البصرة العراقية رابعة أشدّ المناطق حرارة في العالم

17 يوليو 2016
التبريد ينعدم مع انقطاع الكهرباء (حيدر محمد علي-فرانس برس/GETTY)
+ الخط -



زادت حرارة الأجواء الصحراوية في العراق هذا الصيف من سخونة أجوائه السياسية والأمنية العاصفة منذ عامين ونصف العام. وارتفعت درجات الحرارة بشدة خلال الأسبوعين الماضيين، مع ترقب موجة حرّ جديدة في ظل تذبذب الطاقة الكهربائية في البلاد.

ويكافح العراقيون موجة الحرّ بوسائل بدائية أو بسيطة لتخفيف وطأتها، بدءاً من استخدام المولدات المنزلية الصغيرة، أو مبردات الهواء والمراوح التي تعمل بالشحن، وصولاً إلى شراء أحواض بلاستيكية صغيرة والتمدد فيها خلال النهار وأثناء انقطاع الكهرباء لتبريد أجسامهم.

وبحسب جدول نشرته محطة بلاسيرفيلي الأميركية في ولاية كاليفورنيا، اليوم الأحد، عن المناطق الأعلى في درجات الحرارة حول العالم، تبين أن منطقة الحسين في مدينة البصرة التي تبعد 450 كلم جنوب العاصمة بغداد احتلت المرتبة الرابعة بين المناطق الأكثر حرارة في العالم مسجلة 49.8 درجة مئوية من بين 15 منطقة.

وأوضح الجدول أن منطقة الحسين في البصرة تأتي بعد مدينة مطربة في الكويت ومنطقة عمادة في إيران لجهة الحرارة المرتفعة التي تسجلها.

وكانت موجة الحرارة الشديدة التي ضربت العراق العام الماضي 2015، أسفرت عن وفاة نحو 60 شخصاً أغلبهم من النازحين الأطفال وكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة، لعدم توفر الكهرباء واستمرار انقطاعها في البلاد.



وتسببت موجة الحرّ بخروج مظاهرات حاشدة في العراق منتصف 2015، للمطالبة بوضع حدّ للانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية، دفعت رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى تبني حزمة من الإصلاحات الحكومية لا تزال تراوح مكانها.


وفاقت درجات الحرارة عام 2015 في عدد من مناطق العراق 65 درجة مئوية، خاصة في البصرة والفاو أقصى جنوب العراق، ترافقت مع غياب بدائل الطاقة إلا على نطاق محدود، ولم يجد النازحون في المخيمات مهرباً من لهيب الحرب المحرقة.

وتعتبر الأجواء العراقية حارة وجافة صيفاً، خاصة خلال أشهر يونيو/ حزيران، ويوليو/ تموز، وأغسطس/ آب، والتي تعرقل في كثير من الأحيان أعمال المواطنين.

وأوجد بعض المواطنين بدائل ممكنة حتى في الشوارع، إذ ينصب أصحاب المحال التجارية في الشوارع رشاشات للمياه فوق رؤوس المارة لتبريد رؤوسهم وأجسامهم، تحسباً من ضربة شمس قد يصاب بها الكثيرون خلال النهار.

واتجه العراقيون نحو صناعة بدائل الطاقة، منها مبردات الهواء التي تعمل بالشحن، في الوقت الذي لا تسد المولدات الحاجة الملحة للطاقة في عموم البلاد.

حسام عايد (41 عاماً) اشترى بعض تجهيزات الصيف، منها أحواض بلاستيكية صغيرة، ومولد منزلي صغير، ومبردتا هواء تعملان بالشحن.

يقول عايد لـ"العربي الجديد": "منذ 13 عاماً لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من حل معضلة العصر وهي "الكهرباء"، ولا زلنا نعاني منها حتى الآن مع دخول كل صيف من كل عام، ولهذا نلجأ للأحواض البلاستيكية الصغيرة التي نملأها بالماء ونتمدد فيها لتبريد أجسامنا خلال انقطاع الكهرباء".

لكن المناطق الجنوبية من البلاد ومع ارتفاع درجة الحرارة التي يصاحبها غالباً ارتفاع في نسبة الرطوبة، تحدث فيها عشرات حالات الإغماء وعدد من الوفيات بين الأطفال وكبار السن، وتبدأ المستشفيات بالاستنفار لعلاج الحالات الطارئة.


المساهمون