الاردن: لا خلافات مع مصر بشأن الغاز

22 مارس 2014
+ الخط -

أكد رئيس لجنة الطاقة في مجلس النواب الاردني جمال قموه لـ"العربي الجديد"، عدم وجود خلافات بشأن الغاز المتوقف توريده من مصر للأردن، منذ إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في 3 يوليو /تموز الماضي، وأرجع المشكلة إلى صعوبة اصلاح خط الغاز بسبب التفجيرات وليس لشيء آخر.

وتعرض الأنبوب الناقل للغاز إلى التفجير ثماني عشرة مرة منذ سقوط نظام الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في يناير / كانون الثاني 2011.

وأضاف: ان مصر حريصة على تزويد الاردن بالغاز وهي تبذل قصارى جهودها لاصلاح الانبوب بالسرعة الممكنة، مبيّناً أن الجهات المصرية المختصة لم تستطع ضخ كميات الغاز المتفق عليها بين الجانبين خلال الفترة السابقة بسبب الظروف التي احاطت بخط الغاز وتفجيره من حين لآخر.

وأوضح رئيس لجنة الطاقة النيابية أن هناك اتصالات مستمرة بين الجانبين بشأن اصلاح انبوب الغاز.

وقال النائب قموه إن الاردن يعتمد حالياً على الوقود الثقيل والسولار، بهدف توليد الطاقة الكهربائية كبديل عن الغاز المصري، وأوضح ان ذلك رتب أكلافاً اضافية على عملية توليد الكهرباء وبما لا يقل عن 7 ملايين دولار يومياً.

وبيّن أنه كلما طالت فترة تعطل أنبوب الغاز أضيفت اعباء مالية على شركة الكهرباء الوطنية المملوكة بكاملها للحكومة.

وقال ان خط الغاز كان له الكثير من الفوائد الاقتصادية للاردن، اهمها حصوله على حاجاته من الغاز لتوليد الكهرباء بكلف اقل من استخدام الوقود الثقيل والديزل.

 من جانبه، قال المدير العام لشركة الكهرباء الوطنية غالب معابرة إن الشركة تكبدت خسائر طائلة نتيجة لانقطاع الغاز المصري والتحول لتوليد الكهرباء باستخدام الوقود الثقيل والديزل.

واضاف في تصريح إلى "العربي الجديد" أن الخسائر بلغت حوالى 5 مليارات دولار حتى الآن، وهي في ارتفاع مستمر وستتجاوز هذا الرقم اذا لم توجد بدائل لتوليد الكهرباء بكلف أقل ولم يستأنف ضخ الغاز للاردن.

واشار معابرة الى ان الخسائر ستبقى تتحقق حتى العام 2017 حيث ستصل الشركة الى مرحلة التعادل ما بين كلف الانتاج وبيع الكهرباء لمختلف الاستخدامات.

ونقطة التعادل التي اشار اليها معابرة تعني ان الحكومة، وضمن البرنامج الزمني الذي أعدته وبدأت بتطبيقه منذ آب العام الماضي، ستلغي الدعم الذي تقدمه للكهرباء تدريجياً على ان ينتهي بحلول العام 2017.

ومنذ آب الماضي رفعت الحكومة اسعار الكهرباء بنسب متفاوتة على مختلف القطاعات وبما لا يقل عن 30%، على ان تتوقف عن الدعم ضمن البرنامج الزمني المعد لذلك.

وقال اكثر من مسؤول حكومي ان خسائر شركة الكهرباء الوطنية ساهمت في ارتفاع حجم مديونية البلاد والتي تجاوزت 27 مليار دولار مع نهاية العام الماضي حيث ان تلك الخسائر تتحول مباشرة الى دين على الحكومة.

ويتضمن برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي تطبقه الحكومة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي معالجة تشوهات الدعم، وإلغاءه تدريجياً، بما في ذلك الدعم المقدم للكهرباء والذي يتفاوت من عام لآخر.

وبحسب وزارة الطاقة الاردنية، فقد زودت مصر الأردن خلال العام الماضي بـحوالى 594.4 مليون متر مكعب من الغاز  مقارنة بـ 587.22 مليون متر مكعب في 2012  و804.6 مليون متر مكعب في 2011.

وكان الأردن قد وقّع مع مصر عام 2001 اتفاقية لتزويده بالغاز من خلال مد أنبوب من مدينة العريش شمال سيناء المصرية إلى مدينة العقبة الاردنية جنوب البلاد.

ويستورد الاردن حوالى 96.5% من حاجاته النفطية من الخارج وبخاصة من السعودية، ذلك ان الانتاج المحلي بحسب تقرير لوزارة الطاقة والثروة المعدنية الاردني، لا يتجاوز 3.5% سنوياً.

وخط الغاز العربي هو خط غاز لتصدير الغاز الطبيعي المصري لدول المشرق العربي ومنها إلى أوروبا، وعند اتمامه سيبلغ طول الخط الإجمالي 1200 كلم بتكلفة قدرها 1.2 بليون دولار.

واشتملت المرحلة الأولى من المشروع على مد خط من مدينة العريش في شمال سيناء إلى العقبة في جنوب الأردن حيث أنجز هذا الجزء عام 2003 بتكلفة قدرها 220 مليون دولار والسعة السنوية لهذا الجزء هي 1.1 بليون متر مكعب سنوياً.

والجزء الثاني من المشروع يصل بين العقبة والرحاب  في الأردن، التي تبعد 24 كلم عن الحدود السورية، وطول هذا الجزء 390 كلم بتكلفة قدرها 300 مليون دولار، وأنجز عام 2005.

أما الجزء الثالث للخط فطوله 324 كلم، ويمتد من الأردن إلى دير علي في سوريا، ومن هناك يسير الخط إلى محطة الريان لضغط الغاز بالقرب من حمص بسعة 1.1 بليون متر مكعب سنوياً، ويمدّ محطتي تشرين ودير علي لتوليد الكهرباء، وهذه المرحلة اكتملت عام 2008.

وبدأ الانبوب يواجه مشكلات خطيرة نتيجة لاستهدافة باستمرار من قبل جهات لم يكشف عنها ولم يتم التوصل اليها حتى الآن، ففي فبراير/شباط 2011 وقع انفجار في جزء من خط الغاز العربي عند منطقة الشيخ زويد وسيطر جهاز الإطفاء على الحريق وتم ايقاف ضخ الغاز لمنع زيادة الاشتعال.

وتوالت بعد ذلك عمليات تفجير الانبوب حيث قام مجهولون في تموز/يوليو 2013 بتفجير خط الغاز بجنوب العريش قرب المطار في محافظة شمال سيناء خلال الساعات الأولى من الصباح.

ازاء ذلك قال تقرير لوزارة الطاقة الاردنية انه منذ ذلك الوقت كثّفت الحكومة الاردنية جهودها لتوفير مصادر بديلة للغاز المصري الذي اصبح انقطاعه معتاداً ومتوقعاً في اي لحظة، ولذلك بوش بانشاء ميناء للغاز في العقبة، الميناء البحري الوحيد للاردن، وذلك لاستيراد الغاز بواسطة السفن اضافة الى امكانية اعادة تصدير بعض الكميات الزائدة عن حاجة البلاد.

كما وقّع الاردن اتفاقيات مع شركات عالمية لتنفيذ مشاريع متعددة في مجال الطاقة، وتركزت في قطاعات الطاقة المتجددة والصخر الزيتي والاستمرار بعمليات التنقيب عن النفط والغاز.

 

المساهمون