البرلمانيون العرب بعمّان يتجنبون نقاط الخلاف... وهجوم أردني على كلمة مصر

03 مارس 2019
استضافت عمّان الدورة الـ29 للاتحاد البرلماني العربي (Getty)
+ الخط -

حضر ممثلو وفود مجالس النواب والشورى العرب، اليوم الأحد، في اجتماعات الدورة التاسعة والعشرين للاتحاد البرلماني العربي المنعقدة في عمّان والتي تستمر لمدة يومين، فيما غاب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي كان من المقرر أن تخصص له كلمة في الافتتاح، في مؤشر على اتساع الفجوة في العلاقات العربية - العربية.

ومنذ وصول الوفود العربية إلى عمّان، بذل رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة جهوداً حثيثة مع الوفود المشاركة، من أجل الخروج بصيغة توافقية بشأن القدس المحتلة والقضية الفلسطينية ككل، كما حاول مع جميع الوفود تجنب الحديث في القضايا الخلافية التي من الممكن أن تفشل الاجتماع.

ويقول الطراونة، في توصيف الحالة العربية، إن "الاتحاد البرلماني العربي يجتمع في عمّان وسط ظروف عربية دقيقة، وملفات عالقة، وقضايا تتطلّع الشعوب إلى حلها، على أسس من العدالة واستعادة الأمن والاستقرار للمنطقة لتجاوز الواقع العربي الراهن ومواجهة الأخطار والتحديات التي تهدّد الأقطار العربية".

ويعتبر هذا أول اجتماع للمؤتمر بحضور جميع ممثلي المجالس النيابية المنتخبة في الدول العربية منذ سنوات عديدة، والذي شهد المشاركة الأولى لمجلس الشعب في النظام السوري منذ اندلاع الثورة قبل ثماني سنوات.

وقال رئيس مجلس الشعب في النظام السوري حمودة الصباغ، في تصريحات لوسائل الإعلام، حول مشاركة وفد سورية في المؤتمر، "إن سورية لطالما كانت قلب العروبة النابض وحاضرة في كل المحافل"، معتبراً مشاركة سورية في المؤتمر "أمراً طبيعياً".

وتحدث الصباغ خلال كلمته في الاجتماع حول ما وصفه بـ"النصر، والدفاع عن الأمة"، قائلاً إن سورية "تعرضت لحرب من جميع أعضاء الناتو، ولحرب اقتصادية وحصار دبلوماسي".

من جهته، اعتبر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم أن التطبيع مع إسرائيل "يقع ضمن المحرمات السياسية"، مشيراً إلى أنه "من الممكن التماس العذر للحكومات وتعرضها لضغوط سياسية، لكن لا عذر لممثلي الشعوب في التطبيع مع العدو"، مطالباً الجميع بـ"رفض التسويق للتطبيع".

ودعا الغانم في كلمته التي لاقت استحساناً وتأييداً واسعين، الحضور إلى "التعاطي بشكل عملي وجدّي مع أهم الملفات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها توفير الحماية للشعب الفلسطيني وملف المصالحة الفلسطينية ورفض دعوات التطبيع مع الكيان الصهيوني".

وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي إنه "يجب عدم الاستهانة بأي خطوة في مجال دعم القضية الفلسطينية، سواء في الأمم المتحدة أو الجمعية العامة، أو أي من المحافل الدولية".

بدوره، شدّد رئيس مجلس شورى دولة قطر أحمد بن عبد الله بن زيد على أن القدس "هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وهي غاية سامية يسعى لتحقيقها كل عربي مسلم"، مؤكداً أن "مساعي الاحتلال لن تغير الحقائق التاريخية ولا الحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني".

وطالب رئيس مجلس الشورى القطري بـ"ضرورة اتخاذ موقف موحّد حيال أي صفقات لا تعيد الحقوق المسلوبة إلى أهلها"، مؤكداً أن "المساعي المحمومة التي يقوم بها الكيان الإسرائيلي، ومن يناصرونه، لتصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حق العودة، لن تغيّر الحقائق التاريخية، ولا الحقوق الطبيعية للشعب الفلسطيني".

من جهته، طالب رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بـ"اتخاذ قرار حازم ضد صفقات الوطن البديل"، لافتاً إلى "وجود تقصير برلماني عربي في طرح مبادرة للمصالحة الفلسطينية، وكذلك في العديد من القضايا الأخرى، كالقضية اليمنية والأزمة السورية".

وحذّر بري من محاولات استبدال العدو الإسرائيلي بإيران، لافتاً إلى أن ذلك جرى عبر محاولات عدة، منها مؤتمر وارسو الذي عُقد مؤخراً.

وقال رئيس مجلس النواب المغربي حبيب المالكي إن "الخلافات العربية العربية تجليات واضحة لمخططات مدروسة تستهدف الأمن القومي العربي"، فيما شدد رئيس الهيئة التشريعية القومية العليا ورئيس المجلس الوطني في جمهورية السودان، النائب إبراهيم أحمد عمر، على أن "بيانات الشجب والإدانة لن تكفي لكف الدول الباغية عن الاعتداء على الحرمات وحق الشعوب بالحرية والكرامة الإنسانية".

من جانبها، دعت رئيسة مجلس النواب البحريني فوزية بنت عبد الله إلى إيقاف الدور الإيراني في المنطقة، وهو الأمر الذي أشارت إليه أيضاً رئيسة المجلس الوطني الإماراتي أمل القبيسي.

إلى ذلك، أكّد العاهل الأردني عبد الله الثاني، خلال استقباله رؤساء البرلمانات العربية المشاركين بأعمال الدورة الـ29 للاتحاد البرلماني العربي، على أهمية الدور الذي يضطلع به الاتحاد البرلماني العربي في السعي إلى توحيد المواقف العربية حيال التحديات الإقليمية، مشدداً على ضرورة توثيق التعاون العربي في المجالات كافة، وإيجاد حلول سياسية للأزمات التي تعاني منها بعض الدول العربية في إطار البيت الداخلي العربي، وعلى موقف الأردن الثابت تجاه القضية.

وفي سياق متصل، هاجم نواب أردنيون المؤتمر، وخاصة كلمة رئيس البرلمان المصري علي عبد العال.

وتساءل النائب صالح العرموطي عبر صفحته على "فيسبوك": "هل يعقل أن تكون الكلمات الرئيسية في المؤتمر الـ29 للاتحاد البرلماني العربي المنعقد في بلدي الأردن، أرض الحشد والرباط، مطالبة بأن تكون هناك دولة للكيان الصهيوني على تراب فلسطين المحتلة، وإضفاء الشرعية على احتلال 78 في المائة من تراب فلسطين والاعتراف بوجود الاحتلال؟".

واعتبر العرموطي أن المؤتمر "لا يمثل ضمير الشارع العربي والإسلامي الذي يطالب بتحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر، وأن القدس وفلسطين لا تقبلان القسمة على اثنين".

وأضاف: "أتساءل أين المطالبة بحق عودة اللاجئين وتقرير المصير التي وردت في القرارات الدولية، أين الإدانة والمطالبة بإحالة العدو وجرائمه إلى المحكمة الجنائية الدولية لما ارتكبه من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية، وأين المطالبة بوقف كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وإغلاق سفاراته وطرد سفرائه وإلغاء الاتفاقيات التي أبرمت مع هذا الكيان، والتي لم يحترمها؟".


بدوره، قال النائب طارق خوري في تغريدة على "تويتر": "طالعنا رئيس البرلمان المصري علي عبد العال خلال افتتاح مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي اليوم بخطاب مقيت لا يخدم إلا الكيان الصهيوني. تحدّث "دولته" بلسان كامب ديفيد وليس بلسان الشعب والبرلمان المصري عن الكيان الصهيوني والتنازل عن أراضي 48 وعن القدس "الغربية".

وأضاف خوري: "لطّخ عبد العال الإنجاز الأردني بجمع الدول العربية تحت عنوان القدس العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".

المساهمون