بعد أن نقلت صحيفة "دير شبيغل" في عددها الأخير خبراً عن قيام أحد موظفي وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية بحذف اثني عشر طلب تجسس لصالح وكالة الأمن القومي الأميركية، بهدف التجسس على مسؤولين في الخارجية الفرنسية والاتحاد الأوروبي، دافع هانزغيورغ ماسن، رئيس الاستخبارات الداخلية الألمانية، عن التعاون مع الاستخبارات الأجنبية، معتبراً أنّ "ألمانيا بحاجة للتنسيق على المستوى الدولي".
ورأى المسؤول الأمني في تصريحٍ إعلامي صباح اليوم الإثنين، أنّ "على أجهزة الاستخبارات في بلادنا، أن تتقصى عما يحدث في دول النزاعات مثل سورية والعراق، وبالتالي يجب علينا ومن خلال أجهزتنا الناشطة، متابعة أدق التفاصيل المتعلقة بالوضع الأمني، ومراقبة حركة الشبكات الإرهابية، في ظل التمدد المخيف للإسلام المتطرف".
وفي ما يتعلق بالتجسس الاقتصادي، قال ماسن "أريد هنا أيضاً أن أبحث في ما يتعلق بكل هذه الاتهامات، خاصة أنّه لم يتأكد بعد إذا ما كان الأمر يدور حول تجسس اقتصادي، أو بمكافحة انتشار التسليح".
وبحسب "دير شبيغل"، فإنّه وفي إطار اتفاق التعاون بين الاستخبارات الألمانية ووكالة الأمن القومي الأميركية لمكافحة الإرهاب، طلبت الوكالة الأميركية في شهر أغسطس/آب من عام 2013 من شريكتها الألمانية النظر في 12 ألف طلب، تتعلق بمسؤولين في الرئاسة والخارجية الفرنسية، فضلاً عن موظفين في مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي، وعددٍ من الدول الأوروبية، ولدى سؤال أحد الموظفين لرئيسه عما يجب أن يفعله، أتاه الجواب بحذفها.
وكانت صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار قد كشفت في الأول من أيار/مايو، عن قيام المخابرات الألمانية بالتجسس على مؤسسات حكومية في النمسا، لصالح وكالة الأمن القومي الأميركية، وذلك من خلال محطة الرصد التابعة لها في مدينة "باد ايبيلغ"، الواقعة جنوب البلاد.
وفي عددها الصادر صباح اليوم، ذكّرت بأن الاستخبارات الألمانية ساعدت وكالة الأمن القومي الأميركية في التجسس، في عام 2005 على مجموعتي إيرباص، وإيرباص هيليكوبترز.
ومنذ صدور التقرير، تتعرض المستشارة الألمانية انجيلا ميركل لضغوط على خلفية الاتهامات الموجّهة لجهاز الاستخبارات الخارجية، بالتجسس على شخصيات ومؤسسات أوروبية لحساب المخابرات الأميركية، وصلت لحد المطالبة باستقالة وزير الداخلية، دي ميزير.
كذلك طالب رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، برلين، بتوضيح ملابسات القضية، مؤكداً صعوبة السيطرة على أجهزة الاستخبارات.
اقرأ أيضاً: ميركل وأوباما.. والتجسّس ثالثهما