الاحتلال يُضيّق الخناق على صحافيي 48

25 سبتمبر 2014
تنسب شرطة إسرائيل للصحافيين تهم الإخلال بالأمن (Getty)
+ الخط -
شهدت المظاهرات الأخيرة في الداخل الفلسطيني (الأراضي المحلتة عام 1948) عنفاً مستشرياً من قبل الشرطة واعتقالات ضد المتظاهرين لم يسلم منها الصحافيون خلال أدائهم لوظيفتهم في توثيق الأحداث، بل كانوا من المستهدفين وتمت عرقلة مهامهم والاعتداء على العشرات منهم في محاولة لطمس الحقائق والحفاظ على صورة السلطات الإسرائيلية بأحسن وجه.

وتلقّى محرر صحيفة "المدينة" بحيفا، رشاد عمري، وهو ناشط سياسي في التجمع الوطني الديموقراطي، لائحة اتهام من قبل شرطة إسرائيل بالاعتداء على شرطي خلال مظاهرة ضد مخطط برافر نظمت بمدينة حيفا قبل نحوعام.

وقامت الشرطة باعتقال عمري في يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، لمدة يومين وذلك خلال أداء عمله في تغطية المظاهرة للصحيفة، وكانت بحوزته كاميرتان.

وكانت الشرطة قد اعتقلت ابنته إنجي (20 عاماً) وعندما توجه للشرطة وسألهم عن سبب اعتقالهم لها اعتقلوه هو أيضاً. يقول عمري لـ"العربي الجديد: "الدولة التي تقتل 15 صحافياً خلال شهر في غزة، لا توجد عندها أية مشكلة اخلاقية أو قانونية لتلفيق تهمة لصحافي موجود بحيفا".
"وبدلاً من أن يحققوا مع الشرطة التي ضربت المتظاهرين ها هم يحققون مع الضحايا".

وتابع: "هذه ملاحقة ضد الصحافيين وملاحقة للجريدة "المدينة" وخطها السياسي ومحاربتها لـ"الأسرلة"، فصحيفتنا لم تظهر علم إسرائيل على صفحاتها. لا شيء يثنيني عن الطريق التي أمشي بها وسأستمر بمواقفي مع شعبي وضد الأسرلةـ وتبقى وسيلة إلاعلام التي أعمل بها مع الرأي الحرّ والوطني".

من جهة أخرى، تمّ تقديم لائحة اتهام ضد مصور موقع "عرب 48"، جوزيف نويصري، وهو طالب جامعي وناشط سياسي بالتجمع الوطني الديموقراطي، اضافة الى كونه سكرتير الشبيبة في فرع "شفاعمر"، وتنسب الشرطة له تهمتي "الإخلال بالنظام والتسبب بأضرار والتحريض".

وكان نويصري قد اعتقل في مظاهرة بشفا عمرو يوم 6 يوليو/تموز 2014 التي انطلقت احتجاجاً على مقتل الشهيد محمد أبو خضير من شعفاط بالقدس وخلال تغطيته للمظاهرة، وتم الاعتداء عليه بالضرب حتى بعد أن أخبر الشرطة بأنه صحافي. وأُطلق سراحه مع الحبس المنزلي يوم 18 أغسطس/آب الشهر الماضي حتى نهاية إجراءات المحكمة.

ويقول نويصري لـ"العربي الجديد" من الحبس المنزلي بالناصرة: "كنت أقوم بتصوير المظاهرة في شفاعمرو للموقع الذي أعمل به، وقبل نهاية المظاهرة كنت أسير وحدي لألتقط صوراً أفضل من مكان مرتفع، فقامت مجموعة من الشرطة من الوحدات الخاصة و(المستعربين)، بالاعتداء عليّ وضربي بشكل مبرح وبعدها اعتقلوني على الفور، قلت لهم إني صحافي وأقوم بعملي، ولم يحركوا ساكناً".

وأشار نويصري: "خلال اعتقالي لمدة شهر ونصف الشهر في السجن، عانيت من أوجاع مبرحة نتيجة الاعتداء علي، وطلبت منهم رؤية طبيب ولم يسمحوا لي. واضح أن هذه ملاحقة سياسية يستهدفون منها الناشطين السياسيين والصحافيين الوطنيين. في الحقيقة أن أداء الشرطة يثبت ان الديموقراطية في إسرائيل هي للشرطة وللذين يخدمون فيها، وليست للمواطنين". ويواصل نويصري الحبس المنزلي وإبعاده عن بلدته حتى عقد جلسة المحكمة الآتية يوم 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
المساهمون