البرامج الساخرة العربية: لا محظورات

05 يوليو 2014
واجه "وطن ع وتر" انتقادات من الأطراف السياسية (فيسبوك)
+ الخط -
بينما يبدو الإعلام في أغلب الدول العربية "مدجّناً"، تبرز بعض فسحات الأمل في عدد من البرامج، تلك الساخرة بشكل خاص. وتبقى التجربة الأبرز فلسطينياً هي برنامج "وطن عَ وتر" الذي يعرضه "تلفزيون فلسطين". سبعة مواسم من البرنامج  عرضت حتى الساعة، ويمكن القول إنّ كل موسم أثار جدلاً واسعاً، خصوصاً مع انطلاق موسمه الأوّل. إذ إنّه تزامن مع الانقسام الفسلطيني الكبير بين حركتَي "حماس" و"فتح". هكذا انتقدته كل الأطراف السياسية والدينية في فلسطين، وعلت الأصوات المطالبة بوقف عرضه، إلا أنه تمكّن من الاستمرار بنجاح كبير بعد النجاح الجماهيري الذي لقيه. يسلّط البرنامج الضوء بشكل خاص على المشاكل المنتشرة في المجتمع الفلسطيني، ويعمل على تقليد الشخصيات السياسية، ما أثار غضب حكومة "حماس" في السنوات السابقة.

"هدفي إيصال هموم شعبي" يقول كاتب وبطل العمل عماد فراجين، ويضيف "هدف النقد هو الإصلاح والتغيير لا التدمير". وبالفعل فقد ساعدت حلقات البرامج عبر مواسمه السبعة على الإضاءة على عدد من المشاكل الموجودة في المجتمع الفلسطيني. ولعلّ أكبر دليل على نجاح هذا العمل هو استمرار عرضه لكل هذه المواسم على "التلفزيون الفلسطيني" إضافة إلى عرضه  في رمضان الحالي على قنوات "روتانا".

 حين يسخر الصعايدة

 في مصر لا شكّ أن برنامج "البرنامج" مع باسم يوسف كان منعطفاً في مسيرة الإعلام الساخر، ربما ليس في مصر فقط، بل كل الدول العربية. لكن، حالياً تعرض قناة "صوت مصر" برنامج "فشرة الأخبار" الذي يعرض مشاكل المجتمع المصري، من خلال شخصيات صعيدية. هكذا وبلهجة الصعايدة نستمع إلى نشرة أخبار عادية تتضمن أخباراً محلية وعالمية وفنية ورياضية لكن بأسلوب تهكمي. حول هذا الموضوع يقول معدّ الحلقات محمود أبو السعود إنّ البرنامج "يتوجّه للفئة المهمّشة من الشعب المصري، مستغلاً ما تتميّز به من قدرة على التهكم والضحك. وهي الفئة الأكثر تقبلاً للسخرية، وكانت ملهمة النكات في مصر".

من جهته الخبير الإعلامي محمد طه، يرى أن البرامج العربية الساخرة عموما هي "إمتصاص للنقمة الشعبية بسبب الشعور بالخذلان من السياسين، وكسراً لتابوهات قديمة". ويرى أن هذا الفن هو امتداد "لفن الكاريكاتور ولكن بصورة أوسع وأكثر صراحة وانتشاراً بسبب انتشار الفضائيات". 
دلالات
المساهمون