الاحتلال يسلب الطفل الفلسطيني رجائي التميمي فرحة العيد بإبقائه في السجن
رام الله
محمود السعدي
محمود السعدي
حرمت قوات الاحتلال الإسرائيلي عائلة الطفل الفلسطيني رجائي سفيان التميمي (15 عاما)، من قرية دير نظام، غرب رام الله، وسط الضفة الغربية، فرحة العيد وانتزعت منها العيش بفرح وأمان مع ابنها الوحيد بين أربع بنات.
"في العيد لن يتمكن رجائي من شراء ملابسه الجديدة، ومن تنظيف وترتيب فناء منزل العائلة، والاستعداد لاستقبال العيد والفرح به. حُرم رجائي من لمّة العائلة في صباح العيد، وتناول طعام الفطور مع أسرته، ومن ثم زيارة أقاربه كما اعتاد في كل عام"، توضح والدته غفران محمد لـ"العربي الجديد".
ملامح القهر من غياب فلذة كبدها تبدو واضحة على الوالدة غفران، فكيف لها أن تفرح بالعيد ورجائي في السجن. تستذكره هي ووالده وشقيقاته في كل لحظة، عند النوم والاستيقاظ، وخصوصا عند الإفطار في رمضان، ولا يغيب عن بال الأسرة كل ما يحب رجائي وما يكره. وتقول والدته: "الاحتلال سجننا معه، أدعو الله بالفرج له وللأسرى، والله يصبر أمهاتهم".
لم تكن "أم رجائي" تظن يوما أن يصبح فلذة كبدها أسيرا داخل سجون الاحتلال، لكنها تشير إلى أنه في ظل الاحتلال كل شيء ممكن وقد يحدث.
"في العيد لن يتمكن رجائي من شراء ملابسه الجديدة، ومن تنظيف وترتيب فناء منزل العائلة، والاستعداد لاستقبال العيد والفرح به. حُرم رجائي من لمّة العائلة في صباح العيد، وتناول طعام الفطور مع أسرته، ومن ثم زيارة أقاربه كما اعتاد في كل عام"، توضح والدته غفران محمد لـ"العربي الجديد".
ملامح القهر من غياب فلذة كبدها تبدو واضحة على الوالدة غفران، فكيف لها أن تفرح بالعيد ورجائي في السجن. تستذكره هي ووالده وشقيقاته في كل لحظة، عند النوم والاستيقاظ، وخصوصا عند الإفطار في رمضان، ولا يغيب عن بال الأسرة كل ما يحب رجائي وما يكره. وتقول والدته: "الاحتلال سجننا معه، أدعو الله بالفرج له وللأسرى، والله يصبر أمهاتهم".
لم تكن "أم رجائي" تظن يوما أن يصبح فلذة كبدها أسيرا داخل سجون الاحتلال، لكنها تشير إلى أنه في ظل الاحتلال كل شيء ممكن وقد يحدث.
رجائي، الفتى المحبوب والطيب والهادئ، في الصف العاشر الأساسي، كان يحلم بأن يصبح مهندسا ميكانيكيا، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي في 19 مايو/أيار الماضي، خلال تقدمه لامتحانات نهاية الدراسة، من أمام منزله القريب من شارع استيطاني، ثم حوّلته إلى سجن عوفر، غرب رام الله، وأخضعته للاستجواب، واتهمته برشق القوات الإسرائيلية بالحجارة أربع مرات وجرى تصويره.
هذه التهمة نفاها رجائي وقال: "كنت أرشق الحجارة باتجاه الأشجار قرب منزلنا"، في حين يعتبر والده، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن تهمة سلطات الاحتلال الإسرائيلي لابنه جاهزة وملفقة، ويتمنى ألا يمر أحد بتجربة البعد القاسي عن ابنه قسرا، ثم يضيف: "رجائي لا يغيب عنا في كل لحظة، سواء في نومنا أو استيقاظنا، وفي أمور حياتنا".
قبل نحو أسبوعين، قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي في عوفر الإفراج عن الطفل رجائي التميمي مقابل كفالة مالية (ثلاثة آلاف شيكل بالعملة الإسرائيلية)، لكن نيابة الاحتلال استأنفت على قرار الإفراج عنه مدة 72 ساعة، ومن ثم رُفض الإفراج عنه وحوّل للمحاكمة، وتم تحديد موعد محاكمة جديدة له في 28 يونيو/حزيران الجاري.
ولم تتمكن العائلة إلى غاية الآن من زيارته، إذ لم تره إلا في جلسات المحاكمة التي عقدت له، وسمح له فقط بإلقاء التحية على والديه. ويقبع رجائي بعيدا عن عائلته بين الأطفال الأسرى في القسم المخصص لهم في سجن عوفر.
"تعاني قرية دير نظام، الواقعة إلى الغرب من رام الله، والبالغ عدد سكانها نحو 1200 نسمة، من اقتحامات متكررة لجيش الاحتلال، ومن مصادرة كبيرة لأراضيها لأجل توسيع مستوطنة حلميش المقامة على أراضي الفلسطينيين لأغراض عسكرية احتلالية"، يقول أمين سر حركة فتح في دير نظام، مجاهد التميمي، في حديث لـ"العربي الجديد".
ووفق التميمي، فإن قرية دير نظام تتعرض لعمليات اقتحام واعتقال لأهالي البلدة، من بينهم أطفال لم يتجاوزوا 12 عاما، في حين تغلق القرية من حين إلى آخر بذرائع وادعاءات متعددة، إذ ترتفع القرية بإطلالتها عن مستوطنة "حلميش".
ولم تسلم القرية من اعتداءات المستوطنين على ممتلكات أهالي دير نظام الزراعية وأراضيهم، التي حوصرت خلال الهبة الجماهيرية الحالية أكثر من مرة نتيجة المواجهات التي تندلع في الشارع الرئيسي للقرية.
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي في سجونها نحو 6500 أسير فلسطيني، من بينهم نحو 300 طفل دون سن الثامنة عشرة، و54 أسيرة فلسطينية، من بينهن 10 فتيات قاصرات، فضلا عن 700 أسير مريض يعانون من أمراض مختلفة بعضها مزمن، ونحو 500 أسير إداري (بلا تهمة).
دلالات