واستشهد الشاب عبد الرحمن الشلودي، ليل الأربعاء الماضي، متأثراً بجروحه، التي أصيب بها من سلاح أحد عناصر شرطة الاحتلال، عقب فقدانه السيطرة على مركبته في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ودهسه لمجموعة من المستوطنين.
وقررت محكمة الاحتلال المركزية في القدس، مساء اليوم، تسليم جثمان الشلودي يوم غدٍ الأحد، عند منتصف الليل، بحضور 20 من أفراد عائلته فقط. وهددت استخبارات الاحتلال، بدفن الشلودي في مقابر الأرقام إن لم تلتزم عائلته بقرار المحكمة بدفنه بحضور 20 من عائلته فقط. وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن "عائلة الشلودي لا زالت على موقفها برفض شروط الاحتلال بإجراءات دفن نجلها عبد الرحمن، إذ أكد والده رفض قرار المحكمة".
ووصف والد الشهيد في تعقيب فوري لـ"العربي الجديد" قرار المحكمة بالجائر، والذي يحرمه ويحرم أبناء شعبه من وداعه بما يليق بمكانته كشهيد.
وفور انتشار نبأ قرار المحكمة اشتدت المواجهات في بلدة سلوان، مسقط رأس الشهيد الشلودي، إذ وصف شهود عيان لـ"العربي الجديد" تلك المواجهات بأنها الأعنف منذ فترة طويلة، حيث يهاجم الشبان جنود الاحتلال وبؤر الاستيطان في البلدة بالمفرقعات النارية والزجاجات الحارقة، فيما يطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز بكثافة تجاه الشبان، وسط أنباء عن وقوع عدد غير محدد من الإصابات.
وامتدت المواجهات إلى حي الثوري المجاور لمسقط رأس الشهيد، وكذلك في حي رأس العامود، ومخيم شعفاط شمالي القدس، حيث تدور على حاجز عسكري المخيم مواجهات عنيفة منذ ساعات المساء.
وفي المقابل، دفعت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة إلى بلدة سلوان والبلدة القديمة من القدس ورأس العامود، وسط دعوات من نشطاء المقاومة إلى تصعيد المواجهة والاشتباك مع قوات الاحتلال والاحتشاد في منزل عائلة الشهيد دعماً ومناصرة لها ورفضاً لقرارات محاكم الاحتلال.
ودارت مواجهات عنيفة، في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، مسقط رأس الشهيد الشلودي، إذ أطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز والصوت، في حين ردّ الشبان بإطلاق المفرقعات الناريّة باتجاه الجنود.
وفي حي الطور إلى الشرق من بلدة القدس القديمة، أصيب، مساء اليوم، أحد المستوطنين، بعد رشق مركبته بالحجارة، بينما اعتقلت قوات الاحتلال طفلاً في العاشرة من عمره أثناء تواجده في شارع الواد بالبلدة القديمة، واقتادته إلى مركز تحقيق لها، بعدما اعتدت عليه بالضرب المبرح.
وتصاعدت وتيرة المواجهات، إذ ألقى شبان مقدسيون، مساء اليوم، زجاجات حارقة على مركبات إسرائيلية بالقرب من النفق المؤدي إلى مستوطنة معاليه أدوميم المقامة على أراضي الفلسطينيين شرقي القدس المحتلة.
وامتدت المواجهات إلى بلدة الرام شمالي القدس، والتي وصفت بـ"العنيفة"، فيما اندلعت مواجهات أخرى على حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي شمالي القدس المحتلة.
وفي السياق نفسه، تعرض القطار الخفيف لهجوم بالحجارة والزجاجات الفارغة لدى مروره في حي شعفاط شمالي القدس المحتلة، إذ أفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن عدداً من نوافذ القطار قد تهشمت، واستدعت شرطة الاحتلال مزيداً من عناصرها، وشرعت بأعمال تمشيط بحثاً عن الشبان.