دور "فيسبوك" و"تويتر" في نشر البروباغندا الروسية خلال الانتخابات الأميركيّة

11 سبتمبر 2017
كلينتون تلقي خطاب الخسارة (جاستن ساليفان/Getty)
+ الخط -
تسبّبت المراجعة الأخيرة لشركة "فيسبوك" حول ما إذا كانت روسيا قد تدخّلت في الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة، بإعادة فتح التحقيق في الإعلام الأميركي بالموضوع. 

وفي تحقيق بعنوان "الأميركيون الزائفون الذين اخترعتهم روسيا للتأثير على الانتخابات"، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إنّ أزمة دوليّة قد تبدأ ببضع طلقات لا تُحدث الكثير من الضجّة، وهذا ما حدث العام الماضي عندما نشر الأميركي صاحب الوجه الصدوق في صورةٍ مع طفلته، ميلفين ريديك، من هاريسبورغ ببنسلفانيا، رابطاً لموقع جديد، وكتب عبر صفحته على فيسبوك: "هؤلاء ينشرون الحقيقة الخفيّة حول المرشحة الديمقراطية الخاسرة هيلاري كلينتون، وجورج سوروس وزعماء آخرين من الولايات المتحدة. زوروا موقع "دي سي ليكس"، إنّه مثير للاهتمام".

وأوضحت الصحيفة أنّ "ريديك هو شخص صعب المنال، فلا يظهر اسم ميلفين ريديك في قاعدة البيانات في بنسلفانيا، لكنّ صوره مسروقة من شخص برازيلي. لكنّ الشخصيّة الوهميّة ساهمت في كتابة التاريخ، فمنشورات ريديك في 8 حزيران/يونيو 2016 كانت من الملامح العلنيّة الأولى لسابقة التدخّل الأجنبي في الديمقراطيّة الأميركيّة".

وكان موقع "دي سي ليكس" قد ظهر على الشبكة قبل تلك المنشورات ببضعة أيام، ناشراً أولى
التسريبات من مسؤولين في الحزب الديمقراطي الأميركي، والتي استولى عليها قراصنة روس، وكان لها أصداء ساهمت برفع أسهم المرشح الجمهوري آنذاك، الرئيس دونالد ترامب.

والمروّجون الزائفون هم في طليعة الحرب السيبرانيّة التي استغلّت فيها شركات روسيّة حسابات "فيسبوك" و"تويتر"، والتي لا تزال تفاصيلها تتكشّف يومياً.

ولم تتوقّف الهجمة الروسية على الانتخابات الأميركيّة عند قرصنة بريد الحزب الديمقراطي أو عند القصص الكاذبة والصحيحة والفبركة التي ضربت كلينتون في الإعلام الروسي عبر قناة RT ووكالة سبوتنيك. فبأسلوب صعب الكشف، استغلّت التجربة الروسيّة "فيسبوك" و"تويتر"، أي الشركات الأميركيّة الرائدة في مجال مواقع التواصل، لتكون أداة الكذب والبروباغندا، بحسب الصحيفة.

وأوضح تحقيق لـ"نيويورك تايمز" وتقرير جديد من شركة "FireEye" أنّ الآليات التي يُشتبه باستخدامها من قبل المشغّلين الروس تضمّنت استغلال "فيسبوك" و"تويتر" لنشر رسائل مضادّة لكلينتون والإعلان عن محتوىً مقرصن.

ويوم الأربعاء الماضي، أعلن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنّ مراجعة داخلية أظهرت
أن مئات من الحسابات الوهمية المرتبطة بروسيا استخدمت لشراء إعلانات موجهة لتأجيج التوترات السياسية قبل وبعد الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

وكشفت المراجعة التي أجريت بسبب وجود مخاوف من استخدام فيسبوك بشكل احتيالي ومنظّم للتأثير في السياسة الأميركية عن وجود حسابات قد تكون جزءا من حملة منظّمة لبث الفرقة السياسية.

وذكر مسؤول في فيسبوك أن 470 حساباً أنفق عليها ما مجموعه حوالى 100 ألف دولار بين حزيران/يونيو 2015 وأيار/مايو 2017 على إعلانات تحوي أنباءً زائفة أو مضللة أو تزيد من عدد الزيارات لصفحات إلكترونية تحمل مثل هذه الرسائل.

وبالرغم من أن المبالغ التي أنفقت غير كبيرة وبالكاد تكفي لشراء 3000 إعلان، فقد تم إغلاق الحسابات أو الصفحات التي خالفت سياسات فيسبوك، بحسب أليكس ستاموس مسؤول الحماية في الموقع الاجتماعي.



وكتب ستاموس في مدونته "تحليلاتنا تفترض أن هذه الحسابات والصفحات يرتبط أحدها بالآخر والأرجح أنها تدار من روسيا". ولم تشر معظم الإعلانات التي اشترتها الحسابات بشكل مباشر إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية أو التصويت لمرشح محدد، لكن بدت كما يقول ستاموس وكأنها تركّز على "تضخيم رسائل اجتماعية أو سياسية مسببة للشقاق".

وأفاد فيسبوك بأن المواضيع التي تناولتها هذه الحسابات تضمنت قضايا العرق وحقوق المثليين وامتلاك السلاح والهجرة.
وقال ستاموس إن فيسبوك بدأ مراجعته لتحديد "ما إذا كان هناك رابط بين الجهود الروسية للتأثير في الانتخابات الأميركية وشراء الإعلانات على فيسبوك".

وكشف فيسبوك أيضا أن حوالى 50 ألف دولار أنفقت على 2200 إعلان متعلق بأمور سياسية من "حسابات بعناوين بروتوكولات أميركية لكن لغة الصفحات روسية"، إلا أنه لا يظهر أنها خالفت أي سياسات أو قوانين.

من جهة ثانية، أشار تقرير لمؤسسة "بوريل أسوشييتس" المتخصصة بأسواق الإعلانات إلى أن أكثر من 1.4 مليار دولار أنفقت على حملات سياسية محلية ووطنية على الإنترنت خلال فترة
انتخابات عام 2016 الرئاسية الأميركية.

أمّا على "تويتر"، فهناك بصمات روسيّة على آلاف الحسابات الوهميّة التي نشرت رسائل معادية لكلينتون. وكان العديد منها آلياً، أو ما يُسمى بالـ"بوت"، والتي نشرت رسائل متطابقة بفارق ثوانٍ فقط، بحسب الترتيب الأبجدي لأسماء الحسابات الوهميّة، طبقاً لـFireEye.

ويوم الانتخابات، نشرت تلك الحسابات وسم #WarAgainstDemocrats (الحرب ضدّ الديمقراطيين) أكثر من 1700 مرّة.

ولا يطلب "تويتر" من المغرّدين استخدام أسمائهم الحقيقيّة، بحجّة أنه يهدف ليكون مفتوحاً للنقاشات. لكنّ لائحة الأكثر تداولاً (الترند) تنشر بشكلٍ مستمرّ الموضوعات والوسوم الأكثر نقاشاً. ويقول الموقع إنّه يُحاول أن يمنع الحسابات الآليّة من الوصول إلى الترند، لكنّ البوتات الروسيّة استطاعت أن تفعل ذلك، ما تسبّب في إحدى المرات بوصول وسم #HillaryDown إلى لائحة الأكثر تداولاً.