البيان الختامي لأستانة 9: الاتفاق على استمرار مناطق خفض التصعيد

أستانة

جابر عمر

جابر عمر
15 مايو 2018
6B9F9AE8-9391-4D67-8EE9-3629B770525B
+ الخط -
اتفقت الدول الضامنة لمسار أستانة 9 (تركيا وروسيا وإيران)، اليوم الثلاثاء، على استمرار عمل مناطق خفض التصعيد وحمايتها، وحماية نظام وقف إطلاق النار في سورية، حسب البيان الختامي، محددة مدينة سوتشي الروسية مكاناً لعقد اجتماعاتها المقبلة في يوليو/ تموز المقبل.

واتفقت الدول الضامنة كذلك على عقد الاجتماع الثالث لمجموعة العمل حول المعتقلين في أنقرة خلال يونيو/حزيران المقبل.

من جانبها، أعربت روسيا عن أملها في أن تسهم نقاط المراقبة التركية لمنطقة خفض التوتر أو التصعيد بمحافظة إدلب، شمالي سورية، في ضمان الاستقرار بالمنطقة.

وقال ألكسندر لافرنتييف، مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية، عقب اختتام المحادثات: "تحويل منطقتي خفض تصعيد (إدلب شمالا ودرعا جنوبا) لمناطق آمنة أمر واعد ومطلوب في سورية، سواء بالشمال أو المناطق الأخرى بالجنوب".

وعن منطقة خفض التصعيد في إدلب، قال المبعوث الروسي إن بلاده "تأمل بشدة" في أن يساهم الأتراك في "ضمان الأمن والاستقرار" بتلك المنطقة، و"الحيلولة دون حدوث أعمال استفزازية لقوات الحكومة (النظام)".

وأضاف: "نأمل أن يساعد نشر المراقبين الأتراك في نقاط المراقبة بإدلب في استقرار الوضع، وعدم حدوث أعمال عدائية".

ولفت إلى أن عدد نقاط المراقبة التركية في إدلب سيصل قريبا إلى 12 نقطة، مؤكداً أن "عملية أستانة تعطي نتائج ملموسة وستستمر".

ودعا إلى توسع عملية أستانة لتشمل القضايا الإنسانية، معربا عن رضاه عن أداء فريق العمل المعني بالإفراج عن المحتجزين والمختطفين وتسليم الجثث، الذي يعمل تحت رعاية الأمم المتحدة.

وتوقع أن تسفر اجتماعات هذا الفريق قريبا عن نتائج واتفاقات إيجابية بين الأطراف المتصارعة.

وحول الجولة التالية من اجتماعات أستانة، قال لافرنتييف: "من جانب الدول الضامنة (تركيا وروسيا إيران)، تم تنسيق مكان اللقاء التالي؛ إذ اتفقنا على عقده في مدينة سوتشي الروسية. بالأخذ بالاعتبار تطور الوضع على الأرض والوقائع الجديدة، نريد إعطاء دفعة لمسار أستانة وعمل جديد".

وأضاف: "في هذه المرحلة، سوتشي تلبي المطالب المطروحة اليوم. ليس المهم مكان عقد اللقاء الرفيع، يمكن أن يكون بأي مكان، المهم التأكيد على أن عملية أستانة ستستمر، وإطار أستانة سيظل موجودا. اللقاء الذي سيجري لا يعني أن استانة ستتوقف، ولن تعقد جولة فيها، أستانة ستظل باقية".

وكانت مصادر مطلعة على المفاوضات أكدت، في وقت سابق اليوم، لـ"العربي الجديد"، أن الدول الضامنة توافقت على البيان الختامي خلال الاجتماع الثلاثي الذي عقد قبل ظهر اليوم، وانتهى بالتوافق على منطقة إدلب وتعزيز الرقابة التركية عليها، وملفي المعتقلين والإرهاب.

وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع الثلاثي انتهى بالتوافق على صيغة البيان الختامي بين الدول الثلاث، على أن تعقد الجلسة الختامية الرسمية بعد الغداء، عقب استكمال اللقاءات الثنائية بين الوفود المشاركة في المؤتمر.

ولم تكسب الجولة الحالية الزخم المطلوب نتيجة المقاطعة الغربية لها، على خلاف الاجتماعات السابقة، حيث امتنعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن إرسال وفود أو مندوبين للمؤتمر، في مقاطعة تعكس رفض التفرد الروسي في الملف السوري.

وأعلن وفد المعارضة السورية، اليوم، أنه بحث والوفد التركي ملف تهجير أهالي ريف حمص الشمالي، والتجاوزات التي حصلت في المنطقة. واستعرض أعضاء الهيئة التفاوضية عن ريف حمص ما تم من مفاوضات مع الجانب الروسي، واستفراد الروس بمجموعات ما يُسمى "جيش التوحيد"، وتوقيع اتفاقات جانبية معها، فضلاً عن استعراض الضغوط العسكرية الروسية التي تعرض لها الريف، والضغط الذي مارسه الأهالي وعناصر "جيش التوحيد" على المنطقة لاستسلامها.

كما أكد الوفد المعارض، عبر تلغرام، أن الوفد التركي أكد له رفضه لعملية التهجير التي تمت في ريف حمص، وحذر من استمرار انفراد البعض بمشاورات جانبية وعقد اتفاقيات منفردة مع الروس وغيرهم، ما يشتت جهود المعارضة وموقفها.



كما شدد الوفد على أهمية تكاتف المعارضة في ريف حمص الشمالي، لوقف استمرار تهجير أهالي المنطقة، وعلى جميع المؤسسات في المعارضة والداعمين لها، اتخاذ مواقف صلبة مما يجري هناك.

كذلك، شدد رئيس الوفد التركي على أهمية تواجد المعارضة السياسية في كل المحافل الدولية واستثمارها، وأن طريق الحل السياسي طريق طويل يحتاج لمثابرة وصبر، وفق ما قالت المعارضة، مبينة أنها عقدت لقاءً مغلقاً مع الوفدين الروسي والتركي لمناقشة محاور اجتماع أستانة 9، وملف ريف حمص الشمالي.

ذات صلة

الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.
الصورة
مبنى تعرض للقصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت، 26 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

أطلق الاحتلال الإسرائيلي اسم "ترتيب جديد" بعد إعلانه اغتيال حسن نصر الله ملوحاً بالتصعيد أكثر في لبنان وموجهاً رسائل لإيران وحركة حماس
الصورة
البعثة الأميركية في إدلب، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

تواصل البعثة الأميركية في إدلب عملها، من خلال إجراء عمليات طبية جراحية نوعية يشرف عليها 25 طبيباً وطبيبة دخلوا مناطق سيطرة المعارضة، شمال غربي سورية...
الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
المساهمون