البحث عن حاكم رشيد

03 مارس 2017
متى يأتي حكم رشيد ينقذها؟ (أولي سكارف/ Getty)
+ الخط -
رغم أن أفريقيا قارة غنية بالموارد الطبيعية المتنوعة، ورغم أن بلدانها تمتلك ثروة بشرية قادرة على تحقيق التنمية، إلا أنها القارة الأفقر في العالم، حتى إن عدد المحتاجين إلى مساعدات عاجلة في دول القرن الأفريقي ومنطقة البحيرات الكبرى فقط يقدّر بأكثر من 21 مليون شخص، حسب تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الصادر قبل أسبوع.

وتؤدي الظروف الحياتية المتدهورة في كثير من الدول الأفريقية إلى حركات نزوح وهجرة واسعة تفاقم الأوضاع الإنسانية السيئة بالأساس. وتشهد أوروبا منذ سنوات حركة هجرة غير شرعية متزايدة عبر البحر المتوسط، رغم كل كوارث الغرق التي راح ضحيتها الآلاف من المهاجرين خلال السنوات الأخيرة.

وحذّر رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، الثلاثاء الماضي، من تداعيات استمرار هجرة الأفارقة نحو أوروبا، متوقعاً أن يصل إلى القارة العجوز، خلال السنوات القليلة القادمة، نحو 20 مليون مهاجر أفريقي، إن لم تتعامل الدول الأوروبية بجدية مع أسباب الهجرة، خاصة وقف النزاعات وزيادة التنمية في البلدان الأفريقية.

وبينما يناقش المسؤولون الأوروبيون أسباب هجرة الأشخاص من أفريقيا تاركين بلدانهم وعائلاتهم، يواصل المسؤولون في أفريقيا تجاهل مطالب الشعوب التي هي بالأساس وظيفتهم الأساسية.

منذ تدشينها في 2006، لم تمنح جائزة "الحاكم الأفريقي الرشيد" السنوية، إلا لأربعة رؤساء سابقين، كما منحت شرفياً للزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا، بينما حُجبت في السنوات الباقية لعدم وجود حاكم تنطبق عليه المعايير في القارة السوداء التي تضم 54 دولة، آخرها حجب الجائزة عامي 2015 و2016.

تمنح الجائزة التي خصصها الملياردير السوداني الأصل، مو إبراهيم، لرؤساء الدول أو رؤساء الحكومات الأفريقية بناء على الإنجاز في الحكم الرشيد، بمعنى نشر الديمقراطية والعمل على التنمية في كل المجالات والاهتمام بالصحة والتعليم والأمن، وتشترط أن يكون الحاكم قد تولى منصبه بعد انتخابات حقيقية، وترك الحكم بانتهاء فترته الدستورية، في رفض صريح للانقلابات العسكرية والتلاعب بالديمقراطية.

ويعدّ الإعلان عن حجب الجائزة بهذا الشكل المتكرّر تعريضاً إضافياً بسياسات الحكم الفاسدة في أفريقيا التي عرفت أغلب الدول فيها انقلابات عسكرية متكررة، وعانى شعوبها من الحكام المستبدين الذين تفننوا في السرقة والقمع والتطهير العرقي، كما عرفت كثير منها الحروب الأهلية، والتي مازالت قائمة في بعض البلدان، ما أنتج فقراً ومجاعة وتفشياً للأمراض والأوبئة حصدت أرواح الملايين، خصوصا الأطفال.

دلالات
المساهمون