الانتخابات العراقية: تعطل أجهزة تصويت يعرقل الاقتراع... والعبادي يرفع حظر التجول
وأكد مصدر في مفوضية الانتخابات العراقية، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاقتراع في عدد من المراكز الانتخابية توقف، بسبب تعطل أجهزة التصويت في محافظات صلاح الدين والأنبار وكركوك وإربيل وكربلاء"، موضحاً أنّ عطلاً آخر، أصاب جهاز التصويت في مركز انتخابي بحي الدورة جنوبي بغداد.
وأشار إلى أنّ فرق مفوضية الانتخابات، تحاول تلافي الخلل، من خلال إصلاح الأجهزة العاطلة.
إلا أنّ صلاح المجمعي وهو أحد مراقبي الكيانات السياسية، قال لـ"العربي الجديد"، إنّ "بعض المراكز الانتخابية في بلدة الضلوعية جنوبي محافظة صلاح الدين، لم تشهد، لغاية الآن - الساعة 12 بالتوقيت المحلي-، اقتراع أي من الناخبين بسبب العطل الذي أصاب أجهزتها"، موضحاً أنّ "انقطاع التيار الكهربائي في بعض المراكز الانتخابية تسبّب أيضاً بعرقلة التصويت".
ولفت إلى "وجود طوابير من ناخبين جاءوا إلى المراكز الانتخابية للإدلاء بأصواتهم"، مؤكداً "وجود خشية من حدوث تلاعب بالنتائج، في حال استمر الخلل في الأجهزة".
وأكد رئيس "شبكة حمورابي" لمراقبة الانتخابات عبد الرحمن المشهداني، أنّ عطلاً بالأجهزة حدث في مركزين انتخابيين ببلدة الضلوعية، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخلل في مركز النبأ، لم يتم إصلاحه لغاية الآن -الساعة 12 بالتوقيت المحلي-".
من جهته، أكد القيادي في "الحزب الديمقراطي الكردستاني" محما خليل، وجود خلل في أجهزة التصويت بعدد من مناطق إقليم كردستان، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ هذا الأمر "يمكن أن يؤثر على نسبة المشاركة".
وقال خليل إنّ "أهالي الإقليم متحمّسون للمشاركة في الانتخابات"، مضيفاً أنّ "الخلل في الأجهزة، ولا سيما في إربيل، يمكن أن يحرم نسبة غير قليلة من الناخبين من حقهم بالتصويت في الانتخابات".
وقلل رئيس المفوضية العليا للانتخابات في العراق معن الهيتاوي، من شأن الأنباء التي تحدثت عن عطل بأجهزة التصويت، مؤكداً، خلال مقابلة متلفزة، أنّ "فرق المفوضية قادرة على تلافي أي خلل".
وتحدّث الهيتاوي عن "وجود انسيابية في وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع، بمحافظة الأنبار غربي العراق".
لكن مراقبي الانتخابات بمحافظة الأنبار، أكدوا تعطل أجهزة التصويت، في 16 مركز اقتراع، في مدينتي القائم والرطبة غربي المحافظة.
وفي شأن متصل، أكد رئيس "الجبهة التركمانية" العراقية أرشد الصالحي، وجود "تعطيل متعمّد لأجهزة التصويت في محافظة كركوك"، معتبراً، في بيان، أنّ هذا الأمر "يمثّل استهدافاً متعمّداً لحظوظ الأحزاب التركمانية والعربية في الانتخابات".
مقتل وإصابة 27 عراقياً بهجمات متفرقة
وأمر رئيس الوزراء حيدر العبادي، اليوم السبت، برفع حضر التجوال المفروض على جميع مدن البلاد، "بهدف مساعدة المواطنين على الوصول إلى مراكز الاقتراع بسيارتهم"، وفقاً لبيان أصدره مكتبه.
وبينما يتواصل التصويت في الانتخابات، قال مسؤولون أمنيون، إنّ خمس هجمات متفرقة، شهدتها مدن ديالى والأنبار وكركوك، بينها ثلاث استهدفت مراكز اقتراع، أسفرت عن مقتل ستة من أفراد الأمن ومدني، وجرح 20 آخرين، بينما شهد مركزا اقتراع في بغداد والنجف، مشادات وإطلاق نار بالهواء، بين أنصار كتلتين انتخابيين.
وقال مسؤول بوزارة الداخلية العراقية في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ هجوماً لمسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، استهدف قوة مشتركة من الشرطة العراقية، و"قوات العشائر"، في منطقة الرشاد جنوب غربي كركوك، اليوم السبت، أدى إلى مقتل ستة عناصر أمن، وجرح 5 آخرين.
وأضاف أنّ "التنظيم الإرهابي استغل يوم الانتخابات، ليشنّ هجومه، وقامت قوات الجيش بالرد وملاحقة المهاجمين وإيقاع خسائر بينهم"، من دون مزيد من التفاصيل.
إلى ذلك، أعلن مسؤول محلي في ديالى، اليوم السبت، عن جرح تسعة عراقيين مدنيين، بسقوط قذائف هاون في منطقة مندلي وجلولاء شمال شرقي بعقوبة مركز محافظة ديالى.
وقال عضو مجلس المقدادية حسين علي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهجوم يأتي لإرهاب الناس ودفعهم إلى البقاء بمنازلهم، وعدم المشاركة في الاقتراع".
وفي مدينة كبيسة غربي الأنبار، أُصيب ثلاثة مدنيين، وعنصر أمن، بسقوط قذيفتي هاون قرب مركز انتخابي.
وفي حزام بغداد الغربي، وتحديداً بلدة أبو غريب، أطلق ملثمون النار على مجموعة مواطنين، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم، في حين تدخلت قوات الجيش وقامت بإغلاق المنطقة، بشكل أثر على انسيابية توافد المواطنين على مراكز الاقتراع، كما قُتل مدني وأُصيب آخر جنوبي الموصل، بانفجار عبوة ناسفة، وضعت على حافية طريق مؤدٍ لمركز انتخابي.
وفي بغداد شهد مركز اقتراع، شجاراً تطوّر إلى اطلاق نار بين أنصار مقتدى الصدر، وقوات الأمن، والأمر نفسه تكرّر في النجف، حيث أدى شجار بين أحد عناصر مليشيات "الحشد الشعبي"، وقوات الأمن، إلى اغلاق مركز انتخابي، قبل أن توجه الشرطة، باعتقال عنصر المليشيا، وتأمر فتح تحقيق في الحادث.
وسبق أن هدد تنظيم "داعش"، قبل أيام، باستهداف مراكز الاقتراع، معتبراً أنّ المشاركة في الانتخابات "كفر".
وشهدت الانتخابات البرلمانية في العراق، عام 2014، سقوط أكثر من 100 قتيل وجريح، بهجمات إرهابية، وأخرى تقف وراءها مليشيات مسلحة.
وافتتحت صناديق الاقتراع العراقية، صباح اليوم السبت، أمام أكثر من 22 مليون عراقي، من المقرر أن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية العامة، والتي يتنافس فيها أكثر من سبعة آلاف مرشح على 329 مقعداً.
(شارك في التغطية: براء الشمري، علي الحسيني، محمد علي)