الاحتلال يُصعّد في الأقصى قبل الفصح اليهودي

15 ابريل 2016
استبق الاحتلال الحملة باتهام الفلسطينيين بالتصعيد (محمد عليان/Getty)
+ الخط -


استباقاً لمنع أي احتجاجات وتصدٍّ لما يقوم به مستوطنون عشية عيد الفصح اليهودي، الذي يوافق 22 أبريل/نيسان الحالي، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، وفجر أمس الخميس، أوسع حملة اعتقالات في صفوف كبار السن من المرابطين في المسجد الأقصى، تتراوح أعمارهم بين 65 و70 عاماً.

وجاءت حملة الاعتقالات بتعليمات من المستوى السياسي الإسرائيلي، الذي وجّه اتهامات صريحة للفلسطينيين بنيتهم البدء بتصعيد جديد عشية الفصح، ما قد يجرّ إلى موجة جديدة وعنيفة من المواجهات، كتلك التي حدثت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في "هبّة القدس الشعبية".

مع العلم أن قوات الاحتلال استبقت اعتقال كبار السن من المرابطين، بحملة قبل نحو أسبوع، طاولت عددا من المرابطات، بينهن طاعنات في السن، فضلاً عن مراسلة شبكة "قدس" الإخبارية الصحافية سماح الدويك، والتي لا تزال معتقلة، فيما أفرج عن عدد من المرابطات، بعد أن صدرت ضدهن أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى ومحيطه لفترات تتراوح ما بين 4 و6 أشهر.

رفعت تلك الحملة عدد المرابطات المبعدات عن الأقصى إلى 13 مرابطة، من أصل أكثر من 60 مرابطة، تشملهن قائمة إسرائيلية سوداء، حُظّر على من وردت فيها أسماؤهن منذ نحو تسعة أشهر من الدخول إلى الأقصى.
وتخلّل حملة الدهم والاعتقالات لمنازل كبار السن من المرابطين والمرابطات، مصادرة أجهزة هواتف خلوية، وأجهزة كومبيوتر، فضلاً عن تخريب منازلهم.

في هذا السياق، يكشف بعض ذوي المعتقلين، ومنهم أنور القاق لـ"العربي الجديد"، أن "سلطات الاحتلال وجّهت لكبار السنّ تهماً من قبيل الارتباط بتنظيمٍ معاد"، في إشارة إلى "الحركة الإسلامية" في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 بزعامة الشيخ رائد صلاح، الذي تعرّض هو الآخر لحملة تحريض إسرائيلية، قادها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنفسه، حين قال في جلسة الحكومة الإسرائيلية الأخيرة، إن "مكان الشيخ رائد هو السجن".

كما أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، كان قد اتهم في وقت سابق المرابطين في الأقصى، بأنهم وراء موجة الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بسبب تصدّيهم لاقتحامات المستوطنين، ودعا إلى اعتبارهم "تنظيماً إرهابياً".

بدوره، اتهم المتحدث باسم ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير جندلمان، في تغريدة مطوّلة له، الفلسطينيين بـ"الكذب والتحريض في ما يتعلق بالمسجد الأقصى، وأنهم يستخدمون مصطلح: الأقصى في خطر، لاندلاع أعمال (الإرهاب والعنف)، وأنها كانت أحد عوامل اندلاع هبة القدس الحالية". كما يشمل جندلمان في اتهاماته، "الحركة الإسلامية ـ الجناح الشمالي"، وحركتي "فتح" و"حماس"، كونهم "يحرّضون الشبان الفلسطينيين على مزيد من عمليات المقاومة".

واعتبر جندلمان أن اليهود لا يمارسون حقهم في الدخول إلى ما سماه "قدس الأقداس"، أي المسجد الأقصى، قائلاً إن "مشكلة إسرائيل الكبرى إزاء هذا التحريض، هي أن الجمهور ينجرّ وراءه ويصدّق أن هذه الأمور هي فعلاً النوايا الحقيقية لإسرائيل".

حملة الاعتقالات هذه قوبلت بالتنديد والاستنكار من قبل مسؤولي الأوقاف، وعلى رأسهم المدير العام لأوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب، الذي اعتبرها "تصعيداً في استهداف الأقصى والمصلين". أما مدير الأقصى، الشيخ عمر الكسواني، فقال لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الاعتقالات والتعرض لكبار السن، ومنهم مرضى، يمثل انتهاكاً آخر يضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة ضد المسجد الأقصى، ورسالة دعم لغلاة المستوطنين الذين يستغلون اقتحاماتهم للأقصى لإقامة صلوات وطقوس خاصة بهم، وعقد حفلات قران كما حدث منذ بضعة أيام".