البيوت القطرية تتطيّب بالعطور الشرقية احتفاء برمضان

01 يوليو 2014
عود وبخور في الأسواق القطرية (العربي الجديد)
+ الخط -

العود والبخور ودهن العود ليست ضيوفاً على البيوت والمجالس القطرية، بل هي إن صحّ التعبير، "من أهل البيت"، فهي تطيّب المنازل وتباركها وتعطّر أجواءها، لتحتفي بالضيوف والزوّار، وأيضاً بالمناسبات السعيدة وفي طليعتها شهر رمضان وعيدا الفطر والأضحى، كما يعتبر تبادل العود والبخور أو "المدخّن" من الهدايا القيّمة التي يحرص القطريون عليها في المناسبات.

شهر رمضان من أهمّ المناسبات التي يحتفي بها القطريون، ويعدّون له كلّ ما هو طيّب، مذاقاً ورائحةً، لذا تنشط بشكل كبير تجارة العطورات والبخور والدهن، وتتنافس المتاجر في عرض أفضل ما لديها من بضائع.

يقول عبد الباري، مدير أحد متاجر العطور في سوق واقف، "شهر رمضان والأيام التي تسبق عيد الفطر المبارك أهمّ المواسم التي تشهد إقبالاً على شراء العطورات والعود والبخور والدهن بأنواعه كافة، نظراً إلى أنّها تمثّـل طقساً خليجياً وقطرياً خاصاً... كما أنّ نوعية العطور تعدّ دلالة على مكانة صاحب المجلس، فكلما كانت الرائحة أجمل وأقوى كلما دلّ ذلك على سخاء ربّ المنزل وتقديره ضيوفه".

وعن أشهر أنواع العود وأفضلها يقول عبد الباري: هناك أنواع تختلف وفقاً لموطنها والأماكن التي تستورد منها، فهناك العود الماليزي والبورمي والإندونيسي والكمبودي، والأخير هو الأفضل والأكثر رواجاً، ورغم أنّ الشائع عن العود ودهنه أنّه هندي، إلا أنّ الهندي غير موجود في الأسواق ويصعب الحصول عليه لندرته، كما أنه باهظ الثمن.

وحدة بيع العود هي "التوله"، وهي وحدة وزن وفقاً للمقاييس الهندية، وتستعمل لوزن العطور والأشياء الثمينة، وتبلغ نحو 11.5 جرام، ويتراوح سعر "التوله" من دهن العود ما بين 50 دولاراً و500 دولار، بينما تصل "التوله" الكمبودية إلى 700 دولار تقريباً.

وللبخور أيضاً أنواعه وأسعاره المختلفة، وهي تتراوح كما يخبرنا علم الدين، أحد بائعي العطور في الدوحة، بين 30 و80 دولاراً، وهو يُستخدم لتبخير مفروشات المنزل والستائر وكذلك ملابس أهل البيت، فيضفي لمسة تراثية جميلة على البيت.

المرأة القطرية هي الأكثر إقبالاً على شراء العطور الشرقية والعربية، فقد كانت في الماضي النساء القطريات يصنعن هذه العطور في بيوتهن، وقد توارثن هذه العادة جيلاً عن جيل، ورغم أنّ العطور متوافرة في الأسواق إلا أنّ بعض القطريات يواظبن على تصنيعها بأنفسهن كجزء من تقاليدهن الثمينة.

احذروا من الغشّ

يقدّم علم الدين عدداً من النصائح للتأكّد من جودة نوع العود، أهمّها التأكّد من أنّه غير مصبوغ، ولون الصبغة يظهر بوضوح، وفيه لمعة، كما يمكن كسر قطعة من العود للتأكد من أنّ اللون الداخلي هو لونها نفسه من الخارج، كما يجب التأكد من أنه خالٍ من قطع الرصاص أو الشمع الذي يقوم بعض بحشو العود به، لزيادة وزنه وتحقيق مكاسب أكبر، ويمكن كشف ذلك أيضاً بوضع قطعة صغيرة منه في الماء، فإن طفت يكون نوعه جيداً، وكذلك يمكن تجريب قطعة صغيرة منه أمام البائع، ويمكن التعرّف على جودته من رائحته الطيبة، واستنشاق البخور الجيّد لا يسبّب ألم العينين، بعكس المغشوش. كما أنّ لون دخان البخور يكشف عن جودته، فالعود الجيّد يميل لون دخانه إلى الأزرق، وهناك علامة أخرى مهمّة يمكن التأكّد منها خلال عملية الحرق، وهي كثرة فقاعات الدهن عند الاحتراق، فهي تدلّ على جودته، كما يمكن التعرف على العود الجيّد من خلال تذوّقه، حيث يكون شديد المرارة وتزداد جودته بزيادة مرارته.

دلالات
المساهمون