البدانة تهدّد أطفال لندن

احتلّ أطفال لندن، وتحديداً تلاميذ المرحلة الابتدائية، المركز الأوّل في البدانة بالمقارنة مع عدد من المدن، منها سيدني وباريس ومدريد ونيويورك. وفاقت النسبة الثلث، مع انتقال هؤلاء إلى المرحلة الثانوية. وتطرّق تقرير صادر عن الصحة العامة في بريطانيا إلى جذور هذه المسألة، وعلاقتها الوثيقة بالبيئة التي يعيش فيها الفرد، لافتاً إلى "ضرورة تكاتف الأفراد وقطاعات المجتمع كافة، لتغيير المحيط الذي نحيا فيه، من خلال تقليص عدد مطاعم بيع الوجبات السريعة، بخاصة قرب المدارس والأكاديميات والجامعات".

وحذّر أطباء بريطانيا من تدمير صحّة جيل بكامله، إن لم تتّخذ الإجراءات اللازمة بشأن الوجبات السريعة، التي تستقطب الكثير من المواطنين في مقابل قلة ممارسة الرياضة. ودعوا رئيسة مركز الخدمات الطبية في المملكة ديم سالي ديفيس، من خلال رسالة مفتوحة، إلى "تشكيل وحدة خاصّة بأسرع ما يمكن، لتقليص الخطر المحدق بصحّة الأطفال في المستقبل القريب".

وطالبوا ديم بمزيد من الدعم لبرنامج "قياس الأطفال الوطني"، الذي يتابع صحّة الأطفال في المدارس من خلال قياس وزنهم وطولهم. ودعوا إلى تحسين وتطوير برامج تقنية المعلومات، وتوفير المزيد من الدورات التدريبية للأطباء العموميين والعاملين في مجال الصحة، إضافة إلى التواصل مع العائلات وتثقيفها حول المخاطر المترتّبة على البدانة.

ولفتت الدكتورة راشيل برايك من الكلية الملكية للأطباء العموميين إلى "الخطر المتربّص بجيل بكامله، ومسؤولية الأهل والعاملين في مجال الصحة لتأمين حصول الطفل على التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام". ورفضت أن "تتلاشى طاقة الصغار وحيويتهم، من خلال الجلوس خلف الكمبيوتر واللعب وتناول الوجبات السريعة".

من جهته، قال المتخصّص في أمراض السرطان ريتشارد روب إن "البدانة هي العامل الثاني بعد التدخين، التي يؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان. ويجب اتّخاذ خطوات جدية لمعالجة هذه الآفة. ويمكن تقليصها من خلال زيادة الضرائب على المشروبات التي تحتوي على السكر".

في المقابل، قالت الناطقة باسم رئيسة مركز الخدمات الطبية في المملكة إن "معالجة البدانة تحتل أولويات جدول الأعمال، بيد أنّهم لا يمتلكون رصاصة سحرية لحل المشكلة. وعلى كل فرد في المجتمع أن يلعب دوراً فاعلاً. كما أن الوزن الزائد للصغار بلغ أدنى مستوياته منذ عام 1998، وينبغي القيام بالمزيد".