصل الأمر لدى بعض المراقبين إلى القول إن العراق سائر نحو التقسيم والتشظي، لا محالة.
الصورة الظاهرة لأبسط المتابعين هي بلاد يأكلها التناحر السياسي، والعسكري، وضريبة ذلك أن البلاد وصلت إلى أن تُذكر، ومنذ سنوات متوالية، ضمن الدول الفاشلة في الجوانب كافة، وهذا ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه.
في وسط زحمة المؤامرات الداخلية والخارجية، والعتمة المطبقة، نحاول أن نتلمس بعض الحلول التي ربما تقودنا إلى بر الأمان، أو الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها من التشظّي والضياع، وتدعم الأخيار في وقوفهم بوجه المشاريع التقسيمية التدميرية.
وأظن أن من أهم الحلول الرجوع إلى الأسس المتينة، أو القواسم المشتركة المتفق عليها بين العراقيين، والسعي إلى تأسيس رأي عام شعبي، يمكن أن يستند إلى المفاهيم الآتية:
- الحفاظ على وحدة الروح المجتمعية، قبل السعي إلى الحفاظ على الجغرافيا، لأن الفكر الوحدوي، أو التقسيمي، أشد تأثيراً ووطأة من حقائق الأرض والجغرافيا، سلباً وإيجاباً.
- تشجيع التكاتف الشعبي لإجهاض المشاريع السياسية القائمة على الطائفة والمذهب، والسعي إلى كشف هذه المحاولات التي يحاول دعاتها الوصول إلى أهدافهم الشخصية والحزبية باسم الطائفة والمذهب، لأنهم يعلمون، بحكم التجربة، أثرها في نفوس عموم المواطنين.
- تقوية التلاحم الشعبي لتجميد (أو تكميم) السياسات الداعية إلى تجزئة الوطن بحجج واهية، والوقوف بوجهها بالحجة والمنطق، والابتعاد عن مظاهر المواجهات، التي ربما تُجهض المشروع، وتعطي المبرّر للأشرار لنحره، والقضاء على دُعاته.
تحتاج هذه الخطوة جهوداً شعبية، غير رسمية، تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف عبر التثقيف لهذه الفكرة الجامعة في البيوت والدواوين العشائرية والمناطقية والمقاهي والأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية، وفي وسائل النقل العام، وفي وسائل الإعلام المتنوعة؛ عبر المحاضرات المباشرة، أو الملصقات التي توزع في عموم أماكن تجمع المواطنين.
الغاية من هذا المشروع هي الوقوف بحزم وذكاء بوجه المشاريع المناهضة لوحدة العراق التي يعمل عليها بعض السياسيين والحزبيين، لأن تقسيم العراق إضعاف للوطن. وفي المحصلة، لن تتمكن الأوطان الضعيفة من مجاراة الدول الأخرى، ولأن الشتات والتقسيم، وبالذات للبلدان غير الكبيرة أصلاً، لا يمكن أن يكون من عوامل البناء والمضي في طريق التطور العلمي والاقتصادي، بل، على النقيض من ذلك، إذ ستكون تلك الدول، أو الأقاليم المشتتة، أرضاً خصبة لمشاريع الدول القوية الطامعة، وما أكثرها.
لن يسلم المشروع من مكائد أصحاب المشاريع المضادة، وربما سيتعرّض أصحابه ودعاته للمضايقات المختلفة، وهذا الحال متوقع مع عموم المشاريع الوطنية، أو الإصلاحية؛ لأن صراع الخير والشر قائم منذ بداية الخليقة.
المؤامرات المستمرة ضد العراقيين دقيقة ومحبوكة بعناية وفكر كبيريْن، وربما صرنا نسمع أصواتاً شاذة مؤيدة لهذه التوجهات هنا، أو هناك، لأن مصالحها تتواءم مع الأوضاع الشاذة، والأمن الهش.
الرهان على وعي العراقيين هو الذي يدفعنا إلى التمسك بهذا المشروع، أو بهذا الأمل، لأن التجارب السابقة علمتنا أن إرادة العراقيين أقوى وأصلب من مشاريع التفتيت الغريبة عن البنية المجتمعية العراقية. وتدفعنا خبرات العراقيين المتراكمة إلى الاطمئنان بأن مصير هذه المخططات مزابل التاريخ المليئة بالخونة والعملاء وبالمشاريع الفاشلة التي دمرتها إرادة الشعوب الحرة، ومنها الشعب العراقي.
الذين يظنون أن التغيير يكون فقط بيد القوى الرسمية، أو من يمتلكون القوة، أعتقد أنهم واهمون، بل وغارقون في الوهم؛ لأن الشعوب، أو المواطنين هم الأساس الذي تقوم عليه الدول، وبحسب قوة هذا الأساس، تكون قوة الدولة، أو ضعفها.
لن يخطو العراق في الاتجاه الصحيح، إلا بمشاركة فاعلة من عموم المواطنين، وهذا ما نطمح له ونحلم به.
تزداد المشكلة العراقية المركبة اليوم تشابكاً وتعقيداً، حتى وصل الأمر لدى بعض المراقبين إلى القول إن العراق سائر نحو التقسيم والتشظي، لا محالة.
الصورة الظاهرة لأبسط المتابعين هي بلاد يأكلها التناحر السياسي، والعسكري، وضريبة ذلك أن البلاد وصلت إلى أن تُذكر، ومنذ سنوات متوالية، ضمن الدول الفاشلة في الجوانب كافة، وهذا ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه.
في وسط زحمة المؤامرات الداخلية والخارجية، والعتمة المطبقة، نحاول أن نتلمس بعض الحلول التي ربما تقودنا إلى بر الأمان، أو الحفاظ على وحدة البلاد وسلامتها من التشظّي والضياع، وتدعم الأخيار في وقوفهم بوجه المشاريع التقسيمية التدميرية.
وأظن أن من أهم الحلول الرجوع إلى الأسس المتينة، أو القواسم المشتركة المتفق عليها بين العراقيين، والسعي إلى تأسيس رأي عام شعبي، يمكن أن يستند إلى المفاهيم الآتية:
- الحفاظ على وحدة الروح المجتمعية، قبل السعي إلى الحفاظ على الجغرافيا، لأن الفكر الوحدوي، أو التقسيمي، أشد تأثيراً ووطأة من حقائق الأرض والجغرافيا، سلباً وإيجاباً.
- تشجيع التكاتف الشعبي لإجهاض المشاريع السياسية القائمة على الطائفة والمذهب، والسعي إلى كشف هذه المحاولات التي يحاول دعاتها الوصول إلى أهدافهم الشخصية والحزبية باسم الطائفة والمذهب، لأنهم يعلمون، بحكم التجربة، أثرها في نفوس عموم المواطنين.
- تقوية التلاحم الشعبي لتجميد (أو تكميم) السياسات الداعية إلى تجزئة الوطن بحجج واهية، والوقوف بوجهها بالحجة والمنطق، والابتعاد عن مظاهر المواجهات، التي ربما تُجهض المشروع، وتعطي المبرّر للأشرار لنحره، والقضاء على دُعاته.
تحتاج هذه الخطوة جهوداً شعبية، غير رسمية، تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف عبر التثقيف لهذه الفكرة الجامعة في البيوت والدواوين العشائرية والمناطقية والمقاهي والأندية الثقافية والاجتماعية والرياضية، وفي وسائل النقل العام، وفي وسائل الإعلام المتنوعة؛ عبر المحاضرات المباشرة، أو الملصقات التي توزع في عموم أماكن تجمع المواطنين.
الغاية من هذا المشروع هي الوقوف بحزم وذكاء بوجه المشاريع المناهضة لوحدة العراق التي يعمل عليها بعض السياسيين والحزبيين، لأن تقسيم العراق إضعاف للوطن. وفي المحصلة، لن تتمكن الأوطان الضعيفة من مجاراة الدول الأخرى، ولأن الشتات والتقسيم، وبالذات للبلدان غير الكبيرة أصلاً، لا يمكن أن يكون من عوامل البناء والمضي في طريق التطور العلمي والاقتصادي، بل، على النقيض من ذلك، إذ ستكون تلك الدول، أو الأقاليم المشتتة، أرضاً خصبة لمشاريع الدول القوية الطامعة، وما أكثرها.
لن يسلم المشروع من مكائد أصحاب المشاريع المضادة، وربما سيتعرّض أصحابه ودعاته للمضايقات المختلفة، وهذا الحال متوقع مع عموم المشاريع الوطنية، أو الإصلاحية؛ لأن صراع الخير والشر قائم منذ بداية الخليقة.
المؤامرات المستمرة ضد العراقيين دقيقة ومحبوكة بعناية وفكر كبيريْن، وربما صرنا نسمع أصواتاً شاذة مؤيدة لهذه التوجهات هنا، أو هناك، لأن مصالحها تتواءم مع الأوضاع الشاذة، والأمن الهش.
الرهان على وعي العراقيين هو الذي يدفعنا إلى التمسك بهذا المشروع، أو بهذا الأمل، لأن التجارب السابقة علمتنا أن إرادة العراقيين أقوى وأصلب من مشاريع التفتيت الغريبة عن البنية المجتمعية العراقية. وتدفعنا خبرات العراقيين المتراكمة إلى الاطمئنان بأن مصير هذه المخططات مزابل التاريخ المليئة بالخونة والعملاء وبالمشاريع الفاشلة التي دمرتها إرادة الشعوب الحرة، ومنها الشعب العراقي.
الذين يظنون أن التغيير يكون فقط بيد القوى الرسمية، أو من يمتلكون القوة، أعتقد أنهم واهمون، بل وغارقون في الوهم؛ لأن الشعوب، أو المواطنين هم الأساس الذي تقوم عليه الدول، وبحسب قوة هذا الأساس، تكون قوة الدولة، أو ضعفها.
لن يخطو العراق في الاتجاه الصحيح، إلا بمشاركة فاعلة من عموم المواطنين، وهذا ما نطمح له ونحلم به.
مقالات أخرى
29 مارس 2019
16 أكتوبر 2016
04 يناير 2015